تتجه أنظار العالم إلى الدوحة غداً الاثنين، لمتابعة وقائع ورسائل وقرارات القمة العربية الإسلامية الطارئة التي تستضيفها قطر في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الغادر والجبان الذي نفّذته قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي، مستهدفة مقرات سكنية خاصة بأعضاء المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقالت وكالة الأنباء القطرية في تقرير لها: إن الدوحة تشهد توافد الصحفيين والإعلاميين من مختلف المؤسسات الإعلامية الإقليمية والدولية، إلى جانب وسائل الإعلام والمراسلين والصحافة المحلية، وسط توقعات أن يبلغ عددهم أكثر من 200 صحفي وإعلامي محلي وأجنبي.
وقالت الوكالة: إن هذا الحشد الكبير من الصحفيين والإعلاميين سيقوم بتغطية أعمال القمة من خلال المركز الإعلامي الذي جرى إعداده خصوصاً لهذه المناسبة المهمة، من داخل مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، وتجهيزه بما يلزم لتغطية ومواكبة أعمال القمة أولا بأول، من خلال شاشات وأستوديوهات وقاعات صحفية ومكاتب وعشرات الكاميرات وأجهزة الكمبيوتر، وغيرها من التقنيات الحديثة الأخرى، لتوفير خدمة إعلامية شاملة ومتميزة وسريعة، ونقل أحداث القمة بكل يسر وسهولة.
ويقدم المركز الإعلامي من خلال هذه التجهيزات، خدمات إعلامية شاملة وميسرة لتغطية هذا الحدث الاستثنائي الذي يترقبه ويتابعه العالم، ويحظى باهتمام دولي واسع.
وشهد المركز خلال الساعات الأولى من صباح اليوم، توافد عدد هائل من الإعلاميين والصحفيين والمراسلين من مختلف الجهات والمؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والدولية.
ونوه تقرير الوكالة إلى أن من شأن القمة الاستثنائية هذه،بالإضافة إلى موضوعها الرئيس، تعزيز التضامن العربي الإسلامي، والدفع بالعمل العربي والإسلامي المشترك نحو آفاق أوسع في ظل التحديات الراهنة.
رسائل القمة
وكان جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، قال: إن القمة العربية الإسلامية الطارئة تحمل رسالة تضامن كامل مع دولة قطر في مواجهة "الاعتداء الغاشم والجبان" الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي، مستهدفة مقرات سكنية خاصة بأعضاء المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأوضح رشدي في تصريحات خاصة للجزيرة نت من الدوحة، أن انعقاد القمة في قطر "يؤكد رفض العرب والمسلمين هذا السلوك العدواني غير المسبوق، ويعبر عن وقوفهم صفاً واحداً إلى جانب الدوحة في دفاعها عن سيادتها وصون أمنها".
وأشار إلى أن استهداف قادة حماس على الأراضي القطرية بمثابة "خرق صارخ للأعراف الدولية التي تقضي بعدم المساس بالوسطاء أو المفاوضين".
وأضاف المتحدث باسم الأمين العام، أن الاجتماعات التحضيرية للوزراء وكبار المسؤولين تتواصل لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع البيان الختامي، متوقعاً أن يتضمن "إدانة واضحة لهذا الاعتداء، وربطاً مباشراً بينه وبين السلوك الإسرائيلي المنفلت الذي تجلى في حرب الإبادة بغزة واعتداءات متكررة على سيادة دول المنطقة".
حجم المشاركة
وأشار رشدي إلى أن البيان سيحمل أيضاً مطالبة للمجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته في حماية القانون الدولي الذي ينتهك جهاراً، والاضطلاع بدوره في ضمان أمن المنطقة الذي يتعرض لخطر كبير بفعل الممارسات العدوانية لقادة الاحتلال"، محذراً من استمرار منطق "شريعة الغاب" الذي تحاول إسرائيل فرضه في الشرق الأوسط.
وشدد على أن القمة ستبعث برسالة قوية بضرورة وضع حد لثقافة الإفلات من العقاب التي شجعت إسرائيل على التمادي في ارتكاب الجرائم، وقال: إن "صمت المجتمع الدولي على حرب الإبادة في غزة شجع قادة الاحتلال على تجاوز خطوط حمر جديدة، بينها استهداف قطر، مما يحتم محاسبة حقيقية لجرائم الاحتلال".
واعتبر أن أهمية القمة تكمن في أنها "تؤكد أن قطر ليست وحدها، بل إن العالمين العربي والإسلامي يلتفان حولها ويدعمانها في أي إجراءات تتخذها لحماية سيادتها"، لافتاً إلى أن مستوى التضامن بدا واضحاً منذ اللحظة الأولى للهجوم، وسيتجلى أكثر في حجم ونوعية المشاركة بالقمة.
ومن جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط: إن «انعقاد القمة في ذاته هو رسالة جوهرها أن قطر ليست وحدها، وأن الدول العربية والإسلامية تقف إلى جوارها».
وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الاعتداءات الإسرائيلية للأسف هي نتيجة صمت المجتمع الدولي على جريمة الإبادة في غزة لعامين كاملين.. وشعور قادة الاحتلال بأن بإمكانهم ارتكاب أي أفعال، والإفلات بها». وأكّد أبو الغيط أنه «يجب وضع حد لهذا الوضع المؤسف؛لأن انهيار القانون الدولي سندفع ثمنه جميعاً بكل أسف».