الصهاينة أعدوا دراسات لكل المرشحين المحتملين للرئاسة المصرية

alarab
حوارات 26 فبراير 2012 , 12:00ص
القاهرة - نجوى رجب
في عام 2005 عنونت إحدى الصحف الخاصة أحد أعدادها بـ «مكالمة عليا: أمسحي دموعك يا آمال» في إشارة إلى اتصال هاتفي قيل إنه من سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري المخلوع للجنة المشرفة على الانتخابات البرلمانية في هذه السنة, لتعديل نتيجة الانتخابات في دائرة الدقي بمحافظة الجيزة لتصبح فوز الدكتورة آمال عثمان الوزيرة السابقة والمقربة من سوزان بمقعد الفئات, بعد أن نشرت الصحف فوز الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل. أبو إسماعيل فاقت طموحاته المقعد البرلماني بعد الإطاحة بنظام مبارك، إذ يتطلع لنيل ثقة المصريين ليصبح أول رئيس للبلاد بعد ثورة 25 يناير المجيدة التي أجهضت مشروع توريث الحكم إلى جمال مبارك, نجل الرئيس المخلوع. ولد سنة 1961م، وهو نجل الشيخ صلاح أبو إسماعيل, أحد علماء الأزهر الشريف, وداعية إسلامي معروف, وأحد أعلام جماعة الإخوان المسلمين، ونشأ في أسرة ملتزمة، التحق بكلية الحقوق, ورغم أنه كان من الأوائل على دفعته في كلية الحقوق فإنه رفض العمل في القطاع الحكومي وفضل العمل الحر. برنامجه الانتخابي يحوي 10 مشاريع قومية كبرى في جميع المجالات, يقول حازم صلاح أبو إسماعيل إنها كفيلة للقضاء على أغلب مشاكل الدولة. «العرب» التقت الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذي ينافس نحو 20 مرشحا في السباق إلى قصر الرئاسة بالقاهرة، وكان هذا نص الحوار:  لو أصبحت رئيسا لمصر, كيف ستتعامل مع المظاهرات والإضرابات؟ - من يتظاهر من الجماهير ليس غريبا, فأنا أقوم بمظاهرات أكثر منهم, فأنا لا أتحمل أن تدهس حرية إنسان حتى لو أخطأ أحد فعليه أن يحاسب, ولكن حريته تظل مكفولة, والناس كانت تخرج في مظاهرات حيث كانت هناك حالة من الانسداد بتزوير الانتخابات.  هل لديك دراسات كافية لتنفيذ مثل هذه الأفكار؟ - أنا مُلمٌّ بفكرة السياسات الاقتصادية والاجتماعية والدينية والجوانب الإدارية داخل الدولة. وأدرك أنه يجب جلب خبراء لإدارة الدولة, فكل دولة تدير إدارتها بالطريقة التي تلائمها, فأميركا مختلفة عن تركيا عن ألمانيا عن ماليزيا. فمن الذكاء جلب خبراء الإدارة, وعمرهم يكون في الخمسينات. وعندما جلست مع الأميركيين عام 1998 كانوا دائما يرددون: خذوا كل التقدم الذي وصلت له أميركا واتركوا فقط علم الإدارة, ونحن نستطيع أن نصنع أميركا مرة ثانية وثالثة ورابعة بعلم الإدارة, ونكون أكثر تقدما من العالم.  أنت كرئيس من أين توفر رواتب خبراء دوليين؟ - لدي مشروع اقتصادي يسمى الاقتصاد الموازي, ويضم عشرة مشروعات كبرى تعطي وضعا في منتهى القوه للدخل القومي, من بينها المدخرات التي صرح بها البنك المركزي وقدرها 200 تريليون دولار, وهي عبارة عن ذهب ومصوغات وجنيهات ذهب ومجوهرات وحلي, ونستطيع الاستفادة من هذه الثروات في أطر استثمارية آمنة عليها عقود تأمينية يعتد بها, تجعل مصر قادرة على بناء نفسها.  هل ستعتمد على الاقتصاد الإسلامي إذا نجحت في انتخابات الرئاسة؟ - الاقتصاد الإسلامي إطار، وليس تفاصيل تمثل فيه الممارسة الاقتصادية %95 والإطار %5 فقط، وهي مثلا منع الاحتكار, وتحريم الربا, وعندما تتوفر كل هذه الأمور يوجد اقتصاد نزيه.  هل كل ما تصرح به من الجانب الاقتصادي هو قناعتك الشخصية أم هناك من الخبراء من قام بالدراسة؟ - كمبدأ لا يمكن أن أعتمد على رؤيتي الشخصية فقط, والعمل لا بد أن يكون مؤسسيا, وكل هذه الأفكار مدروسة, ولكن عندما أقدم على دولة محترمة وأصبح رئيسا لها لا بد أن تدخل الأفكار في المؤسسة التي تدرس وتقدر وتراجع كل هذه الدراسات, ولا يمكن أخذ قرار سريع دون دراسة.  هل من بين الأسماء المرشحة للرئاسة من هو حسني مبارك جديد؟ - بالتأكيد.  لماذا ذهبت إلى الإخوان المسلمين لكي تلومهم على أنهم لم يرشحوا رئيساً من جانبهم للرئاسة؟ - الإخوان المسلمون مخلصون جدا، لكن اعتبروا أن تنازلهم عن وجود مرشح من بينهم للرئاسة تسهيل على خروج وخلع حسني مبارك, وهذا ما حدث بالفعل, فهذا يعتبر تضحية منهم, وقالوا هذا التصريح 6 فبراير قبل سقوط حسني مبارك بأيام.  هناك ثلاثة مرشحين إسلاميين للرئاسة, أنت ود.محمد سليم العوا, ود.عبدالمنعم أبوالفتوح فهل سيحدث بينكم توافق على اختيار أحدكم لاستكمال السباق الرئاسي؟ - لا يوجد مشكلة في هذا الموضوع, وكل منهما له احترامه وتقديره ويستحقان أن أتنازل لهما, لكن الفكرة فكرة مناهج, وليست فكرة أشخاص, فأنا مستشعر خطورة شديدة جدا إذا لم نستطع تنفيذ المنهج الذي أطرحه، وإذا كان الآخر يحمل نفس المنهج والفكر فلا مشكلة, فالغيرة الشديدة على بلدي هي ما تجعلني أتقدم بالترشح لهذا المنصب لبلدي لأنها رسالة.  من تراه المنافس الأقوى لحازم صلاح أبو إسماعيل؟ - كل المرشحين منافسون, ولكن المنافس الرئيسي الذي أراه هو التصويت الموجه, التصويت غير الحر.  كيف تكون طبيعة العلاقات مع أميركا وإسرائيل, خاصة أنك تحدثت سابقا أنه في حالة نجاحك فقط سيبقى أوباما رئيسا للولايات المتحدة؟ - الشعب المصري يختلف عن أي شعب آخر لأنه نقي, أما عند الصهاينة فإذا رشح رئيس معين تختلف حساباتهم من رئيس لآخر. فقد قلت إن اللوبي الصهيوني في أميركا إذا فاز حازم أبو إسماعيل برئاسة مصر ستقوم أميركا بالتجديد لأوباما لأن الدراسات الصهيونية تختلف سياستها عند كل رئيس.  لماذا؟ - من أجل حسابات سياسية, وسأصرح عنها في وقتها, ولو انتخب غدا عمرو موسى للرئاسة الحسابات ستختلف تماما عند الغرب والصهاينة. وحتى لو انتخب عبدالله الأشعل أو حمدين صباحي أو بثينة كامل كل الحسابات الصهيونية ستختلف باختلاف الرئيس, فكل منا لديه دراسة عند الصهاينة, فقد قاموا بدراسات على كل المرشحين لرئاسة مصر.  ما الذي دار في لقائك بممثلي الحكومة الأميركية؟ - استقبلتهم كما استقبلهم غيري, وأكدت لهم ضرورة أن تكون هناك مصالح مشتركة.  هل ستعيد النظر في اتفاقية كامب ديفيد؟ - ما يتعلق بإسرائيل لدينا ثلاث نوعيات من المعاهدات, المستوى الأول لا قيمة له مثل اتفاقية المعابر وهي اتفاقية من دون مقابل, بمعنى: نحن وقعنا على اتفاقية بحراسة معابر إسرائيل من دون مقابل, فمصر قدمت نفسها للخدمة من دون أي مقابل فلا بد من إعادة النظر في هذه القضية. أما النوع الثاني من المعاهدات فهو معاهدات المصالح, وهي ليست متكافئة مثل اتفاقية تصدير الغاز, واتفاقية الكويز, وبعد دراستي لهذه الاتفاقية وجدت أن ضررها قوي. أما الاتفاقية الثالثة فهي معاهدة السلام وكامب ديفيد, وهي عار فلا توجد نسخة من المعاهدة والاتفاقية لدينا تعرفنا ما لنا وما علينا من هذه الاتفاقية. والالتزام المفروض على مصر نجهله, ومن أجل هذا كل حدود مصر مفرغة من البناء والتغطية العمرانية. أول قرارات سأقوم بها إذا نجحت في الرئاسة إقامة خطة تنمية عمرانية في هذه المناطق, غير الماء الموجود في الصحراء الغربية والذي يكفي لزراعة مصر قرنين إلا ربعا, أي حوالي 175 عاما.