أطالب بمحاكمة طنطاوي.. والمجلس العسكري سيحرق مصر
حوارات
27 فبراير 2012 , 12:00ص
القاهرة - أحمد عبيدة
بثينة كامل إعلامية مصرية تقدم برنامج «أرجوك افهمني» الذي يعرض على شبكة أوربت الفضائية المشفرة، وعضو في حركات معارضة للحكومة المصرية بينها حركة «كفاية».. وكانت قد قدمت برنامجا باسم «اعترافات ليلية» في الإذاعة المصرية بماسبيرو، كان يناقش المشاكل الشخصية للبالغين وقد حقق شعبية عالية.
أعلنت بثينة كامل نيتها الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية 2011، هادفة التأكيد على قدرة المرأة على الترشح والمنافسة والتواجد في الانتخابات الرئاسية.
«العرب» التقت بثينة كامل أول امرأة تترشح لرئاسة مصر وكان هذا الحوار..
في الآونة الأخيرة، شهدنا بعض التوترات في العلاقات الأميركية المصرية بعد مداهمة الأمن لبعض منظمات المجتمع المدني، وبعض الجهات الحقوقية، وهناك حديث يتردد في الكونغرس حول قطع المعونة الأميركية.. كيف تقرئين هذه الأزمة؟
- إن الجدل القائم حول المعونة الأميركية هو تثمين لما لا يقدر بثمن، فالمساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية لمصر تأتي في شكل قطع غيار وصيانة أسلحة، وأعتقد أن قطعها أو استمرارها لن يضيرنا كثيراً، ومع ذلك لا أظن أن الولايات المتحدة ستقطع المساعدات العسكرية عن مصر لحسابات استراتيجية ولوجستية كثيرة.
وماذا عن التمويل الخارجي لبعض منظمات المجتمع المدني؟
- هذا كيل بمكيالين، فلا بد أن نسأل المجلس العسكري: أولاً عن مساعدات عسكرية وأموال يتلقاها من الخارج، ولا بد أن نسأل الإخوان والسلفيين أيضاً عن المليارات التي تحول إليهم من الخارج.. قبل محاسبة منظمات مدنية فقيرة تتلقى تبرعات لتقدم خدمات مجتمعية.
ما تقييمك لأداء المجلس العسكري في الفترة الماضية.. وهل تعتقدين أنه سيلتزم بموعد تسليم السلطة؟
- لا أعلم مدى صدق العسكري في تسليم السلطة، ولا أتوقع منه شيئا، فهذه السياسة التي ينتهجها في إدارة شؤون البلاد ستؤدي لحرق مصر. أنا غير راضية عن الأداء المتدني الذي حكم به المجلس العسكري مصر على مر الشهور الماضية، والذي شابه الكثير من محاولات وأد الثورة، وقتل وتشويه الثوار. وأطالب بمحاكمة المشير طنطاوي وكل أعضاء المجلس العسكري على هذه الفترة من استنزاف الثورة.
هل تؤمن بثينة كامل بنظرية الأصابع الخفية والطرف الثالث والعناصر المندسة؟
- ليس هناك طرف ثالث.. والعسكري وحكومة الجنزوري وما سبقها من حكومات مسؤولون مسؤولية كاملة عن كل ما يحدث في مصر إبان فترة توليهم الإدارة السياسية للبلاد، ولا أنكر دور رموز النظام السابق في تأجيج الكثير من الأحداث الدامية التي شهدناها على مر عام انقضى على الثورة، فطالما طالبنا بنقل مبارك إلى مستشفى السجن، وطالبنا أيضا بتفريق نزلاء سجن طرة ولا حياة لمن تنادي، ما زال الكثير منهم يعملون في الخفاء، فما زال عمر سليمان يتردد على مكتبه أسبوعيا، وهناك حديث دائر عن خوضه لانتخابات الرئاسة القادمة.
كيف ستصوغين العلاقات المصرية الأميركية، والمصرية الإسرائيلية، إذا ما أصبحتِ رئيسة للجمهورية؟!
- يجب أن نضع مصلحة مصر نصب أعيننا بما لا يتعارض مع حقوق وكرامة المواطن العربي، وعند الحديث عن العلاقات الخارجية الإقليمية سأضع في مقدمة اهتماماتي عودة العلاقات الإفريقية، فالحقبة الماضية شهدت تدهورا ملحوظا في دور مصر الإفريقي، ونحن من سمحنا لإسرائيل بالتوغل الاستراتيجي في المنطقة بغباء النظام البائد وخيانته، أذكر أثناء زيارتي لإثيوبيا ضمن الوفد الشعبي الدبلوماسي، قال لي حينها ميليس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي: «أنا لن أكون أقرب لإسرائيل من مبارك».
هذا الدور الإفريقي هو المفتاح الرئيسي للدور الإقليمي الذي أرجوه لمصر، وهو الذي سيسهم في عودة الريادة الإقليمية اتساقا مع مساعي النهضة على الصعيد الداخلي.
ما أهم الخطوات التي اتخذتها حملة بثينة كامل في الفترة الأخيرة؟
- نحاول هذه الأيام الحصول على تزكية من أعضاء البرلمان، لأن جمع 30 ألف توقيع يتكلف نفقات كثيرة، تحدثت إلى الدكتور محمد مرسي (رئيس حزب الحرية والعدالة) بشأن الحصول على تزكية من بعض نواب الحزب في البرلمان، فهم يتحدثون دائما عن دعمهم لقضايا المرأة، ولا بد أن يترجم هذا الحديث إلى فعل، كما تحدثت إلى بعض أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب (المصريين الأحرار) وبعض النواب من قوى سياسية مختلفة للحصول على تزكيتهم. كما نقوم باستمرار بزيارات لقرى ومدن في مختلف أرجاء الجمهورية بهدف التواصل مع الناس على الأرض، كذلك قمت بالمشاركة ضمن وفد لزيارة مدينة بورسعيد تضامنا، وتعبيرا عن رفضنا المطلق لتحميل أهالي بورسعيد مسؤولية المذبحة التي وقعت.
كيف ترى بثينة كامل الأزمة السورية؟!
- أنا مستاءة ومستنكرة للممارسات القمعية والمذابح البشرية التي يقوم بها نظام الأسد ضد الشعب السوري، ولا يستثنى منها حتى الأطفال. وقد أطلقنا عدة حملات للتبرع بأجهزة كمبيوتر (لاب توب) وكاميرات تصوير، وأرسلنا العديد منها إلى النشطاء السوريين نظرا لما يتعرضون له من تضييق إعلامي.. كما أساهم دائما في نشر أخبارهم.
كإعلامية.. كيف تقيِّمين موقف الإعلام العربي من الثورات الشعبية.. وهل ما زلنا نفتقد المهنية والإعلام المستقل وحرية الرأي والتعبير؟
- الإعلام العربي يشهد حالة من التدهور الشديد منذ سنوات عديدة مضت.. وقلما تجد نافذة إعلامية تقدم تغطية موضوعية للأحداث، وفقدت معظم وسائل الإعلام العربية مصداقيتها عندي، وفي أغلب الأحيان لا أستقي متابعاتي سوى من شبكات (CNN. BBC والجزيرة وFrance24).
إنني أتعرض لتضييق إعلامي واسع المدى منذ فترة، وأكثر ما يدمي قلبي هو الحال الذي وصل إليه التلفزيون المصري، خاصة في الفترة التي كان يديره فيها اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس العسكري السابق، وهو رجل سعدت بإحالته للتقاعد لأنه ظلمني كثيرا، مما دفع بعض أصدقائي لتهنئتي بإحالته للتقاعد فور علمهم بالخبر وقتها.
ما أهم القضايا التي تعطيها بثينة كامل أولوية خاصة في الفترة القادمة؟
- علينا جميعا أن نولي اهتماما خاصا بقضية الدستور، ولا يجب أن يوضع الدستور في ظل حكم العسكر، نحن في مرحلة تحول ديمقراطي، وعلينا أن نرسخ دعائم النظام الديمقراطي، فقد أجرينا انتخابات جيدة نسبية -رغم تحفظاتي عليها- وعلينا أن نضع دستورا يضمن الحقوق والحريات، ويشارك في كتابته كل القوى الوطنية.