التأهيل اليومي مخصص للمرضى بدلاً من المكوث في المستشفى
مرضى التأهيل اليومي يقدم لهم نفس البرنامج.. والفارق أن المريض بعد التأهيل يعود لمنزله
التأهيل اليومي أفضل بالنسبة للمريض.. ويدمجه مع المجتمع
دورنا يبدأ من حيث يكون المريض.. ولا ننتظر نقله إلى المركز
كشفت الدكتورة هنادي الحمد، القائد الوطني لبرنامج الشيخوخة الصحية بالإستراتيجية الوطنية للصحة والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل، عن توفير خدمات التأهيل اليومي بـمركز قطر لإعادة التأهيل، وأوضحت أن الخدمات مخصصة للمرضى بدلاً من المكوث في المستشفى، حيث يحصل المرضى على نفس البرنامج ولكن الفارق يكمن في أن المريض بعد التأهيل يعود لمنزله، وهو أفضل بالنسبة للمريض، حيث يمثل تحفيز للدماغ ودمج له مع المجتمع ومع أهله.
وقالت د. هنادي الحمد في حوار لـ»العرب» إن دور مركز قطر يبدأ من حيث يكون المريض، فإن كان المريض في مستشفى بعينه يتم البدء في التعامل مع الحالة، ولا ينتظر المختصون حتى يتم نقله إلى المركز، مؤكدة أن خدمات التأهيل تستمر حتى ينتهي البرنامج المخصص له بصورة كاملة، لافتة إلى أن مركز قطر لإعادة التأهيل يضم أجهزة حديثة وجديدة على جميع المستويات، وأن هذه الأجهزة لا توفر التأهيل العضلي، فحسب بل تمتد إلى التأهيل الذهني والتأهيل الحسي وكافة البرامج التي يحتاجها المريض.
كما كشفت المدير الطبي لمركز قطر لإعادة التأهيل عن توفير المركز لخدمات التأهيل الروبوتي، موضحة أن التأهيل الروبوتي يعتمد على أجهزة باهظة الثمن، وقد حرصت الدولة على توفيرها للمرضى، وأن هذه الأجهزة تساعد المعالج وهي صديقة للمريض، وأن المركز يخطط لتخصيص مكان واحد لخدمات التأهيل الروبوتي، وتحديث أجهزة التأهيل الروبوتي والتقنيات المساعدة وتدريب المرضى عليها. وإلى نص الحوار:
بداية ماذا عن الخدمات التي يقدمها مركز قطر لإعادة التأهيل؟
** خدمات مركز قطر لإعادة التأهيل تنقسم إلى خدمات للأطفال، وأخرى للبالغين، وصولاً لكبار السن، وتنقسم إلى المرضى الداخليين، وخدمات التأهيل اليومي، وخدمات التأهيل المجتمعي، وخدمات العيادات الخارجية. وبالنسبة لخدمات المرضى الداخليين، فهي مقسمة على حسب البرامج المقدمة لهم، فلدينا برنامج الجلطات الدماغية، وبرنامج إصابات النخاع الشوكي، وبرنامج الإصابات الدماغية، إضافة إلى برنامج تأهيل عام، وهذه الخدمات متوفرة للبالغين وكبار السن.
أما الخدمات المخصصة للأطفال، فهناك خدمات متخصصة، وخدمات للمرضى الداخليين من الأطفال.
عيادات للتأهيل العصبي
ماذا تعنون بالتأهيل اليومي؟
** التأهيل اليومي، هو مخصص للمرضى بدلاً من المكوث في المستشفى، فيحضر المريض إلى المستشفى للحصول على التأهيل في مواعيد العمل من الساعة السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً، ويقدم لهم نفس البرنامج ولكن الفارق يكمن في أن المريض بعد التأهيل يعود لمنزله، وهذا الأمر أفضل بالنسبة للمريض، وتمثل تحفيز للدماغ ودمج له مع المجتمع ومع أهله.
كما أن الخدمات تنقسم إلى العيادات الخارجية والعيادات التخصصية، فلدينا عيادات للتأهيل العصبي، والتأهيل العضلي، فيمكن القول بأن حتى العيادات الخارجية في مركز قطر لإعادة التأهيل متخصصة. كما يوفر المركز التأهيل المائي، عن طريق السباحة. كما أن لدينا عيادات خارجية لأطباء التأهيل، وهي عيادات متخصصة.
هل يبدأ تأهيل المريض بانتقاله إلى المركز؟
** لا.. دورنا يبدأ من حيث يكون المريض، فإن كان المريض في مستشفى حمد العام، على سبيل المثال، نبدأ دورنا منذ تواجده في المستشفى، ولا ننتظره نقله إلى المركز، وحتى بعد خروجه للمنزل نواصل عملية التأهيل حتى ينتهي البرنامج بصورة كاملة.
ماذا عن مستوى التجهيز والأجهزة المتوفرة في مركز قطر لإعادة التأهيل؟
** أي جهاز نطلبه، يعمل فريق على البحث عن أهميته وفائدته بالنسبة للمرضى، كما يتناول البحوث العالمية التي تتعلق بالجهاز، ليتم اختيار أحدث الأجهزة للحالات التي لدينا، ومركز قطر لإعادة التأهيل به أجهزة حديثة وجديدة على جميع المستويات. والأجهزة المتوفرة في المركز لا تركز فقط على التأهيل العضلي فحسب، بل تمتد إلى الأجهزة المخصصة للتأهيل الذهني والحسي وجميع أنواع التأهيل.
أجهزة صديقة للمريض
هل يوفر المركز خدمات التأهيل الروبوتي؟
** نعم.. التأهيل الروبوتي يعتمد على أجهزة باهظة الثمن، حرصت الدولة على توفيرها، وهذه الأجهزة تساعد المعالج، وهي صديقة للمريض، فبعض المرضى لا يستطيعون الوقوف، فتساعدهم هذه الأجهزة، وبعض الأجهزة يكون بها محاكاة للواقع، وتساعد على تقوية العضلات لدى المريض، والجهاز نفسه يحدد أي عضلة وأي نوع من السرعة التي يمشي المريض بها.
ما الخدمات التي تخططون لإضافتها لمركز قطر لإعادة التأهيل؟
** نخطط لتخصيص مكان للتأهيل الروبوتي، ففي الوقت الحالي توزع خدمات التأهيل الروبوتي في أكثر من مكان، ونخطط مستقبلاً أن تقدم هذه الخدمات في مكان واحد، إضافة إلى تحديث أجهزة التأهيل الروبوتي والتقنيات المساعدة، وتدريب المرضى عليها، ويعطى بعض المرضى الأجهزة لتساعدهم في عملية التأهيل بالمنزل.
ماذا عن تدريب الكوادر العاملة في مركز قطر لإعادة التأهيل؟
** لدينا نوعان من التدريب الأول داخلي، وآخر عن طريق التواصل مع مستشفيات عالمية خارج قطر، والتدريب الداخلي يشمل تدريب أي عضو ينضم للفريق أو تبادل الخبرات أيضاً، فعلى سبيل المثال، يقوم الأطباء في كل إدارة بتدريب بعضهم بعضاً عن طريق مناظرات أسبوعية لتحديث المعلومات ومناقشة أحدث الأبحاث في نفس التخصص ودراسة الحالات.
أما التدريب عن طريق التواصل مع مستشفيات عالمية، فيتضمن تدريب وتبادل خبرات مع مستشفيات أخرى، فمختبر النطق على سبيل المثال يتواصل مع مستشفيات بالولايات المتحدة الامريكية، والتدريب افتراضياً بهذه الطريقة.
كما أن لدينا تدريبا على الأجهزة الجديدة، ومؤخراً كان لدينا فريق من أمريكا لتدريب الكوادر في المركز على عدد من الأجهزة، فعملية التدريب مستمرة في المركز.
هل يتضمن ذلك أيضاً المشاركة في البحوث الطبية؟
** نعم.. فمركز قطر لإعادة التأهيل نشط جداً فيما يتعلق بالجهد البحثي، ولدينا دورات عن طريقة كتابة البحوث وطريقة البحث، وكيفية يمكن انتقاد البحث ويتم تطويره، وغيرها من الأمور، ولدينا بحث هام جداً عن التقنيات المساعدة في عملية التأهيل، ولدينا بحث بمختبر المشي لأن هذا يعتبر تطورا كبيرا، ونحن حريصون على إدخال المرضى ونختبر النتائج التي نحصل عليها من إدخالهم لمختبر المشي ومختبر الواقع الافتراضي. كما أن لدينا أكثر من بحث عن التأثيرات طويلة الأمد للإصابة بفيروس كورونا، ولدينا بحوث نشرت مؤخراً من فريق الجلطات الدماغية، عن طريق الاتزان وطريقة المشي وعلاج الجلطات الدماغية من ناحية فيزيائية.
المراجعات الافتراضية
هل تستمر المراجعات الافتراضية بمركز قطر لإعادة التأهيل بعد التراجع الواضح في الإصابات وزيادة عدد الحاصلين على التطعيم؟
** نحن حريصون على أن يحصل المريض على الخدمة التي يجدها مناسبة، ولكن في الفترة الأخيرة أغلب المرضى يفضلون الحضور إلى المركز، وهذا الأمر يرجع إلى اختيار المريض، ولكن بعض التخصصات ما زالت تقدم افتراضياً كالتخاطب للأطفال، وهذه أفضل بالنسبة للطفل بأن يكون مع أهله بالمنزل وأن يُقدم له التدريب.
وأود في هذا الجانب أن أتقدم بالشكر لإدارة التمريض بالمركز، فخلال الجائحة ومع القيود المفروضة على الزيارات للمرضى حرصاً على سلامتهم، كان للممرضين والممرضات جهود بارزة، حيث عملوا على تخصيص برامج ترفيهية علاجية للمرضى، ومن يكون أهله بعيداً عن قطر وفرنا له مكالمات فيديو مجانية يمكنه أن يتواصل مع أهله بصورة مستمرة، وتم توزيع أجهزة كمبيوتر لوحي عليهم.
ما أهمية المركز بالنسبة لكبار السن؟
** ضمن الاستراتيجية الوطنية للشيخوخة، لدينا هدفان ضمن عمل مركز قطر لإعادة التأهيل، الأول يتضمن الوقاية، لذا نحرص على التنويه بالتشيخ الصحي النشط، والذي يبدأ في منتصف العمر عن طريق التحكم في الأمراض المزمنة وزيادة الحركة، ما يمنع الجلطات الدماغية وغيرها من الأمراض، والهدف الثاني، يأتي ضمن واحدة من مبادرات الشيخوخة الصحية، وهو التأهيل المجتمعي، وهي مبادرة لكافة الفئات ولكن تركيزنا بصورة أكبر على كبار السن، ممن يصعب حضورهم إلى المنزل.
وخلال الجائحة، كانت لنا فرصة أكبر للتعاون، فتم تخصيص نادٍ صحي «جيم» متحرك، استعرناه من مركز إحسان، وتم توفير الخدمة بدعم من صندوق دعم، الأمر الذي مكّن كبار السن عن طريق الكرسي المتحرك أن يصل لهذه الخدمة، ويوفر له الجيم المتحرك أجهزة تمكنه من تحريك قدميه أو غيرها من التمارين التي تحفز الدماغ. ونهدف للتوسع في هذه الخدمات التي لاقت نجاحا كبيرا لدى كبار السن.
كما أن لدينا عيادة الرفاه وعيادة منع ومعالجة السقوط وعيادة الاكتشاف المبكر للخرف، وللمركز علاقة مباشرة مع فريق خدمات الشيخوخة وكبار السن.
وعيادة الرفاه تضم طبيبا لكبار السن ومعالجا طبيعيا ومعالجا وظائفيا واختصاصي تغذية وطبيبة من الطب المجتمعي، والفريق يستقبل كبار السن المحولين من كافة أنحاء الدولة، ويدخل البرنامج لمدة شهرين، فيعمل الفريق على تحفيز الذاكرة وإنقاص وزن المريض في حال حاجته لذلك، وتحكم في الأدوية، حتى لا تتسبب له في السقوط أو غيرها من المشكلات، وغيرها من برامج التأهيل، وقد لمسنا رضا كبيرا من كبار السن المنضمين للبرنامج.
أما عيادة السقوط، فتضم طبيبا لكبار السن ومعالجا طبيعيا واختصاصي أدوية، فلدينا برنامج دقيق، في حال سقط المريض في المنزل نوفر له خدمات لفحص المريض، ونفحص المريض في حال كان يحتاج إلى أي فحوصات للتعرف على الأسباب المحتملة للسقوط، كما أن الفريق يزور منزل المريض للتأكد من كونه آمناً، لأن سقوط كبير السن يمكن أن يتسبب في الكثير من المضاعفات قد تصل للإعاقة.
ونهدف من خلال العيادة إلى برنامج «منع السقوط» عند كبار السن، وهو برنامج كبير يعمل عليه مركز قطر لإعادة التأهيل، من باب الوقاية أفضل من العلاج.