


عدد المقالات 65
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكل ولا يمل ولا يتعب من محاولة التفريق بين المؤمنين وإغلاظ وتوغير قلوبهم. إن الإسلام دين يدعو إلى حسن الظن بالناس والابتعاد كل البعد عن سوء الظن بهم، لأن سرائر الناس ودواخلهم لا يعلمها إلا الله تعالى وحده، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) سورة الحجرات، الآية (12). وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين، ولكن هل هذا الظن موجود عندنا؟ من هذا الموضوع تذكرت إحدى الأخوات التي كانت معرفتنا بها بسيطة، ولأنها إنسانة على قدر حالها في معيشتها، فلم يكن أحد يرغب في جلوسها معنا لفقرها واحتياجها، فكانت تجلس معنا بين الحين والآخر، فلما ارتاحت للمجموعة أصبحت تأتي كل يوم، فما كان من بعض الأخوات إلا أن أقمن الدنيا بعدم موافقتهن على جلوسها معنا، وقامت القيامة من هذا الموضوع، حتى كان من جرأتهن أن طلبن منا أن نطلب منها عدم الجلوس معنا؟؟ وقد أظهرن من العيوب في تلك الأخت ما خفي منها وعظم، وأنها كاذبة وأنها محتالة، وأنها بجلوسها معنا تحاول كسب مصلحة من الجميع، حتى باتت شغلهم الشاغل، لأني استغربت كل هذه الصفات التي لم أرها منها من خلال الفترة البسيطة التي كانت تجلسها معنا، وبعد ذلك سألت إحداهن هل كان هناك موقف معك حتى حكمت عليها بهذا الحكم؟ قالت: لا، أحس أنها (مصلحجية)، وسألت صديقتنا الثانية: هل حصل لك موقف معها؟ قالت: لا، سمعت البنات يقولون، وعندما سألت الثالثة، كان جوابها لم يختلف عن الأخريات، فسبحان الله على سوء الظن بهذه الأخت المسلمة والتي لم يكن ذنبها إلا فقرها، كيف يمكن أن يحكم شخص على شخص بهذه الصفات القبيحة التي ينكرها الدين الإسلامي لمجرد سوء ظن وكلام قد سُمع من ناس تحمل قلوبهم الحسد والبغض والغلظة، وعندها اتخذت قراراً حاسماً في هذا الموضوع بأن هذه الأخت ستبقى معنا، ومن تريد أن تجلس فمرحبا بها، وإن لم ترد ذلك مثل ما نقول بكلامنا (ماتشوف شر)، ولله الحمد كانت هذه نعم الأخت والصديقة خلال معرفتي بها طوال هذه الفترة، ورغم حالتها البسيطة فإن أي شيء يأتيها تقسمه بيننا وبينها. إحسان الظن، إن إحسان الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين الناس، بين الفقير والغني، الصغير والكبير، فالمجتمع المسلم مجتمع لا تمايز فيه بين الناس، ولا سواد في قلوبهم، امتثالاً لأمر رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات حين قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا». (رواه مسلم). عندما دخل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ذات يوم السوق يريد أن يبتاع لنفسه شيئاً، فوضع يده على رأسه كي يخرج الدراهم من عمامته فإذ بالدراهم قد سُرقت، لقد امتدت يد سارق إلى عمامة ابن مسعود رضي الله عنه فسرقت دراهمه، فلما رأى الناس ما حصل، وهمّهم هذا الأمر أن يحصل مع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذوا يدعون على السارق بقطع يده، فما كان من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلا أن وقف وقال: «اللهم إن كانت لمن أخذ الدراهم حاجة يريد قضاءها اللهم فاقض حاجته، وإن لم تكن له بهذه الدراهم حاجة اللهم فاجعله آخر ذنب له». فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من الآخرين وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه وتعالى (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا) سورة النور (الآية: 12). هكذا كان السلف الصالح رضي الله عنهم، الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا التمس لأخيك بضعاً وسبعين عذراً، وقال ابن سيرين رحمه الله: «إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً، فإن لم تجد فقل: لعل له عذراً لا أعرفه». رزقنا الله وإياكم قلوباً سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا. ودمتم سالمين،،،،
في الصباح تزداد أعداد السيارات، وخاصة في أوقات الدوام، حيث يخرج الرجال لأعمالهم، والأطفال والعيال لمدارسهم، والأمهات لأشغالهن، كل حسب وظيفته وعمله، والناس أنواع فمنهم الهادئ ومنهم العصبي، ومنهم البطيء ومنهم المستعجل، منهم من يذهب...
إن إحياء ما اندثر من السنن في هذه الأيام المباركة فيه ثواب عظيم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من...
جريمة شنعاء كبيرة هزت المملكة العربية السعودية والخليج العربي، بل هزت كل مسلم ومسلمة، كما هزت كل قلب فيه ذرة من الرحمة والرأفة. جريمة قتل الطفلة السعودية (تالا) ذات الأربعة أعوام على يد خادمتها المجرمة...
عنوان المقال مقطع من المقاطع المشهورة للفنان الكويتي حسين عبدالرضا في مسرحيته المشهورة (على هامان يا فرعون). وأنا أردد وأعيد هذا المقطع، لأن ما رأيته خلال اليومين اللذين مضيا يجعلني أتذكر هذه المسرحية، حيث ذهبت...
لأن طبيعة عملي تضطرني في بعض الأحيان أن أذهب لكثير من الأماكن والهيئات والمؤسسات وبما أذهب لهذه الأماكن فإن أول ما يدور في ذهني أنني سأجد أحد الأخوات القطريات لا تفاهم معها أو أكلمها في...
خلال اليومين القادمين سيبدأ الجميع بالاستعداد للعودة للمدارس، هذه العودة التي تسبقها عاصفة هوجاء من المحبطين والكسولين، والذين لا يقدرون قيمة ما هم فيه، هذه العاصفة التي تبدأ في مراسلات البلاك بري ما يصاحب هذا...
قد يتفاجأ الإنسان بوجود مثل هؤلاء الأشخاص وفي بلاد أوروبية، والتي عادة ما تكون معروفة بأنه لو تفقد فيها ربع دولار لن تراه مرة أخرى، وقد لا تتفاجأ، لأن هذا الشخص مسلم وعربي، وهو ما...
نعم إلى أين وصلنا بعد الكمّ الهائل من المقالات التي كتبتها، وكتبها كثير من الكتاب القطريين المتميزين في جميع الجرائد الموجودة في قطر؟ مثلاً في مقالاتي: - هل تأدبنا مع الله بالاستماع للأذان والإقامة والترديد...
القيم السلوكية كثيرة في حياة المسلم، ومن ضمن هذه القيم والسلوكيات النظافة، فالنظافة هي قيمة وسلوك حضاري، والإسلام هو القدوة لكل المجتمعات الإنسانية في تعلم وتعليم النظافة والمحافظة عليها لقوله تعالى «إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ...
منذ عدة أيام قالت لي إحدى الأخوات نحن غير متأدبين مع الله، فاستغربت من كلمتها هذه وكيف تقول مثل هذه الجملة، قلت لها استغفري ربك، فاستغفرت، وبدأت توضح لي مقصدها من قول هذه الكلمة، فقالت...
خلال الأيام الماضية رأينا الجمعيات القطرية بعد اجتماعها تحت شعار «كلنا للشام»، وكيف أن هذه الجمعيات كانت تعمل بكل جد واجتهاد في حث الناس وحث أصحاب القلوب الرحيمة على التبرع لإخوانهم في سوريا، بل الأهم...
جوهر الإنسان هو سريرته التي لا يعلم عنها إلا رب البشر، أي إنها كل ما تحتويه النفس البشرية من مشاعر وأحاسيس، وما يحتويه العقل من أفكار واتجاهات لا تظهر للناس ولا يعلمون بها. أما المظهر...