


عدد المقالات 395
نكمل في هذا الجزء تحفظاتنا على المبادرة الروسية، ومن ذلك: 5 - الهدف المركزي للمبادرة الروسية هو تفكيك مجلس التعاون، وتعويم عروبة الخليج بإيحاءات إيرانية بإنشاء منظومة أمن إقليمي على غرار منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، لذا لم تعلن أي دول خليجية أو دولة معنية بأمن الخليج موقفاً إيجابياً من المبادرة. 6 - منذ متى وضمان سلامة الملاحة في مياه الخليج من أولويات موسكو الاستراتيجية؟! لولا حديث الانسحاب الأميركي، وما الخبرة التراكمية لدى الروس في حفظ أمن الخليج؟! فهل موسكو مؤهلة للقيام بدور الحافظ لأمن الخليج فيما فشلت في ذلك أوروبا والغرب المتواجدون فيه منذ قرون؟! 7 - لا نعلم إن كان الطموح الروسي كافياً لنجاح الخطة المقترحة، فالصفقة معقدة، خصوصاً طلب الشفافية وتبادل المعلومات بين الأطراف المشاركة كبيرة العدد، مختلفة المصالح الأمنية والاقتصادية والسياسية، فسجل موسكو رغم حجمها لم يرتبط بقدراتها الدبلوماسية لحل الصراعات الإقليمية حتى مقارنة بدولة صغيرة مثل الكويت تؤمن بالدبلوماسية الإنسانية، بل لتعقيد الأمور والأنانية السياسية كما في سوريا وأوكرانيا، فقبل 80 عاماً بالضبط، قال تشرشل: «روسيا لغز ملفوف في الغموض داخل أحجية، لكن ربما هناك مفتاح هو مصالح روسيا القومية». 8 - في ديباجتها تحدثت المبادرة عن أمن الطاقة والإرهاب، ولم تتحدث عن المفاعل النووي لإيران، بل لم تشر إلى قدرتها على الضغط على طهران كورقة لتسويق المبادرة، بل جاءت لتنقذ إيران من الضغط الأميركي. 9 - من المريب في المبادرة تهميش الخليجيين إلا في إشارات عامة، بل مساواتهم مع إيران في خلق الأزمات، وطرح مفردات عن تسوية الأزمات بسوريا واليمن والعراق، والتسويق لسلام يخدم مصالح جميع الأطراف، ثم تنبهت لوجود الخليجيين فتذكرهم حين اقترحت توفير المساعدات الإنسانية للدول المحتاجة بهدف تسوية الأزمات واستقرار المجتمعات المحلية! 10 - تقترح المبادرة ضمن بنودها الخمسة، عدم نشر قوات لدول من خارج المنطقة على أساس دائم على أراضي دول الخليج، مما يعني أن نلغي مبادرة اسطنبول والاتفاقيات الأمنية مع أميركا وفرنسا وبريطانيا. 11 - تعطي بنود المبادرة الإيحاء بأنها بديل روسي للمشروع الأميركي «الشرق الأوسط الكبير»، الذي أنجبته كونداليزا رايس بعد هجمات 11/9، لكنها رحلت قبل أن ترضعه فمات، فهل هو خيار خليجي جيد أن نخرج من المؤامرة الإمبريالية الكبرى إلى الهيمنة الروسية؟! ومن مركب على جناح النسر الأميركي المحلق عالياً إلى حضن الدب الروسي الرطب؟! 12 - كما تقفز لذهن المراقب الخليجي فكرة أن المشروع الروسي هو امتداد لفكر ثلاثي أستانة «روسيا وتركيا وإيران» أو ما يسمى الإطار الأوراسي الاستراتيجي، الرافض للعقيدة الـ «نيو ليبرالية»، الراغبة في إقامة نظام دولي متعدد الأقطاب، يقوده وهم الإرث السياسي لثلاث إمبراطوريات، تمثل ثلاث عقائد دينية تقليدية هي الأرثوذكسية الروسية والتصوف الإسلامي والمذهب الشيعي، وكلها ذات طموح تاريخي في الخليج. 13 - إن المبادرة الروسية ترميم لصورة روسيا العظمى التي شُوّهت بضم شبه جزيرة القرم 2014، ومساواة سوريا بالأرض 2015، فالحدثان أعادا موسكو لمشهد العلاقات الدولية، لكن بوجه متوحش. 14 - يشبّه مراقبون الخطوات الروسية عبر مبادرتها لأمن الخليج بخطواتها للانخراط في الأزمة السورية، فقد وضعت موسكو موطئ قدم في سوريا، بالطريقة نفسها التي تريد توظيفها الآن في منطقة الخليج. بالعجمي الفصيح: لا شك أن موسكو هي الوحيدة القادرة على لجم طهران سلمياً، لكن على روسيا أولاً تقديم أوراق اعتماد جديدة للخليجيين غير المبادرة الراهنة، التي تحمل في ثناياها تفكيك مجلس التعاون وتدويل الخليج العربي بشرعنة وجود الطامعين فيه.
حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...
منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...
بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...
استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...
بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...
في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...
نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...
لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...
لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...
كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...
حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...
إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...