عمليات بحث مكثفة عن حطام الطائرة المصرية المنكوبة

alarab
حول العالم 22 مايو 2016 , 12:40م
أ.ف.ب
تتواصل اليوم الأحد عمليات البحث عن الجثث والحطام وخصوصا الصندوقين الأسودين لطائرة مصر للطيران، اللذين يفترض أن يتيحا التعرف على أسباب سقوط الطائرة قبل ثلاثة أيام وعلى متنها 66 شخصا أثناء قيامها برحلة بين باريس والقاهرة.

وطرح مجددا احتمال تحطم الطائرة بسبب مشكلة تقنية، بسبب عدم تبني أي تنظيم إسقاط الطائرة وبعد كشف معلومات عن صدور إنذار آلي بوجود دخان من الطائرة، بعد أن كان الخبراء يرجحون فرضية العمل الإرهابي.

ونشر المتحدث العسكري المصري، أمس السبت على فيسبوك "فيديو" لما تم العثور عليه أثناء عمليات البحث وتظهر فيه حقيبة أطفال وردية مزينة بفراشات وجزء من هيكل الطائرة ممزق وسترة نجاة مفتوحة. وكان طفل ورضيعان على متن الطائرة المنكوبة التي قضي كل ركابها ومن بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا.

ولم يتم بعد تحديد موقع الصندوقين الأسودين اللذين يتضمنان المعلومات التقنية والتسجيلات داخل قمرة قيادة الطائرة ويتيحان بالتالي معرفة أسباب تحطمها.

ويقول الخبراء إن الصندوقين يصدران إشارات تحت المياه لمدة تراوح بين أربعة وخمسة أسابيع وبعد ذلك تفرغ شحنة بطاريتيهما ولا يمكن بالتالي استخراج المعلومات المخزنة داخلهما.

وحتى مساء الجمعة، كانت الحكومة المصرية وكذلك غالبية الخبراء يرجحون فرضية الاعتداء بعد ستة أشهر من إعلان الفرع المصري لتنظيم الدولة مسؤوليته عن تفجير طائرة تشارتر روسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ المصري في جنوب سيناء ما أدى إلى مقتل جميع ركاب الطائرة الـ 224.

ولكن بعد ثلاثة أيام على وقوع المأساة لم يتبن أي تنظيم إسقاط طائرة مصر للطيران، ما أسهم في تراجع هذه الفرضية.

ولم تشر رسالة صوتية من المتحدث باسم تنظيم الدولة تم بثها مساء السبت إلى الطائرة المنكوبة.

ولم يكن الخبراء يتوقعون أن تتضمن هذه الرسالة أي شيء عن طائرة مصر للطيران إذ أن هذه الرسائل يتم تسجيلها قبل أيام بل أحيانا أسابيع من بثها. كما أن حساب الفرقان الذي بثها على تويتر لا ينشر بيانات تبني العمليات وإنما يتم إذاعة هذه البيانات على حسابات تويتر للمسؤولين عن الدعاية في التنظيم.

ولكن عودة فرضية المشكلة التقنية يرجع بالأساس إلى الكشف السبت عن صدور إنذار آلي، لمدة ثلاث دقائق تقريبا يشير إلى دخان في مقدمة الطائرة وخلل فني في نظم التحكم الإلكترونية للطائرة. ورغم ذلك فإنه لا يمكن استبعاد، بحسب الخبراء، احتمال أن يكون الدخان ناجما عن حريق متعمد.

كانت القنبلة الصغيرة التي انفجرت على متن الطائرة التشارتر الروسية بعد إقلاعها من شرم الشيخ أدت إلى تفككها على الفور إذ تسببت، بحسب الخبراء، في "انخفاض في الضغط يؤدي إلى انفجار" نتيجة الارتفاع الكبير للطائرة في ذلك الوقت إذ كانت على ارتفاع 11 كيلومترا عن الأرض، وهذا ما لم يترك أي فرصة للطيار لإرسال إشارة استغاثة.

وطائرة مصر للطيران كانت على نفس الارتفاع عندما انقطع أي اتصال بها فجر الخميس.

وعلقت وزارة الطيران المدني المصرية مساء السبت على صدور إنذار آلي بوجود دخان بأنه "من المبكر جدا إصدار حكم انطلاقا من مصدر واحد للمعلومات مثل الإنذارات".

وأضافت أن هذه الإنذارات "هي مؤشرات يمكن أن تكون لها أسباب مختلفة وبالتالي الأمر يحتاج إلى تحاليل معمقة أكثر".

وأكدت فرنسا مجددا أن كل الاحتمالات لا تزال قيد الدرس حول ملابسات تحطم الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط بعد التأكيد السبت على وجود دخان في مقدم الطائرة قبل سقوطها.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إثر لقاء في باريس مع أسر الضحايا "في الوقت الحالي يتم درس كل الاحتمالات ولا نرجح أيا منها".

م.ن/م.ب