عدد المقالات 81
لا أقتنع بنظرية المؤامرة في تفسير السياسة، وأدرك أن توازنات القوى السياسية والعلاقات الدولية تلعب دوراً أساسياً في تشكيل المشهد السياسي، وهذا ينطبق على الأزمة السورية، وطبيعة الحملة القاسية التي شنها النظام على المدنيين دفعت باتجاه تصعيد المجموعات المتشددة فيها، وباتت تستقطب جهاديين من كل أنحاء العالم. ولكن، بالمقابل، فإن تلكؤ المجتمع الدولي في حل الأزمة، جعل سوريا تلعب دور «محرقة الجهاديين» سواء أكان ذلك مقصوداً أم لا، فقد اعتدنا النظر إلى سوريا باعتبارها جاذبة لمثل هؤلاء الجهاديين، وهو أمر يسهل تفسيره، ولكن ماذا عن زاوية أنها محرقة لهم؟ لا يمكن إثبات هذا إلا بمعلومات استخباراتية، سواء أكانت حكومات ما بعينها تسهل دخول الجهاديين إلى سوريا، رغم أن بنية المجموعات الجهادية تؤكد على أنهم عصيون على مثل هذه التفاهمات، ولكن بالمقابل تحليل حالة المجموعات الجهادية اليوم تظهر أن كثيراً من الدول مستفيدة من وجودهم هناك، ولذا يغضون الطرف عن استمرار الأزمة السورية، وفقاً لشرطين، بأن لا تتفاقم الأزمة السورية وتتنقل خارج الحدود ولا يعود هؤلاء الجهاديون إلى بلدانهم (عدد من الحكومات ومنها البريطانية اقترحت سحب الجوازات منهم، وهذا يترافق أيضاً مع كثير من برامج مكافحة التشدد وإعادة تأهيل العائدين من سوريا التي أقرت في أكثر من دولة أوروبية). إذا ما تم تحقيب الهجمات التي نفذها السلفيون الجهاديون، وتقسيمها حسب المكان المستهدف، منذ ما بعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، يلاحظ أنه حتى عام 2008 كان العمليات تستهدف الغرب وحلفائه (مدريد، لندن، بالي، جربا، الدار البيضاء، عمان.. إلخ)، وكانت العراق مسرحاً أساسياً أيضاً للجهاديين. بعد عام 2008 عمد الجهاديون إلى فتح ملاذات آمنة في اليمن، والصومال، والعراق (حين أعلن عن «الدولة الإسلامية في العراق»)، والمنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، وباتت هذه الملاذات الآمن يخرج منها أعضاء القاعدة لينفذوا هجماتهم أو يحاولوا، أو تجند قيادتهم آخرين في الغرب (النيجيري عمر الفاروق، فيصل شاهزادة، خلية الطابعات، نضال مالك حسن)،وحتى الدول القريبة كالهند (مومباي)؛ حيث يلاحظ أن الهجمات كانت تستهدف إلى حد كبير الغرب، والشرق الأوسط، أو في المركز من العالم الحديث. لكن منذ 2011، وتحديداً بعد أن باتت سوريا جاذبة للجهاديين، انتقلت تلك العمليات إلى الأطراف كمالي في البداية، ومن ثم الهجوم على السوق التجاري «ويست جيت» في كينيا من قبل حركة الشباب الصومالية، ومن ثم بوكو حرام والعمليات التي تنفذها بشكل متكرر وأكبرها أخيراً عملية خطف طالبات المدارس، وحتى معظم الاعتقالات في الغرب باتت ترتبط بجهاديين ينوون الذهاب إلى أو عائدون من سوريا. مثل هذه التحول سببه الرئيسي الحرب الطاحنة في سوريا، التي يبدو أنها تستنزف الجهاديين، وبالتالي قد تنظر دولاً عدة بأن هذا من مصلحتها، خاصة أن هذا يترافق مع انقسام الجهاديين، وتزعزع أيديولوجيتهم بسبب الانقسام الحاد، وحتى الاقتتال، فيما بين الجهاديين أنفسهم. • @muradbatal
لم تكد تخلو أي صحيفة بريطانية الأسبوع الماضي، من إشارة إلى مقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشريط مصور مروع، حيث ظهر منفذ عملية القتل متحدثا بلكنة...
لعل وجود «تنظيم الدولة الإسلامية» (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سابقاً) على تخوم الأردن يعد الشاغل الأكبر للأردنيين، سواء على مستوى النخب السياسية كما يتبدى في الصالونات السياسية في عمان أو حتى على مستوى...
في عام 2010 وفي "عز" تراجع ما يعرف آنذاك ب "الدولة الإسلامية في العراق"، أمام "مجالس الصحوات"، نشر التنظيم كتابًا بعنوان "خطة استراتيجية لتعزيز الموقف السياسي ل "دولة العراق الإسامية". فكرة الكتاب قامت على أساس...
قد يتفق مراقبو المجموعات الجهادية على أن الخلاف بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» -الذي بــات يسمي نفسه بالدولة الإسلامية بعد سيطرته على ثاني المدن العراقية الموصل في يونيو الماضي- وبين الخط الغالب للتيارات...
لطالما شجب مؤيدو روسيا، وقبله الاتحاد السوفيتي السابق أي انتقاد للدب الأحمر لاعتبارين أساسيين بنظرهم، الأول أن موسكو تقف دوما القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، وثاني الاعتبارين أن روسيا تشكل قطباً موازياً للولايات المتحدة الأميركية...
تحليل ظاهرة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو ما باتت تعرف الآن بـ «الدولة الإسلامية»، عربياً يتسم، فيما يتسم، بصفتين أساسيتين، في معظم الأحيان، وفق مستوى التحليل، على المستوى الشعبي، وعلى مستوى النخب، وكلا...
أشارت مجلة الإيكونوميست البريطانية في ملفها الخاص عما أسمته بـ «تراجيديا العرب»، إلى واقع تاريخي محزن، حين أشارت إلى أن عواصم كالقاهرة ودمشق وبغداد كانت مصادر النهوض الحضاري للعالم، يستفيد منها حتى الغرب، ولكنها اليوم...
الزائر لأربيل عاصمة كردستان العراق، يشعر أنه، وفي ظل الأخبار الواردة من العراق، يشعر وكأن هذا الإقليم ليس على تخوم العراق وجزءا منه. وفيما عدا مخيمات النازحين على أطراف المدينة، والإقليم ككل، وبعض الدخان المنبعث...
كنت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حيث ترافقت زيارتي مع تواتر التقارير عن سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مدينة الرطبة على الحدود، وعلى مناطق حدودية. هذا التوسع لـ «تنظيم الدولة»،...
كثيرون في عالمنا العربي استدعوا نظريات المؤامرة لتفسير توسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في العراق، في أكثر من منطقة، ودخولها في مواجهة مفتوحة مع القوات العراقية في عدد من المدن. وقد كان الحضور المفاجئ،...
أبرز توسع «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مساحات جغرافية واسعة في العراق منذ الأسبوع الفائت، بما فيها ثانية أكبر المدن العراقية الموصل في شهر يونيو 2014، تزايدا في المصادر التمويلية للتنظيم. وقد أشارت...
لعل قلة يعرفون أن التوتر المتصاعد منذ أشهر غربي العراق في المناطق السنية لا يرتبط فقط بمجموعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بل هناك مجموعات سنية مسلحة، محتجة على أوضاعها، وعلى سياسات المركز في...