خلال أعمال اليوم الثاني لمنتدى الأمن العالمي.. الخليفي: «الوساطة» العمود الفقري للسياسة الخارجية القطرية

alarab
محليات 30 أبريل 2025 , 01:21ص
منصور المطلق - قنا

اهتمام قطري بقطاع غزة أدى إلى هدنتين بالتعاون مع الشركاء في 2023 و2025
الدوحة مؤمنة بعدالة القضية السورية.. وهناك مستقبل مشرق للشعب الشقيق
 نشجع على الحوار في اليمن ونرى بداية جديدة في لبنان

 

استهل منتدى الأمن العالمي السابع لليوم الثاني على التوالي اعمال اليوم الثاني بحوار مع سعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية حيث أكد على أهمية الوساطة بالنسبة لدولة قطر قائلاً: إن دولة قطر تعتبر أن الوساطة هي العمود الفقري لسياستها الخارجية، بعد حصيلة مشاركات عديدة بالقضايا والنزاعات بدأت في الشرق الأوسط، ومن ثم انتقلت إلى أماكن أبعد جغرافيا مثل افريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا (كالأزمة الروسية والأوكرانية) وكذلك آسيا.
وأوضح سعادته، خلال حوار أجراه خلال أعمال اليوم الثاني من منتدى الأمن العالمي 2025 الذي يعقد في الدوحة بنسخته السابعة تحت شعار» تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية على الأمن العالمي»، ان الوساطة القطرية شملت العديد من الدول التي وثقت بأدوات الدولة؛ للمساعدة بحل نزاعاتهم وجمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة بغية التوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار البناء.
 ونوه سعادته بأن الوساطة معدية وقد انتقلت روح المبادرة البناءة بين الدول، التي باتت تكثف أنشطتها خلال العام والنصف الماضيين، في مجال فض النزاعات بين الدول وهذا مؤشر إيجابي.
 وعن وساطة دولة قطر بعدد من البلدان البعيدة، أكد سعادة الدكتور الخليفي أن ثقافة دولة قطر مبنية على مد يد المساعدة للأصدقاء، مما ساهم في تكوين سمعة طيبة عن الدولة وجهودها في مجال تقريب وجهات النظر وتقديم الحلول العملية للأزمات.
 وأشار سعادته إلى أن قطاع غزة يحظى باهتمام دولة قطر التي انخرطت في الوساطة منذ اليوم الأول لهذه الحرب، مشيرا إلى مساهمات قطر التي تمكنت مع شركائها من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في (نوفمبر 2023 ويناير 2025).
ونوه سعادته إلى أن هذا الملف حظي بالأمل تارة وبخيبة الأمل تارة أخرى بسبب التغيرات والتقلبات المستمرة التي طرأت عليه، منوها إلى إجراء العديد من الجولات التفاوضية التي عقدت في الدوحة والقاهرة، مشددا على ضرورة التعامل الإيجابي مع هذا الملف والابتعاد عن التشاؤم، ومواصلة بذل العناية اللازمة.
وحول ملف المفاوضات الأمريكية والإيرانية، أشار سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية إلى أن الجمهورية الإيرانية الإسلامية هي دولة جارة، ويتم التعامل معها منذ عدة سنوات في كنف الاحترام المتبادل والحوار المبني على الشفافية، لافتا إلى أن دولة قطر تعتبر الحوار دائما أداة فعالة لحل النزاعات والقضايا الخلافية، مثمنا جهود سلطنة عمان الشقيقة بإطلاق هذا المسار بين الولايات المتحدة وإيران وهو الطريق الأفضل لجلب السلام في المنطقة.
وفيما يتعلق بالملف السوري، قال سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، في هذا الصدد، «إن دولة قطر تؤمن إيمانا تاما بعدالة القضية السورية منذ أكثر من أربع عشرة سنة، ولم تغير موقفها وسياستها تجاه هذه المسألة، وكانت مصرة على تقديم موقفها المساند للشعب السوري ضد النظام الوحشي السابق»، مؤكدا أن هناك مستقبلا مشرقا للشعب السوري وأن الحكومة السورية الجديدة على تواصل دائم مع قطر، وهناك سعي مستمر للمضي قدما نحو مسار تنمية الشعب السوري.
كما أوضح سعادته أن قطر منخرطة بالعديد من المشاريع الداخلية السورية، من خلال إطلاق مبادرة تهدف إلى توفير الكهرباء لسوريا عبر الأردن، والإعلان بالشراكة مع المملكة العربية السعودية الشقيقة لتسوية الديون السورية في البنك الدولي وتمكينه من مساعدتها لإقامة مشاريع تنموية جديدة، مؤكدا أن قطر لن تألو جهدا للوقوف مع الشعب السوري الشقيق.
وعلى صعيد الجانب اليمني، قال سعادته، خلال منتدى الأمن العالمي، «إن الحالة العامة التي تسود هذا الملف معقدة، ونحن نشجع على الحوار والنقاش المباشر بين جميع الأطراف بهدف الوصول إلى حل سلمي، وكان لنا جهود تحت رعاية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لوضع الإطار المناسب من أجل رفع المعاناة عن الشعب اليمني».
وفي سياق حديثه عن الملف اللبناني، اعتبر سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، أن هناك بداية جيدة شهدها هذا الملف، تتمثل بانتخاب الرئيس اللبناني وتعيين حكومة مستقرة ودائمة، وهذا ما تم فقدانه منذ سنوات طويلة ما أدى لفراغ سياسي لمدة أشهر طويلة، فالأمور اليوم تسير بالاتجاه الصحيح، مشيدا بالخطوات الإيجابية التي طرأت على الملف اللبناني، وهي أمور مشجعة للشعب اللبناني، ومن بينها قانون السرية المصرفية، وذلك سيفضي إلى نتائج إيجابية.
ودعا سعادته إسرائيل إلى التوقف عن هجماتها في الجنوب اللبناني، لافتا إلى أن قطر ستواصل دعوتها لتنفيذ الالتزامات ولتمكين الحكومة اللبنانية من القيام بعملها. ومبينا أن قطر ستواصل دعمها للقوات المسلحة اللبنانية، وتعزيز المساعدات العسكرية، وأن ينعم لبنان بالاستقرار بتعزيز أمنه وبنيته.
وعن العلاقات القطرية الأمريكية، بين سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية أن علاقة الدولة مع الولايات المتحدة على مستوى المؤسسات لم تشهد أي تغيير فهي ثابتة بتغير الإدارات الأمريكية، وتم التعامل مع العديد من الإدارات بشكل بناء يسهم في الرقي بالعلاقات الثنائية، مبرزا أن دولة قطر تحظى بعلاقة مميزة مع فخامة السيد دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم العمل مع السيد ستيفن ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي في العديد من القضايا وخاصة المسائل المتعلقة بقطاع غزة، فهناك تعاون جيد وإيجابي مع إدارة ترامب.
من جانب آخر، أكد سعادته أن دولة قطر تربطها علاقة مميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهناك تطور مذهل شهدته المرحلة الماضية لعمل المجلس المشترك، مضيفا أن دولة قطر ملتزمة بالعمل بما يساهم في الرقي بهذه المنظمة الإقليمية الهامة.
وفي الملف الأفغاني، شدد سعادته على أهمية ترسيخ مفهوم الحوار الداعم لمصلحة الشعب الأفغاني، وتقديم المبادرات الإيجابية، مبينا أن قطر قدمت العديد من المبادرات المعنية بالتربية والتعليم.
 ودعا سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، في ختام حواره الذي أجراه خلال أعمال منتدى الأمن العالمي 2025 المجتمع الدولي، إلى اتخاذ خطوات جديدة لإيجاد الآليات المناسبة لحل هذه النزاعات، والسير قدما نحو الحلول السلمية، التي لطالما كانت الخيار الأمثل عبر التاريخ.

وسيم نصر الباحث في مركز «صوفان» لـ «العرب»: دور الدوحة مفصلي في إرساء الأمن والسلام العالمي

أكد السيد وسيم نصر، الباحث في مركز صوفان أهمية منتدى الأمن العالمي الذي يُعقد سنويًا، مشددًا على خصوصية دورة هذا العام نظرًا لموضوعها المحوري حول «تأثير الجماعات الفاعلة غير الحكومية على الأمن العالمي».
وقال نصر في تصريحات لـ»العرب»: إن المنتدى يشكل منصة عالمية جمعت خبراء من مختلف القارات والخلفيات، ليتبادلوا الرؤى ويستمعوا إلى بعضهم البعض، بما يتيح خلق أطر تواصل قادرة على إنتاج حلول كافية أو حتى بدايات حلول للمناطق التي تعاني من اضطرابات أمنية أو وجود جماعات فاعلة غير حكومية، ونوه نصر بالدور المحوري لدولة قطر، قائلًا: «قطر، التي تستضيف المؤتمر، تضطلع بدور مفصلي في دعم الأمن والسلام العالمي، ولها باع طويل في مد جسور الثقة بين الفرقاء في مناطق النزاع المختلفة منذ عقود، وأوضح أن المؤتمر يتيح إمكانية الخروج بتوصيات هامة تساهم في إرساء الأمن العالمي، مؤكدًا أن أهم ما يمكن تحقيقه هو ترسيخ إطار للتواصل والتفاؤل في حل النزاعات عبر وسائل سلمية وغير عنيفة، وذكر سوريا كمثال على ما تحقق من إيجابيات رغم التحديات، إضافة إلى جهود التقريب بين الروس والأوكرانيين في ملف الأطفال، ما يدل على أن البدء في ملفات إنسانية ملموسة يمكن أن يقود إلى حلول استراتيجية أكبر.
وختم وسيم نصر، الذي يشارك في المنتدى للعام الثالث على التوالي، بالإشادة بالدور المتصاعد للوساطة القطرية، مؤكدًا أن «الدوحة تلعب دورًا كبيرًا حاليًا في الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة».

نقاشات حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن

استضاف منتدى الأمن العالمي أمس جلسة نقاشية خاصة بعنوان «تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن»، بالتعاون مع كلية الدراسات العليا وأكاديمية الشرطة، قطر، في قاعة فيرمونت، فندق فيرمونت الدوحة، منطقة المارينا بمدينة لوسيل.
تناولت الجلسة أبرز التحديات والمستجدات في مجال الأمن الرقمي، لا سيما فيما يتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الإشكاليات القانونية والأمنية والاجتماعية الناجمة عنها. حيث سلط المشاركون الضوء على أبرز التحديات التي تواجه تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وناقشوا سبل وضع حلول جذرية للتغلب على التحديات والمضي قدماً في التطور التقني بما يخدم الأمن المجتمعي والازدهار، ونسق محاور الجلسة النقاشية الملازم أول حمد القحطاني من أكاديمية الشرطة، وشارك بها الدكتور ذياب الجابري أستاذ دكتور القانون، كلية الدراسات العليا، أكاديمية الشرطة. والدكتور مأمون العزب – أستاذ دكتور الأمن السيبراني، كلية الدراسات العليا، أكاديمية الشرطة. والرائد حمد الدوسري – باحث دكتوراه في كلية الدراسات العليا، أكاديمية الشرطة، والملازم أول سعدة مهياوش – باحثة دكتوراه في الدراسات الأمنية، كلية الدراسات العليا، أكاديمية الشرطة.
ووجهت الجلسة التي عقدت باللغة العربية للمهتمين بالذكاء الاصطناعي، الأمن الرقمي، وصناعة السياسات الأمنية الحديثة. واستمع الحاضرون إلى نقاشات مطولة تعلقت بالتحديات التقنية والمستجدات على الساحة الرقمية.