أعلنت دولة قطر تخصيص 5 ملايين دولار أميركي لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لآلاف من العائلات الليبية العائدة إلى مدينة سرت شمالي ليبيا، في ظل تدهور كافة القطاعات والظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الأهالي. يغطي هذا الدعم الاحتياجات الأساسية في القطاعين الإغاثي والصحي لمدة ستة أشهر، بينما يمتد إلى عام في قطاع المياه والإصحاح؛ وذلك إيمانا من قطر بأهمية توفير هذه المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة ما يقارب 79.400 شخص يعيشون في مدينة سرت.
منذ بداية موجة النزوح الجديدة من سرت في مايو 2016، كانت الأمم المتحدة وشركاؤها على اتصال مستمر مع السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك المجالس المحلية ولجان الأزمة ومجموعة العمل للقطاع الصحي في ليبيا بعضوية الهلال الأحمر القطري، وهو من أكثر المنظمات الإنسانية الفعالة ولتواجده على الأرض المتمثل في مكتب بعثته في طرابلس. وقد تم تحديد الاحتياجات الإنسانية من خلال المعلومات التي تم جمعها من قبل هذه المنظمات، كما تم الاتفاق بين الهلال الأحمر القطري وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا على المزيد من التنسيق، وكذلك العمل على دمج برامجه وأنشطته ضمن «خطة الاستجابة الإنسانية» (HRP) للأمم المتحدة للعام 2016- 2017.
وفي بداية الأزمة تم مسبقا تخصيص مبلغ 500 ألف دولار لدعم النداء العاجل الذي أطلقته الأمم المتحدة في 19 سبتمبر 2016 لإغاثة سرت، والذي يسعى إلى توفير 10.7 مليون دولار أميركي لتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي سرت، وتغطية الاحتياجات لمدة أربعة أشهر من سبتمبر إلى ديسمبر 2016، مع التركيز على توفير الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة في 7 مراكز صحية ومستشفى ابن سينا المركزي.

الكواري: منحة «صندوق قطر» ستساهم في تخفيف معاناة المتضررين
صرح سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري المدير العام لصندوق قطر للتنمية: «إن المنحة المقدمة من صندوق قطر للتنمية ستساهم في التخفيف من معاناة المتضررين، خاصة في القطاعات الحيوية كالقطاع الصحي وقطاع المياه والاحتياجات الأخرى»، مؤكداً أن هذه المنحة والتدخل الإنساني لإغاثة أهالي مدينة سرت جزء من الخطة الإنسانية التي تلتزم بها دولة قطر للتخفيف من المعاناة الإنسانية، كما أنها تندرج ضمن خطة الاستجابة الإنسانية التي تم إعدادها لعام 2016 من قبل صندوق قطر للتنمية، والتي تشمل إغاثة مدينة الفلوجة بالإضافة إلى منحة لإغاثة الشعب السوري، كما نوه السيد الكواري بالشراكة الاستراتيجية الفاعلة التي تقوم على أساس متين وتجارب سابقة بين الصندوق والهلال الأحمر القطري، بصفته منظمة إنسانية دولية لديها القدرة على الوصول إلى الكثير من المناطق التي تعاني ظروفا إنسانية صعبة.
ومن جانبه صرح الأمين العام للهلال الأحمر القطري السيد علي بن حسن الحمادي: «نتيجة للأوضاع غير المستقرة التي انعكست على الوضع الإنساني في ليبيا عامة، فإن هناك عدة قطاعات تعاني من التدهور، خاصة القطاع الصحي الذي يعاني من نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية والكوادر البشرية المؤهلة، بالإضافة إلى تضرر شبكات مياه الشرب وفقدان موارد وممتلكات المواطنين»، مشيراً إلى أنه مع بدء العودة الطوعية للسكان إلى مدينة سرت، أصبح من الضروري على الهلال الأحمر القطري وبقية المنظمات الإنسانية سرعة الاستجابة لتقديم الخدمات الإنسانية الأساسية لأهالي المدينة.

إمداد المستشفيات والمراكز الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبية
خصص صندوق قطر للتنمية مبلغ 1.325.000 دولار للمرحلة المقبلة، من إجمالي دعم الصندوق لمدينة سرت لإمداد المستشفيات والمراكز الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة الأساسية، بالإضافة إلى الموارد البشرية المتخصصة ومستلزمات تشغيل هذه المرافق التي ستؤمن الخدمات الطبية للمواطنين، كما تم تخصيص مبلغ 650.000 دولار لتوفير الخدمات الطبية عبر القوافل الطبية المتنقلة للمناطق الريفية والمناطق التي لا تتوافر فيها مستشفيات ومراكز صحية. فيما خصص مبلغ 1.061.193 دولار لتوفير مستلزمات الإغاثة من مواد الإيواء للعائلات التي فقدت ممتلكاتها، ويأتي هذا ضمن الخطة الإغاثية التي تشمل 1.519.750 دولار مخصصة لتوفير المياه الصالحة للشرب ومستلزمات النظافة الشخصية لما يقرب من 90.000 شخص.
ومن الجدير بالذكر أن جميع المواد الإغاثية سيتم العمل على توفيرها من تونس لضمان سرعة الاستجابة وتوافرها في الوقت المناسب، وذلك من خلال اختصار العديد من الإجراءات اللوجستية.