حققت دولة قطر خلال الأسبوع الجاري إنجازات دبلوماسية بارزة، عززت من مكانتها كوسيط دولي موثوق في حل النزاعات وتعزيز السلام العالمي، وأكدت دورها المحوري في تعزيز الحوار والاستقرار الدولي.
وكان من أبرز هذه النجاحات استضافة الدوحة لتوقيع «إعلان الدوحة» بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو/حركة 23 مارس، في خطوة مفصلية تهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار وتمهيد الطريق للسلام والمصالحة الوطنية في شرق الكونغو، بعد مفاوضات مكثفة استمرت أشهراً برعاية قطرية وبدعم دولي.
وفي سياق آخر، نجحت قطر في تيسير إعادة مجموعة ثانية تضم 81 مواطنًا أفغانيًا من ألمانيا إلى بلادهم، مما يعكس التزامها بدعم الحلول الإنسانية.
كما سجلت الدبلوماسية القطرية إنجازاً إنسانياً آخر بلم شمل دفعة جديدة من الأطفال الأوكرانيين والروس مع عائلاتهم، في إطار جهودها لتخفيف معاناة الأسر المتضررة من النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
وحظيت هذه الإنجازات، بإشادة دولية واسعة من دول ومنظمات مثل الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي.
أطفال أوكرانيا
وأعلنت الدوحة يوم الخميس الماضي نجاح الوساطة القطرية في لم شمل دفعة جديدة من الأطفال الأوكرانيين والروس مع عائلاتهم في شهر يوليو الحالي.
وأشارت وزارة الخارجية، إلى أن الدفعة الجديدة شملت ١١ طفلا من أوكرانيا و٣ أطفال من روسيا، ليبلغ إجمالي عدد الأطفال الذين تم لم شملهم بعائلاتهم منذ بداية جهود الوساطة القطرية ١٠٠ طفل.
وأكد سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، أن جهود دولة قطر المستمرة من أجل لم شمل الأطفال مع عائلاتهم في أوكرانيا وروسيا تعد امتدادًا لنهجها في الوساطة وحل النزاعات بالوسائل السلمية، وفقًا لمبادئ القانون الدولي. كما تعكس التزامها الثابت بالمبادئ الإنسانية والتضامن الدولي.
كما أعرب سعادته، عن تقدير دولة قطر لسعادة السيدة ماريا لفوفا بيلوفا، مفوضة حقوق الطفل لدى رئيس الاتحاد الروسي، وسعادة السيد دميترو لوبينيتس، مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان، على جهودهما الدؤوبة التي ساهمت في إنجاح جهود لم شمل الأسر المشتتة.
تيسير الاتصالات
وفي يوم الجمعة أعلنت قطر أنها يسرت إعادة مجموعة ثانية من المواطنين الأفغان من جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى بلدهم، في إطار التزامها المستمر بدورها في الوساطة وتيسير الاتصالات بين أفغانستان والمجتمع الدولي.
وأشارت وزارة الخارجية إلى أن المجموعة الثانية ضمّت 81 مواطناً أفغانياً، وتعد ثمرة لتنسيق لوجستي وجهود دبلوماسية محورية قامت بها دولة قطر في هذا السياق لتقريب وجهات النظر من خلال استضافة سلسلة من الاجتماعات في الدوحة، لوضع أطر واضحة لعمليات العودة الآمنة والمنظمة، مع التزام مشترك بضمان معاملة جميع العائدين بكرامة وتوفير الدعم اللازم لإعادة إدماجهم.
كما نوهت الوزارة إلى أن تيسير إعادة هذه المجموعة تمثّل تأكيداً جديداً على نجاح هذه المبادرة واستمرارها، بعد إعادة 28 مواطناً أفغانياً ضمن المجموعة الأولى العام الماضي.
ومن جانبه أكد سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، أنه لضمان استدامة هذه المبادرة، سيستمر العمل بآلية متابعة متخصصة بعد انتهاء عملية الإعادة، بهدف مراقبة أوضاع العائدين، ودعم جهود إعادة الإدماج، والحفاظ على قنوات التنسيق المفتوحة بين جميع الأطراف المعنية.
وجدّد سعادته التزام دولة قطر بالمساهمة الفعّالة في معالجة القضايا الإنسانية المرتبطة بالوضع في أفغانستان، من خلال التعاون البنّاء مع الشركاء الدوليين، في إطار نهجها الدبلوماسي الأوسع الذي يرتكز على الحوار والتنسيق كوسيلة لتقديم حلول عملية للتحديات العالمية المعقدّة.
كما عبر سعادته عن تقدير بلاده لحكومة تصريف الأعمال الأفغانية وجمهورية ألمانيا الاتحادية على ثقتهما في الوساطة القطرية والسرعة في الاستجابة لمتطلبات إنجاح هذه العملية.
إعلان مبادئ
أما يوم السبت الماضي فشهد الحدث الأكبر حيث استضافت الدوحة، مراسم توقيع إعلان مبادئ بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو/ حركة 23 مارس، في خطوة تُعد تطورًا مهمًا ضمن المساعي الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في إقليم شرق الكونغو.
ويأتي توقيع هذا الإعلان ثمرةً للجهود الدبلوماسية التي بذلتها دولة قطر خلال الأشهر الماضية، حيث عملت على تهيئة بيئة مواتية للحوار البنّاء بين الجانبين، تمهيدًا للتوصل إلى حل سلمي للنزاع الممتد في المنطقة.
وجرت مراسم التوقيع بحضور ممثلين رسميين عن الطرفين، إلى جانب وفد قطري رفيع المستوى.
وشمل إعلان المبادئ التزامات متبادلة بين الجانبين، إضافة إلى إطار عام يمهّد لانطلاق مفاوضات بنّاءة تهدف إلى التوصّل إلى اتفاق سلام شامل.
وأكد سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، أن هذا التطور يعكس إيمان دولة قطر بأهمية الحوار كوسيلة لحل النزاعات، وحرصها على دعم الجهود السلمية الرامية إلى إنهاء النزاع في شرق الكونغو. كما أشار سعادته إلى التزام دولة قطر بدعم مسارات الحل السياسي بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي، وبما يكمّل التقدّم المحرز بتوقيع اتفاق السلام بين حكومتي جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا في واشنطن بتاريخ 27 يونيو الماضي.
ومن المقرّر أن تُستكمل المباحثات خلال المرحلة المقبلة، وبمشاركة فاعلة من الأطراف الإقليمية والدولية، بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي وشامل يُكرّس الأمن والاستقرار في المنطقة.