استضاف مجلس قطر للمباني الخضراء، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أمس بالتعاون مع منتدى المهندسين الباكستانيين، ندوة خاصة لاستعراض فرص الابتكار والتحديات في مجال صناعة البناء في قطر، وذلك في إطار مواكبة للطفرة العمرانية والمشاريع العملاقة التي تشهدها قطر، مثل ملاعب بطولة كأس العالم 2022، ومدينة لوسيل، والسكك الحديدية، ومشيرب قلب الدوحة، وغيرها من المشاريع العملاقة التي سيتم إنجازها خلال العقد المقبل.
تتسق هذه الندوة، التي حضرها أكثر من 50 خبير في مجال الاستدامة وصناعة البناء، مع أهداف مؤسسة قطر بضمان بنية تحتية متطورة ومستدامة وصديقة للبيئة، وتعكس التزام مجلس قطر للمباني الخضراء بالتعاون مع الجهات المعنية لدعم الابتكار وتحفيز النمو من أجل بناء اقتصاد مستدام.
وخاطب المهندس مشعل الشمري، مدير مجلس قطر للمباني الخضراء، نخبة الخبراء المشاركين في الندوة قائلاً: "يركز مجلس قطر للمباني الخضراء على ترويج الممارسات الخضراء في قطاع الإنشاء في قطر، ومن هذا المنطلق يسعدنا استضافة هذا الحوار المثمر بين خبراء الاستدامة والمبتكرين والمتخصصين في التشييد والبناء. إننا ملتزمون بتعزيز قدرة الدولة على تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، وقد سلطت مناقشاتنا الضوء على بعض الأفكار والتصورات التي قدمت طرحاً عملياً للإصلاح والنمو".
ومن جهته، شدد السيد أسفنديار أنصاري، رئيس منتدى المهندسين الباكستانيين، على أهمية تعاون المؤسسات معاً لتحقيق أهدافهم المشتركة، قائلاً: تم إنشاء منتدى المهندسين في عام 1997 من أجل تحقيق هدف رئيسي يتمثل في نشر المعرفة في المجتمع. ولأن المعرفة لا تعرف أي حدود، فإننا نحرص على تبادل الخبرات والاستزادة من المعرفة من المؤسسات الرائدة مثل مجلس قطر للمباني الخضراء. وقد أتاحت نقاشات اليوم لأعضائنا التواصل مع المتخصصين واكتساب المعلومات العميقة والخبرات المفيدة عن قطاع البناء في قطر. ونود أن نشكر مجلس قطر للمباني الخضراء على هذه الفرصة الرائعة التي سمحت لنا بالتعارف والتواصل مع خبراء الصناعة في قطر".
أما مدير الاستدامة بمجلس قطر للمباني الخضراء، الدكتور ألكس أماتو، فعلّق قائلاً: "توفر صناعة البناء العديد من الفرص للتطوير والابتكار، لكن السؤال المطروح هو ما مدى التشجيع على الابتكار والبحوث في هذا القطاع؟ يحرص مجلس قطر للمباني الخضراء، في إطار جهوده لتشجيع الابتكار والبحث في قطاع التشييد والبناء، على جمع المتخصصين في هذا القطاع لإجراء أبحاث مبتكرة في سياق مشروعه الريادي باسيف هاوس، حيث تُجرى البحوث الآن بهدف تقليص استهلاك الطاقة إلى النصف".
وأشاد المهندس محمد السادة، رئيس مجلس إدارة "بوابة الخليج العلمية" بدولة قطر لتشديدها على دور الابتكار ورواد الأعمال في صناعة البناء، قائلاً: "تسهل التشريعات والقوانين القطرية عمل رواد الأعمال والمبتكرين والمستثمرين الجدد، لكنها لا تساعدهم على مواجهة التحدي الرئيسي ألا وهو جني المكاسب والأرباح عند التنافس مع كبرى الشركات في السوق، ونأمل أن نشهد تغيرات في هذا المجال".
وقدم الدكتور أزهر إقبال، المدير التنفيذي لشركة "بوابة الخليج العلمية" اقتراحاً بالحلّ، يتمثل في تعزيز الابتكار وطرح أفكار ومفاهيم جديدة في صناعة البناء لتقليل المنافسة بين كبرى الشركات والأعمال الناشئة. 
كما شهدت هذه الندوة محاضرة هامة للدكتور أوفيس كيدواي، الأستاذ المساعد لعلوم الحاسوب بجامعة قطر، والتي تناول من خلالها التحديات التي يواجهها المبتكرون في قطر، ودور الابتكارات القديمة في تقديم الحلول لمواجهة تحديات العصر الحديث. وعرض اقتراحه قائلاً: "تشجع المفاهيم الحديثة، مثل ’التصميم صفري الطاقة‘ في المباني السكنية أو باسيف هاوس، على التفكير الابتكاري في السوق القطرية، مما يدفع الشركات الكبرى والجديدة إلى توحيد جهودهما معاً لجني الثمار المتبادلة".
يُشار إلى أن مجلس قطر للمباني الخضراء هو منظمة غير ربحية، تعتمد على جهود أعضائها، وتكرس جهودها للتوعية بحلول المباني الخضراء وقيادة الأبحاث هذا المجال، بالإضافة إلى ترويج الممارسات المستدامة في المجتمع. ومن خلال مجلس قطر للمباني الخضراء، انضمت قطر إلى شبكة من 80 دولة مختلفة تدير مجالس وطنية للمباني الخضراء تحت مظلة المجلس العالمي للمباني الخضراء.