

أعرب المعماري القطري إبراهيم الجيدة عن فخره بتصميم استاد الثمامة، أحد الاستادات الثمانية التي ستشهد منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم /فيفا قطر 2022/، والإسهام في نجاح استضافة قطر للحدث الكروي الأضخم في العالم، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.
وقال الرئيس التنفيذي وكبير المهندسين في المكتب العربي للشؤون الهندسية، وأول مهندس قطري يصمم أحد استادات مونديال كرة القدم ، في مقابلة خاصة مع الموقع الرسمي للجنة العليا للمشاريع والإرث /Qatar2022.qa/، اليوم ،إنه يترقب إعلان اللجنة العليا للمشاريع عن افتتاح هذه الأيقونة الفريدة في عالم استادات كرة القدم، عندما يستضيف الاستاد نهائي النسخة الـ 49 من بطولة كأس سمو الأمير المفدى بين فريقي الريان والسد شهر اكتوبر المقبل.
وأوضح الجيدة، ، أن "المشاركة في تصميم الاستادات المونديالية كانت حلما يراوده، وكان له ما أراد عندما فاز بمسابقة لتصميم استاد الثمامة، فما أن بدأ في رسم مخطط معماري، حتى رآه شامخاً كجوهرة تفتح ذراعيها للترحيب بأفضل لاعبي كرة القدم في العالم خلال المهرجان الكروي المرتقب على أرض قطر في 2022".
وأشار إلى رحلة تصميم استاد الثمامة هذه الأيقونة التي تعد من أشهر استادات كأس العالم، بدأت بتوجيه الدعوة للمهندسين المعماريين في جميع أنحاء العالم لتقديم تصاميم لاستاد جديد يحتضن منافسات مونديال قطر 2022، على أن يستوحى التصميم المقترح من القحفية، وهي قبعة الرأس التقليدية التي يرتديها الرجال في أنحاء العالم، وهو الأمر الذي حمل أهمية خاصة بالنسبة له، لأنها تنبع من صميم التراث العربي والقطري ، حيث تتعاقب الأجيال في المحافظة على ارتدائها حتى وقتنا الحاضر.
وكشف الجيدة عن أنه توجه إلى السوق القديم بالدوحة لشراء العديد من "القحافي" التي تحمل نقوشا وتصاميم مختلفة، كي ينهل منها فكرة التصميم التي سيخطها على الورق، مشيرا إلى انه ما زال يذكر تلك الليلة، حين قام بشراء "قحافي" بتصاميم مختلفة كي يمعن النظر ويتفحص بعين المهندس المعماري النقوش التي تزينها.
ولفت إلى أنه ارتدى القحفية عندما كان طفلا، لكنه حينها لم يكن يعير انتباها للتراث الذي تجسده وتنوع النقوش وتعددها وعمق التصاميم من الناحية المعمارية.
وشدد الجيدة على أنه أمضى العديد من الليالي في ابداع تصميم فريد للاستاد يعكس شكل القحفية بأسلوب معبر مبتكر وعملي، لدرجة أن عملية التصميم شكلت هاجسا لازمه حتى خلال نومه، إذ اعتاد على الاستيقاظ في منتصف الليل ليتفحص النقوش والرسومات المتنوعة على "القحافي"، لافتا إلى أنه توصل في نهاية المطاف إلى وضع رسم أولي نال إعجابه، وشعر بسعادة غامرة عندما طرح على زملاءه في فريق المهندسين بالمكتب المخطط الذي أصبح فيما بعد التصميم النهائي للاستاد المرتقب.
واعتبر أن من بين أهم أهدافه خلال مرحلة إعداد تصميم الاستاد كان ابتكار تصميم يلقى صدى واسعا لدى الناس في جميع أنحاء المنطقة، ويثير إعجابهم واستحسانهم.
وأكد المهندس ابراهيم الجيدة الرئيس التنفيذي وكبير المهندسين في المكتب العربي للشؤون الهندسية ، أنه كان على ثقة في أن المعماريين المشاركين في مسابقة التصميم سيتركز عملهم على تطوير الشكل الأصلي للقحفية بالكامل، دون الإبقاء على جوهرها التقليدي، وبالتالي ستأتي النتيجة في شكل تصميم بعيد عن شكل القحفية، وهو الأمر الذي جعله يحرص على وضع تصميم حديث ولكنه يحتفظ في الوقت نفسه بهويتها التقليدية وطابعها الأصلي، لأن المحافظة على الهوية والتراث المحلي يحمل أهمية قصوى بالنسبة له.
وتضمّن التصميم النهائي لاستاد الثمامة نقوشا وأنماطا متعددة، بالإضافة إلى رسوم للعملات الذهبية، وقد أعيد لاحقا استخدام تصميم النقود الذهبية في تصميم وحدات التهوية في تقنية التبريد المبتكرة التي يمتاز بها الاستاد الجديد.
وأوضح الجيدة أن تصميم استاد الثمامة المونديالي، يحمل أبعادا مختلفة، فالقحفية في هذا التصميم لا تجسد غطاء الرأس الذي يرتديه الرجال في مختلف أرجاء الوطن العربي فحسب بل تعكس على نحو عملي آلية تشغيل الاستاد وسقفه الذي صمم لحماية المشجعين من حرارة الشمس، كما روعي في عملية التصميم الداخلي للاستاد استخدام النقوش والزخارف التي نراها في القحفية.
وشدد على أنه رغم إسهامه في تصميم وتطوير العديد من المشاريع في أنحاء العالم إلا أن تجربة تصميم استاد الثمامة مختلفة كليا، لافتا إلى أنه ينتظر اللحظة التي ستبث فيها أهازيج المشجعين الحياة في أرجاء هذا الصرح الرياضي الاستثنائي، وأنه على يقين تام بأن مشاعر السعادة ستغمر المشجعين لمشاهدة استاد يجسد أمام أعينهم تحفة معمارية تعكس التراث القطري الذي طالما كان مدعاة للفخر لنا جميعا في الوطن العربي.
ورأى الجيدة أن المنطقة العربية تشهد فترة انتعاش وازدهار معماري، وتطلع بدوره إلى إلهام غيره من المعماريين والمصممين الشباب، معتبرا أن العرب يتمتعون بالثقافة الأغنى والأكثر تنوعا على الإطلاق والتي ما تزال حتى الآن مصدر إلهام لكبار المعماريين والمصممين حول العالم، إذ ما زالت نقوش وفنون العمارة العربية يستوحى منها الكثير من التصاميم في كافة أرجاء العالم..داعيا المهندسين المعماريين الشباب على اقتناص الفرص لتطوير مهاراتهم، وبذل كل ما بوسعهم ليصلوا إلى تحويل تصاميمهم المبتكرة إلى صروح معمارية مبهرة يشار إليها بالبنان.
يشار إلى أن استاد الثمامة سيشهد ثماني مباريات في مونديال قطر 2022 من دور المجموعات حتى ربع النهائي، كما يستضيف مباريات في بطولة كأس العرب نهاية العام الجاري. ومع افتتاح الاستاد الذي يتسع لـ 40 ألف مشجّع يصبح هذا الصرح المونديالي الفريد سادس الاستادات جاهزية لاستضافة منافسات المونديال، بعد استاد خليفة الدولي، واستاد الجنوب، واستاد المدينة التعليمية، واستاد أحمد بن علي، واستاد البيت.
وتتوفر تذاكر نهائي نسخة هذا العام من كأس سمو الأمير المفدى ، الذي يستضيفه استاد الثمامة في 22 أكتوبر المقبل عند السابعة مساءً بتوقيت الدوحة، عبر الموقع الإلكتروني للاتحاد القطري لكرة القدم: (tickets.qfa.qa).