نجحت 7 مدن قطرية في الانضمام إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم التابعة لمعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة بمنظمة التربية والعلم والثقافة « اليونسكو « وكانت آخر المدن التي انضمت إلى الشبكة هي مدينة أم صلال، وذلك اعترافا بجهودها في تطبيق المعايير وتحقيق مبدأ التعلم مدى الحياة على أرض الواقع. وتعمل وزارة البلدية على ملف الخور والذخيرة لتلتحق بنظيراتها، ويعد انضمام المدن القطرية لشبكة مدن التعلم تتويجا لجهود الدولة، في تبني استراتيجية نشر مفاهيم الاستدامة، وإدماج المجتمع بها من خلال تنفيذ البرامج والمشاريع والمبادرات بالتعاون والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، وتوفير البيئة الملائمة للأجيال الناشئة والقادمة، والمساهمة في تطوير المجتمع، ونشر الوعي بالاستدامة والمباني الخضراء.
وكانت مدينة الوكرة أولى المدن التي انضمت إلى الشبكة وفازت بـ «جائزة اليونسكو لمدن التعلم لعام 2021″، ضمن 10 مدن حول العالم لتحقيقها إنجازات بارزة في مجال التعلم مدى الحياة، وذلك من بين 60 مدينة تنافست على الفوز بالجائزة التعليمية المرموقة، وجاء فوز الوكرة بهذه الجائزة الدولية - وفقا لما أعلنه «معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة» التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» - نظرا لجعل المدينة التعلم مدى الحياة أولوية في خطتها للاستدامة، مع التركيز على الفئات الضعيفة في المجتمع.
وعمل فريق الاستدامة برئاسة المهندسة سهى محمود رئيس وحدة الاستدامة ببلدية الوكرة على ملف انضمام الوكرة وفوزها بالجائزة من بين مدن العالم التي تنافست عليها وفقاً لمعايير الاستدامة التي تطبقها. ونجحت بلدية الوكرة في بذل الجهد المتواصل، في مجال الاستدامة وملف الاستدامة البيئية، إذ برز دورها في إرساء دعائم رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية وزارة البلدية في التنمية المستدامة، وذلك من خلال مجموعة من الممارسات والمشاريع في مجال الاستدامة البيئية، أهَّلَتها للحصول على جائزة شبكة مدن التعلم العالمية، من بين 10 مدن حصلت على هذا اللقب لتعمم تجاربها على 220 مدينة حول العالم هي الأعضاء في مدن التعلم، مما شكَّل لها تحولاً كبيراً ونقلة نوعية حولتها من التعريف بالاستدامة إلى التطبيق العملي لها.
وضمن الخطة الاستراتيجية التي وضعت من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والرؤية الوطنية، تم اعتماد منظمة الصحة العالمية لبلدية الوكرة كثالث مدينة صحية في قطر، كما نجحت بلدية الوكرة كذلك على أن تكون الحدائق العامة بها، والشواطئ مرافق صديقة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتم بالفعل تنفيذ مشروع الممشى البحري لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على شاطئ الوكرة العام، وهو ممشى منشأ من مواد معاد تدويرها الترتان المطاطي ومنار بأعمدة الطاقة الشمسية الصديقة للبيئة، ليكون أول مشروع من نوعه في قطر، وذلك بالتعاون مع شركات القطاع الخاص الذي نفذته ضمن الشراكة المجتمعية.
واهتمت الوكرة برفع كفاءة الأبنية القائمة لتعمل بأعلى كفاءة تشغيل عن طريق استخدامات الطاقة الشمسية، وتطبيقات المياه الرمادية والإنارة الموفرة واستخدام المواد الصديقة للبيئة. كما نفذت مشروع حساب الانبعاثات الكربونية ضمن الحدود الإدارية لمدينة الوكرة، حيث تمت الاستفادة من هذه الدراسة بتصنيف القطاعات كل حسب كمية الانبعاثات الكربونية الصادرة عنه، وقد تم وضع آلية لخفض الانبعاثات الكربونية من خلال خطة قصيرة المدى وخطة طويلة.
وتضمنت الخطة متوسطة المدى مجموعة خطوات، منها توقيع اتفاقية مع مصنع إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، للتخلص الآمن من النفايات الإلكترونية، عبر تطبيق خاص يمكن أي شخص من استخدامه، كمثال في عملية تعاون واحد.
وأيضا عملت البلدية على التركيز على الطلاب كقاعدة أساسية في عملية التحول، وأنسنة المدن، من خلال طرح مسابقات تتعلق بالبيئة والمباني الخضراء، ونفذت المشاريع الفائزة منها على أرض الواقع، كما شكلت فريق عمل تطوعيا من طلاب الثانوية مختصا بتنفيذ الخطة قصيرة المدى في مجال التنمية المستدامة على مستوى مدارس الوكرة. وقامت أيضاً بعمل بروشورات البيت الأخضر الذي يشرح طريقة تنفيذ المباني، والمنشآت الصديقة للبيئة توجهت من خلاله إلى طلاب الثانوية المسارين العلمي والتكنولوجي، وذلك إيماناً من البلدية بأن الطلبة واختياراتهم الدراسة البيئية وهندسة الاستدامة هي اللبنة الأساسية في نجاح التنمية المستدامة.
وقالت المهندسة سهى محمود رئيسة وحدة الاستدامة ببلدية الوكرة في تصريحات سابقة إن الملف المميز الذي قدم للمنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم عبر اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم. فقد تميزت البلدية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لا سيما الهدفين الرابع والحادي عشر. موضحة أن بلدية الوكرة استفادت من المؤشرات العالمية والمراكز المتقدمة في جودة التعليم في قطر عالميا وسخرت الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والذي يتمثل في التعليم الجيد لدعم الهدف الحادي عشر وهو بناء مجتمعات مستدامة وأشركت جميع القطاعات الحكومية والخاصة في عملية التحول إلى الاستدامة في جميع جوانبها. وأكدت المهندسة سهى محمود أن البلدية استطاعت التحول من النمطية إلى الاستدامة خلال ست سنوات من العمل المتواصل، مشيرة إلى أن البلدية بدأت بإنارة شاطئ الوكرة للعائلات بالطاقة الشمسية ليكون هذا المشروع منبرا تعليميا وأساسيا للتوعية بأهمية استخدام الطاقة المتجددة وانتهاء بالتطبيق العملي لاستخدامات الطاقة البديلة من قبل المواطنين.
والمعروف أن الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ينص على التعليم الجيد.. «ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع». إذ أُحرز تقدم كبير في الحصول على التعليم، وتحديدا على مستوى المدارس الابتدائية، للفتيان والفتيات. ومع ذلك، والوصول لا يعني دائما نوعية التعليم، أو الانتهاء من المرحلة الابتدائية.. حاليا، أكثر من 103 ملايين شاب في جميع أنحاء العالم لا يزالون يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية.
والهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة هو: وجود مدن ومجتمعات محلية مستدامة.. «جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة». ويتمثل هدف عام 2030 في ضمان الوصول إلى مساكن آمنة وبأسعار معقولة. والمؤشر المسمى لقياس التقدم المحرز نحو تحقيق هذا الهدف هو نسبة سكان الحضر الذين يعيشون في أحياء فقيرة أو مستوطنات غير رسمية. بين عامي 2000 و2014، انخفضت النسبة من 39 ٪ إلى 30 ٪. بيد أن العدد المطلق للأشخاص الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة قد انتقل من 792 مليون نسمة في عام 2000 إلى ما يقدر بـ 880 مليون نسمة في عام 2014. وتزايدت حركة الانتقال من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية مع ازدياد عدد السكان وتوفير بدائل أفضل للإسكان.