انطلاق اعمال ندوة «اللغة العربية في بيئات ومجالات مختلفة»

alarab
محليات 26 ديسمبر 2015 , 06:10م
قنا
انطلقت اليوم اعمال ندوة: "اللغة العربية في بيئات ومجالات مختلفة" والتي ينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعجم الدوحة التاريخي للغة العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والتي تستمر ليوم غد الاحد في النادي الدبلوماسي.

وناقش باحثون وخبراء لغويون وأساتذة لسانيات أوضاع اللغة العربية الراهنة في الندوة والتي تعقد في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18  ديسمبر من كل عام.

وشكّل واقع اللغة العربية ووضعها ضمن خريطة اللغات في العالم محورًا رئيسا في جلسات اليوم الأول من الندوة، وأبرز الدكتور محمد بلبول الأستاذ في برنامج ماجستير "اللسانيات والمعجمية العربية" في معهد الدوحة للدراسات العليا أنه من الصعب وصف لغة من اللغات بالكمال بناء على معايير موضوعية، في المقابل يمكن تحديد موقع لغة ما في النطاق العالمي مستندين إلى مجموعة من المؤشرات تشبه إلى حد كبير تلك المعتمدة في قياس التنمية.

وأكد الدكتور بهلول أن هذه المؤشرات والمعايير تشير بما لا شك فيه إلى أن اللغة العربية لغة عالمية وأن وضعها وإن حامت حوله الشبهات مكين في عالم اليوم.

وطرح الدكتور محمد بهلول في ورقته مسألة الازدواج اللغوي بوصفها مؤشرا رئيسا في عالمية لغة ما، وهناك موقفان في رؤية هذه المسألة. يقوم الموقف الأول على منطق "مساواتي" يصنف اللغات بحسب مركزيتها إلى أربع مستويات تمثل اللغة الإنكليزية قمتها بوصفها اللغة فائقة المركزية وفي المستوى الثاني لغات عالية المركزية نجد اللغة العربية إلى جانب لغات الفرنسية والإسبانية والمندران والهندي والأوردو، ويليها مستوى اللغات المركزية الذي يضمن ما بين مئة ومئتي لغة، ويليها مستوى اللغات المركزية الذي يضم ما بين مئة ومئتي لغة، وأخيرا مستوى اللغات الثانوية.

أما الموقف الثاني فيعتمد مقاربة أنثروبولوجية لاستعمال اللغة في عصر مجتمع المعلومات. ويرى الدكتور بلبول أن اللغة العربية تحرز مكانة جيدة حتى في هذه المقاربة على الرغم من بعض النقائص. إذ تعتمد هذه المقاربة أربع مؤشرات في تحديد الوضع العالمي للغات، وهي: مؤشر الديمغرافيا (عدد المستخدمين)، ومؤشر ذيوع اللغة باعتبارها لغة ثانية، والمؤشر الجيوسياسي، ومؤشر اللغة والمعرفة.
 
من جهته قال الدكتور ياسر سليمان، رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا بالوكالة، والباحث في اللغة واللسانيات، ان للخطاب عن اللغة العربية وجها أيديولوجيا رئيسيا، يتمظهر أساسا في طغيان تعابير "الأزمة" و"الخطر" و"التحديات" و"الكفاح" في الكتابات الصحافية المرتبطة باللغة العربية وحتى لدى المؤلفين والباحثين الذين سيطر هذا المعنى على مؤلفاتهم. 

ويوضح الدكتور ياسر أن التعامل مع هذه الهواجس يشمل قسمين اثنين، فهناك خوف مرتبط بالمتن والمحتوى والاستياء من فقدانه، وحله يكمن في تطوير البرامج التعليمية والكتب الدراسية، أما القسم الثاني فيتعلق بقلق من ناحية الوظيفة الرمزية للغة، ومصدر القلق هو في الحقيقة قلق على هويتنا العامّة لأن اللغة العربية ترمز إلى هويتنا. 

وخلص الدكتور ياسر إلى أن معالجة هذا القلق تمر عبر معالجة المشكلة الأكبر المرتبطة بالهوية، أي أن نعمل من أجل أن تصبح الأمة العربية أمة قوية وفاعلة وعندها سينتهي القلق اللغوي.

وفي ورقة تحت عنوان "اللغة العربية والمشهد اللغوي الكوني"، أوضح الدكتور حسين السوداني الخبير اللغوي في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أن المشهد اللغوي الكوني يشهد تحولا كبيرا، إذ تفيد دراسات أن العالم يفقد واحدة من لغاته الـ5000 كل 14 يوما، وأن هناك نحو 600 لغة قد أخذت طريقها التدريجي نحو الانقراض، ولذلك يبذل جهد دولي تتزعمه الأمم المتحدة من أجل وقف النزيف، وقد أقرت المنظمة في عام 1999 يوم 21 فبراير من كل عام يوما عالميا للغة الأم، حفاظا على عشرات اللغات التي يتخلى عنها الناطقين بها ويستعيضون بلغات أخرى ذات تداول أوسع وصاحبة إنتاج علمي وفكري أكبر. 

وفي هذا الوضع يرى الدكتور حسين ان اللغة العربية لاتزال تحظى بمكانة جيدة بعيدًا عن خطر الاندثار، وتشير أغلب التوقعات للمستقبل البعيد المرتبط بانتشار التقنية والترابط الشبكي، وعلى الرغم من ضعف المحتوى العربي لحد الآن، إلى أن اللغة العربية قد تكون واحدة من لغات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة تحظى بالأهمية والانتشار والاستخدام على نطاق واسع.

أ.س