عدد المقالات 81
لعل من أكثر التحفظات التي أثارها معارضو التدخل العسكري في سوريا من قبل الدول الغربية، أو حتى توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، هو إشكالية وجود الجهاديين في البلاد، الذين حققوا تقدماً ميدانياً وسيطرة جغرافية في مناطق مختلفة من سوريا. رأى عديدون من أصحاب هذا الرأي أن الغرب بضربه النظام السوري إنما يقف إلى جانب القاعدة والتنظيمات الجهادية. فكرة من هذا القبيل سطحية وساذجة، ولكن بالمقابل فإن موقف الجهاديين أساسي بحكم أنهم من اللاعبين الأساسين في المشهد السوري اليوم. رد الفعل الأولي لما وصفه الجهاديون بـ «الضربة الصليبية المرتقبة»، جاء من أحد منظري التيار، «أبوسعد العاملي»، عبر حسابه على توتير حين اعتبر أن هدف الضربة الغربية هو «إضعاف»، وليس «إنهاء» النظام السوري، باعتبار أن الضربة تهدف إلى حفظ ماء وجه الغرب بسبب استخدام الكيماوي، بينما الضربة العسكرية ستكون محدودة، والأهم، برأي العاملي، أنها ستستهدف الجهاديين بمنطق «ضرب هدفين بهجوم واحد»، وأن الجهاديين هم الهدف الأكبر، لـ «نسف بنياتكم التحتية وتصفية قياداتكم وجنودكم بسهولة، لا تنسوا أن العدو متفوق بسلاحه الجوي فاحذروا». وفيما يذكر العاملي جهاديي سوريا بالاستفادة «من دروس إخوانكم في أفغانستان والعراق ومالي مع مراعاة ظروفكم وواقعكم الجغرافي والعسكري الخاص» فإنه يرى بأن الغرب يهدف أساساً إلى الإبقاء على حالة الحرب في سوريا دون منتصر خوفا من تقدم الجهاديين. أما عبدالله بن محمد أحد منظري التيار الجهادي أيضاً، استبعد في لقاء مفتوح نشر على المنتديات الجهادية «استبعد التدخل الأميركي إلا بشكل جزئي كضربات تأديبية على استخدام النظام للكيماوي أو تدخل لاحق ضد الكتائب الجهادية قبيل سقوط النظام كما في حرب «الطائرات دون طيار في اليمن وباكستان». وقال ابن محمد إن الأميركيين أنشؤوا قاعدة طائرات دون طيار في الأردن، وسينشئون أخرى في العراق للتعامل مع الوضع القادم قبيل سقوط النظام وحتى لا تتمكن الكتائب الجهادية من تهديد إسرائيل بعد ذلك!» يلاحظ على ما سبق من تناقض وجهتي النظر حول وجود الجهاديين في سوريا والموقف من الضربة العسكرية، إذا ما تمت، ولكن بعيدا على الآراء السياسية حول هذا الموضوع، فإن الأهم هو الإشارة إلى عاملين أساسيين لعبا دوراً في وجود الجهاديين في سوريا –بالإضافة إلى العامل الأساسي بالطبع، وهو طبيعة الحملة المتوحشة من النظام ضد المدنيين وعسكرة الثورة بالتالي- الأول يرتبط بحالة الإحباط لدى السوريين من غياب الدعم الدولي لهم رغم الكثير من المجازر التي ارتكبت بحقهم، والعامل الثاني هو اعتماد الجهاديين على قوة السرد في التجنيد واستقطاب المحليين. وعلى ذلك فإن رفض مجلس العموم البريطاني لأي تدخل عسكري في سوريا، والتحفظ الذي طرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما بطرح الموضوع للكونجرس، جعل التدخل العسكري أمراً غير مضمون. ورغم ديمقراطية العملية هذه، ورغم وجود الكثير من الأصوات المعارضة -بضمير حقيقي- لأي تدخل خارجي، فإن شعور السوريين بخذلان العالم لهم سيدفع إلى تزايد شعور الإحباط، وبالتالي، والأهم، إعطاء فرصة لخطاب الجهاديين لمزيد من الانتشار والجاذبية للمحبطين الشاعرين بخذلان المجتمع الدولي لهم.
لم تكد تخلو أي صحيفة بريطانية الأسبوع الماضي، من إشارة إلى مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشريط مصور مروع، حيث ظهر منفذ عملية القتل متحدثا بلكنة...
لعل وجود «تنظيم الدولة الإسلامية» (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سابقاً) على تخوم الأردن يعد الشاغل الأكبر للأردنيين، سواء على مستوى النخب السياسية كما يتبدى في الصالونات السياسية في عمان أو حتى على مستوى...
في عام 2010 وفي "عز" تراجع ما يعرف آنذاك ب "الدولة الإسلامية في العراق"، أمام "مجالس الصحوات"، نشر التنظيم كتابًا بعنوان "خطة استراتيجية لتعزيز الموقف السياسي ل "دولة العراق الإسامية". فكرة الكتاب قامت على أساس...
قد يتفق مراقبو المجموعات الجهادية على أن الخلاف بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» -الذي بــات يسمي نفسه بالدولة الإسلامية بعد سيطرته على ثاني المدن العراقية الموصل في يونيو الماضي- وبين الخط الغالب للتيارات...
لطالما شجب مؤيدو روسيا، وقبله الاتحاد السوفيتي السابق أي انتقاد للدب الأحمر لاعتبارين أساسيين بنظرهم، الأول أن موسكو تقف دوما القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، وثاني الاعتبارين أن روسيا تشكل قطباً موازياً للولايات المتحدة الأميركية...
تحليل ظاهرة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما باتت تعرف الآن بـ «الدولة الإسلامية»، عربياً يتسم، فيما يتسم، بصفتين أساسيتين، في معظم الأحيان، وفق مستوى التحليل، على المستوى الشعبي، وعلى مستوى النخب، وكلا...
أشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في ملفها الخاص عما أسمته بـ «تراجيديا العرب»، إلى واقع تاريخي محزن، حين أشارت إلى أن عواصم كالقاهرة ودمشق وبغداد كانت مصادر النهوض الحضاري للعالم، يستفيد منها حتى الغرب، ولكنها اليوم...
الزائر لأربيل عاصمة كردستان العراق، يشعر أنه، وفي ظل الأخبار الواردة من العراق، يشعر وكأن هذا الإقليم ليس على تخوم العراق وجزءا منه. وفيما عدا مخيمات النازحين على أطراف المدينة، والإقليم ككل، وبعض الدخان المنبعث...
كنت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حيث ترافقت زيارتي مع تواتر التقارير عن سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة الرطبة على الحدود، وعلى مناطق حدودية. هذا التوسع لـ «تنظيم الدولة»،...
كثيرون في عالمنا العربي استدعوا نظريات المؤامرة لتفسير توسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في العراق، في أكثر من منطقة، ودخولها في مواجهة مفتوحة مع القوات العراقية في عدد من المدن. وقد كان الحضور المفاجئ،...
أبرز توسع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مساحات جغرافية واسعة في العراق منذ الأسبوع الفائت، بما فيها ثانية أكبر المدن العراقية الموصل في شهر يونيو 2014، تزايدا في المصادر التمويلية للتنظيم. وقد أشارت...
لعل قلة يعرفون أن التوتر المتصاعد منذ أشهر غربي العراق في المناطق السنية لا يرتبط فقط بمجموعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بل هناك مجموعات سنية مسلحة، محتجة على أوضاعها، وعلى سياسات المركز في...