د. حسن رشيد: التوهج في المحافل الخليجية والعربية
خولة مرتضوي: ضرورة إشراك الشباب في الفعل الثقافي
سعيدة البدر: الزخم الثقافي خلال هذا العام فتح شهيتنا للمزيد
شهدت دولة قطر العديد من الفعاليات الثقافية والفنية خلال العام الذي يلملم أوراقه للرحيل، وعرفت زخما كبيرا لاسيما أنها سنة تزامنت مع فعاليات مونديال قطر فيفا 2022، لكن تبقى قريحة الفنانين وأهل الثقافة مفتوحة دائما للمزيد، «العرب» استطلعت آراء بعض المثقفين والمواطنين، وماالذي ينتظرونه من وزارة الثقافة خلال العام 2023 ومستقبلا:
ذكر الإعلامي والناقد الدكتور حسن رشيد أن طرح سؤال ماذا تنتظر من وزارة الثقافة من أهم الأسئلة المطروحة على المبدعين وأصحاب الفكر والثقافة في هذا الوطن المعطاء، وقال: دائما المبدعون والفنانون وأصحاب الرأي لهم أحلامهم ولهم تطلعاتهم ودائما ما تصطدم أحلامهم وتطلعاتهم في كثير من الأوقات بالكثير من العوائق، فأنا في حقيقة الأمر أعتقد أنني في ردي على هذا السؤال سأجيب بأنني أريد التوهج وأريد أن يكون لنا حضورنا في كل المحافل الخليجية والعربية على وجه الخصوص.
وأضاف الدكتور حسن قائلا: نحن الآن الأبرز رياضيا بعد ما حققت دولة قطر الإنجاز الحضاري في احتضان فعاليات كأس العالم فيفا 2022 ونحن الأبرز على الإطار الاقتصادي، وكذلك نحن الأبرز فيما يخص دور قطر ودور قادة قطر في مد يد العون والمساعدة لمن يستحقها من العرب والعالم أجمع، وأعتقد أن كل هذه الأدوار تحتاج أن تواكبها أدوار ثقافية، والأمل كبير في قاعدتنا والأمل كبير جدا أيضا في سعادة الوزير الشاب الشيخ عبد الرحمن بن حمد بن جاسم آل ثاني.. هذا الوزير المثقف. وأتمنى في حقيقة الأمر أن يحقق في قادم الأيام ما نصبوا إليه من دور فعال بين وزارة الثقافة، وأيضا المثقف المحلي وأتمنى حقيقة أن يكون هناك دور للكيانات الأخرى التابعة لوزارة الثقافة ومنها نادي الجسرة الثقافي الذي كان شعلة من النشاط خلال أكثر من 50 سنة، وأعتقد أنه لابد أن يكون هناك دعم حقيقي لهذا النادي، وأيضا مجلة الدوحة التي لابد أن تلعب دورها التنويري من خلال الإصدار مرة أخرى لانها فعلا كانت تحمل رسالة حب من قطر إلى العالم أجمع ورسالة فكر وثقافة وأتمنى أن تضم كوكبة من الأقلام المحلية. وعندي أمل بعودة الحياة إلى المسرح القطري بعد موت امتد لسنوات، أتمنى أن يكون هناك فعاليات متنوعة بدءا بإعادة خلق المركز الشبابي للمسرح والمسرح الجامعي والمسرح في الأندية المختلفة، وأتمنى عودة الطيور المهاجرة مرة أخرى إلى المسرح ومنهم جاسم الأنصاري،عبدالله عبد العزيز، فهد الباكر، أحمد مفتاح وعشرات الأسماء من الذين ابتعدوا عن المسرح
وختم الدكتور حسن كلامه قائلا: كثيرة هي الطلبات من وزارة الثقافة ولكن أنا مؤمن بدور سعادة الوزير الشيخ عبد الرحمن بن حمد وفريق العمل في الوزارة وأنهم سوف يساهمون قدر المستطاع في إعادة الحياة مرة أخرى إلى كل القطاعات التابعة لوزارة الثقافة.
تفاعل حيوي جاد
وقالت الأستاذة خولة مرتضوي، الباحثة في مجال الحضارة والإعلام: بداية لا مستقبل ولا حضارة ولا أمان لشعوب بلا ثقافة، إذَن فالأمن الثقافي السياسِي لأيِّ بلد؛ هو من أبرَز وجوه أمنها القومي وأهم طبقاتِهِ غير المرئيَّة الداخليَّة التي يتشكَّل منها، فهو بمثابَة البيئة الخِصبَة التي تستطيع من خلالِها الأمم اجتياز مسيرتها التكامُليَّة التنمويَّة بالتزامُن مع بنائها وحفظها لهويتها الثقافيَّة، فالثقافة دورُها أن تبني الشعب والأمَّة وبالتالي تبني الدولة، وهي كذلك تقوم بدور طوق النجاة من أي تهديدات أيديولوجيَّة أو معنويًّة تواجهُها.
وأضافت مرتضوي: إنَّ إشراك الشباب المبدع في إستراتيجية وزارة الثقافة هدف ومطمَحٌ نبيل وسيحقق أثرًا تنمويًا هامًا للطرفين، شريحة الشباب النخبوية، والوزارة التي تتوجه ببرامجها ومناشطها إلى الشريحة السكانية الغالبة وهي الشباب في حدّ ذاته، فالتنمية المعاصرة الشاملة ليست أقوالًا ومانشيتات كُبرى لا تُفضِي إلى عمل، ولتحقيقها يجب أن يكُون هناك تفاعُلٌ حيويٌ جادّ بين مُخططي الاستراتيجيات من خلال تمكينهم وتفعيلهم لأصوات ومطالب وأدوار الشباب في الرؤى التنموية، وبين الشباب من خلال الاقدام والتفاعُل والانفعال معًا تحقيقًا لغدٍ أفضلٍ للجميع.
قناة لإيصال الإبداع
واعتبرت الفنانة سعيدة البدر أن وزارة الثقافة هي الذراع والقناة التي توصل المبدعين وأعمالهم، وتقدم لهم الدعم للتطوير أكثر ولبذل المزيد من الجهود، مشيرة إلى أن الزخم الثقافي الذي عرفت الدولة خلال العام 2022 فتح شهية الفنانين والمثقفين للحصول على المزيد ولتحقيق المزيد.
وأوضحت قائلة: نتطلع من خلال وزارة الثقافة في عام 2023 للمزيد من فرص المشاركات الفنية في المعارض والفعاليات المحلية والدولية للفنانين من مختلف المستويات الفنية بحيث تتيح هذه الفرص للفنان القطري بتمثيل دولة قطر بالخارج واكتساب الخبرات العملية واضافة تنوع ثقافي وفني الى المستوى المحلي. وإن ما حقق خلال هذا العام كان مرضيا للغاية، من فعاليات متنوعة ومختلفة، واهتمام بالثقافة والفنون بكل أشكالها، لا سيما أنها تزامنت مع فعاليات المونديال والتي جعلت العالم كله يتعرف على ثقافتنا عن قرب، وهو ما يفتح شهيتنا لتحقيق المزيد من الانجازات والمطالبة بمزيد من الفعاليات التي تجعلنا نبدع، وتحفزنا على العمل والتطوير. وعلينا استغلال ما أنجز وتوظيف الزخم والحراك الثقافي، ليكون هذا المشهد ملامساً لتطلعات المبدعين من ناحية، ومساهماً في إثراء الحراك الثقافي من ناحية أخرى.
وزارة الثقافة قريبة
بدوره اعتبر الفنان والمخرج المسرحي إبراهيم لاري أن ما قدمته وزارة الثقافة خلال عام 2022 كان مجهودا كبيرا يستحق الثناء، والوزارة قريبة من المثقفين والفنانين وتساهم إلى مدى بعيد في أن تنتقل جهودهم الفكرية وابداعاتهم الى العالم الخارجي.
وقال لاري: بلادُنا تزخرُ بالموضوعات الثقافية المحلية، والملامح التراثية، ويجب الحرص على أن تساهم هذه الموضوعات في إثراء المجتمع ثقافياً وبطريقة مدروسة تحمل من الوعي والإدراك بطبيعة الأدب والفن وواقعهما الشيء الكثير، وإن أكثر ما يتطلبه المثقف من الوزارة أن يرى ما ينتجه من فكر وإحساس متداول بين الآخرين، سواءً كان قلماً مقروءاً أو عملاً مسموعاً أو مرئياً، وهذا بالطبع يتطلب أن تكون الجهة المسؤولة عن الثقافة في المجتمع تعطي هذه الأعمال والأفكار حيزاً من الاهتمام سواء بالطباعة أو خشبة المسرح أو عبر الأثير، بما يعطي هذا العمل المساحة المناسبة له لكي يبرز بين أفراد المجتمع، ومن جهتي كمسرحي نطلب من وزارة الثقافة المزيد من التقدم، مزيد من فتح المجال للعروض المسرحية، تقديم الأعمال المسرحية عن طريق الفرق المسرحية وعن طريق الشركات الخاصة بالإضافة إلى عروض الشارع والاتجاه إلى مختلف المسارح في دولة قطر ونتمنى كذلك أن تعود العروض إلى مسرح قطر الوطني ليقدم عروضا متميزة.
نقطة أخرى تحدث عنها لاري وهي الشباب حيث قال: نطالب كذلك وزارة الثقافة بتمكين الشباب بشكل أكبر واعطاء الفرص لجيل الشاب في تقديم المزيد من العروض المسرحية وفتح الباب لمزيد من الفنانين المواهب الموجودة على الساحة وتوسيع نطاق المشاركة في مهرجانات ومحافل محلية عربية خليجية وعالمية، فقطر عندها القدرة والخبرة والكفاءة التي تمكنها من المشاركة ونتمنى من الوزارة دعم هذه العروض وتقديم المزيد من الورش للشباب لتطوير مهاراتهم وامكانياتهم في الكتابة وفي التمثيل وفي الإخراج والإضاءة وفي مختلف مجالات المسرح.
لم شمل المبدعين
واعتبر عبد الرحمن الأحبابي أن ما قامت به وزارة الثقافة خلال عام 2022 كان مرضيا وكانت الفعاليات متنوعة وثرية، وهو ما أثرى الساحة الثقافية المحلية وأعطى صورة مشرفة لزوار قطر من العالم، وقال عبدالرحمن: الفنان التشكيلي والمسرحي والفنان والمثقف بات كل منهم يحظى باهتمام كبير من قبل الدولة التي تقدم وتدعم وتبذل وتضخ أموالاً وميزانيات كبيرة من أجل الفنان المواطن ورفعته إلى المستوى اللائق على الساحة العربية والدولية.
وأضاف عبد الرحمن موضحا: المبدع المواطن يتأمل الكثير من الوزارة، بوصفها الداعم الأول للفن والثقافة في الدولة، فلا يمكن أن ننكر جهود وزارة الثقافة في الارتقاء بالمشهد الثقافي والفني على حد سواء، إلا أن المبدع المحلي لايزال يتأمل الكثير من الوزارة، أبرزه لم شمل المبدعين في قطر من خلال إقامة الندوات والمحاضرات وما إلى ذلك لاستمرارية حركة الثقافة في الدولة، وما نأمله حقًا هو تواجد دور للثقافة أكثر في قطر وخارجها، لأن الثقافة لا يمكن أن ترتبط بعدد أيام معينة، مثل المهرجانات المسرحية أو المناسبات، إلى جانب ذلك دعم المبدعين خاصة ممن لهم باع طويل في هذا المجال حتى نتمكن نحن الشباب من الاحتكاك بهم، والاستفادة من خبراتهم.
إثراء الساحة
ويؤكد عازف العود محمد السليطي أن وزارة الثقافة يقع على عاتقها إظهار ثقافة الدولة وفنونها وإبرازها بالشكل المطلوب، ويرى أنه من الضروري إثراء الساحة الفنية بحفلات فنية مجدولة مصاحبة لنشاطات ثقافية أخرى تكون فيه حفلات فنية مصاحبة في الفترة المسائية فيكون إبراز الفن والإبداع.
ويقول السليطي: رغم كل الجهود المبذولة التي تشكر عليها وزارة الثقافة فإننا لازلنا بحاجة إلى المزيد، خاصة فيما يخصنا نحن الموسيقيين الذين تخصصنا في الموسيقى الخاصة بنا، فنحن ندعوا إلى ضرورة الاهتمام بالمبدعين، والاحتفاء بهم وبإنجازاتهم، وتوفير المنابر التي يبدعون من خلالها، مثل الحفلات والجلسات وغيرها، كما أقترح تنظيم مسابقات للمواهب الفنية بشكل دوري ودعم الشباب المبدع الذي يعتبر سفيرا لفنون دولته، ومن الأهمية أيضا إقامة الندوات الفنية بصورة دورية، ودعوة الفنانين للمشاركة في هذه الندوات، لضمان الاستمرارية وانتقال الخبرات وتبادلها بين الأجيال.