واصل الملتقى القطري للمؤلفين احتفاله باليوم العالمي للتنوع الثقافي، ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، الذي يحتفل به الملتقى هذا العام تحت عنوان «من أجل الحوار والتنمية».
وأقام الملتقى جلسة خاصة بعنوان «قصصنا»، استعاد خلالها المشاركون القصص التقليدية، التي كانت تُقرأ للصغار في الماضي، وكان يتم حكاياتها للأطفال قبل النوم.
أدار الجلسة الكاتب صالح غريب، واستضافت كلاً من: الباحثة والكاتب السعودي الدكتور علي الدرورة، والباحثة والكاتبة الكويتية بزة الباطني، والإعلامي عبيد طاهر، وهو مترجم من الهند مقيم في الدوحة. وخلال الجلسة، قدم الكاتب صالح غريب تعريفاً بالمشاركين.
واستهل الجلسة الإعلامي والمترجم عبيد طاهر، والذي قال: إن حال القصص الشعبية في شبه القارة الهندية لا يختلف عن بقية المناطق الأخرى في العالم؛ إذ اندثرت هذه العادة الشعبية، وتراجعت أمام الاختراعات الحديثة، والتي استحوذت مكان الجدات، والتي كانت تحكي القصص للأحفاد، خاصة عند النوم، كما أن مواقع التواصل استحوذت على مكان المجالس الليلية، والتي كانت تستضيف بعض القاصين لروي الحكاية، كما هو الحال في كشمير.
أهمية الحكاية
وأضاف أنه من مجتمع مسلم محافظ، وأن السمة الدينية، هي الأبرز في القصص الشعبية التي كان يسمعها في طفولته من أمه وجدته وخالاته، «أما القصص التي كانت تُحكى أيام طفولة والده، فقد كانت هذه القصص منتشرة في حينها، وكانت تمتاز بتمجيد الأخلاقيات، والحث على الفضائل، وسرد الملامح التاريخية، وكان لهذه القصص تأثير مباشر على الأذهان اليافعة، والمساعدة على التنشئة الصالحة».
ودعا إلى الاستعانة بالكارتون، بدلاً من الجدة، لمواكبة التطورات التقنية الجارية حالياً، وتوظيف هذا الكارتون في إعداد الأفلام، بالإضافة إلى الحرص على الحكي للأطفال القصص باللغة الدارجة. مشدداً على أهمية أن يقوم الآباء والأمهات بدورهم في قضاء أكبر وقت ممكن مع الأطفال، لغرس عادة الاستماع إلى الحكاية الشعبية في نفوسهم.
ورأى أنه لاستعادة هذه القصص الشعبية، فلا بد من تهيئة الوقت للأطفال، وترغيبهم في هذه القصص الشعبية، واقترح على المدارس أن تعد حصص أسبوعية للأطفال، لتكون مختصة بالقصص الشعبية.
مسيرة تراثية
ومن جانبها، قالت الباحثة والكاتبة بزة الباطني: إنها بدأت في جمع الحكايات الشعبية عام 1983م، وحينها تعرفت على الكاتب صالح غريب، ومن وقتها، بدأت مسيرة جمع الحكاية الشعبية، من خلال مركز التراث الشعبي، إلى أن تواصلت جهودها في الكويت، والتي مكنتها من توثيق الحكاية الشعبية في الكويت باللغة العربية الفصحى، وتقديمها كذلك باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما تم توثيقها باللهجة المحلية الدارجة، وقامت بروايتها في كثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، مثل «بيت الحزاوي».
ولفتت إلى قيامها بتوظيف الحكاية الشعبية أيضاً في أول فيلم كرتوني كويتي، وكذلك في برنامج «حكايات خليجية»، والذي تم إنتاجه عام 2006، وذلك بكليفها من مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، «وهو برنامج إذاعي مكون من 30 حلقة، اخترت له إحدى الحكايات الشعبية الرائدة، ليتم توظيفها درامياً». وقرأت جانباً من هذه الحكاية، قبل وبعد أن طرأ عليها من التعديل والملاحظات الكثير.
توظيف التراث
وقدم الباحث والكاتب السعودي الدكتور علي الدرورة، تجربته في توظيف الحكاية الشعبية، وتأصيلها.
وقال إن رحلته مع التراث، لا سيما جمع الحكاية الشعبية، تمتد لنحو 30 عاماً، وتحديداً مع مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية في الدوحة، وقد كنا نعمل سوياً مع الأستاذة بزة الباطني والأستاذ صالح غريب لجمع التراث الشعبي، وتدوينه. معرباً عن سعادته بخوضه هذه التجربة.
وأضاف أنه استفاد من جمع وتوثيق الحكاية أيما استفادة، «فقد وظفت الرموز القائمة في الحكاية مثل الحوريات واللؤلؤ والشراع والنوارس، ومختلف جوانب الحياة في فكر الإنسان الخليجي بصفة عامة، لافتاً إلى أن الساحل الخليجي العربي يمتاز بزخم كبير من الفلكلور الشعبي، المرتبط بتاريخ عريق.
وقال إنه استفاد من هذا الزخم كثيراً، في توظيف العديد من الحكايات الشعبية، مثل حكاية العثور على اللؤلؤ من بطن السمك، «إذ إنه يعرف أن بعض الأسماك تهجم المحار وتتناول ما فيها من طعام، ومن هنا، كان توظيفي لهذا الأمر حكائياً».