تنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، دشنت دولة قطر جسرا بريا من المساعدات الإنسانية استجابة للاحتياجات العاجلة ولتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وذلك عبر أراضي المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية.
وتأتي هذه المبادرة في أعقاب توقيع وثيقة إنهاء الحرب في غزة خلال قمة شرم الشيخ، وامتدادا للدعم القطري المتواصل للشعب الفلسطيني.
ويضم الجسر 87,754 خيمة إيواء مقدمة من صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية والهلال الأحمر القطري، لتأمين مأوى كريم وآمن لما يقارب 436,170 شخصا من الأسر المتضررة، في وقت فقدت فيه أكثر من 288 ألف أسرة منازلها نتيجة العدوان الإسرائيلي.
شارك في إطلاق الجسر البري كل من سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، والسيد يوسف بن أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، والسيد محمد أحمد البشري مساعد الأمين العام للاتصال وتنمية الموارد في الهلال الأحمر القطري، والسيد ناصر محمد المرزوقي نائب المدير العام للخدمات المشتركة في صندوق قطر للتنمية.
وأكدت سعادة الدكتورة مريم المسند أن الجسر البري الإنساني الذي ينطلق بين الدوحة والعريش يحمل في طياته رسالة دعم ومساندة لأشقائنا في قطاع غزة، موضحة أن القافلة الحالية محملة بمجموعة من الخيام التي ستصل إلى أهلنا في القطاع، وتقدر بنحو 86 ألف خيمة ستؤوي ما يقارب 450 ألف شخص من العائلات المتضررة، أي ما يعادل ربع سكان القطاع تقريبًا. وأوضحت سعادتها أن هذه المساعدات تأتي ضمن المرحلة الأولى من حملة الإغاثة الشاملة، التي تتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار ودخوله حيز النفاذ، مشيرة إلى أن هذا الجهد الإنساني يعكس التزام دولة قطر المستمر بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه في مختلف الظروف.
وأضافت سعادتها أن العمل الميداني قد بدأ فعليًا، حيث بدأت لجنة إعادة إعمار غزة التابعة لوزارة الخارجية، أمس، بإزالة الركام من بعض الأحياء في القطاع، وذلك تمهيدًا لوصول المساعدات الغذائية والطبية والأدوات الإغاثية المتنوعة، مؤكدة أن قطر تسعى من خلال هذه الجهود إلى تسريع إيصال الإمدادات الإنسانية إلى مستحقيها في أسرع وقت ممكن.
واختتمت تصريحها بالقول: إن هذا الجسر البري الإنساني ليس جسرًا بريًا فقط، وإنما هو جسر من الأمل لأهالي غزة، ويعبر أيضًا عن وقوف الشعب القطري إلى جانب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ودعمه المتواصل لتجاوز هذه الظروف الصعب.
وقالت سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس»: تنفيذًا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، انطلق الجسر البري القطري حاملاً 87,754 خيمة إيواء عبر الأراضي الأردنية والمصرية، لتمنح المأوى لـ436,170 إنسانًا بدعم من @qatar_fund و@Qatarcharityc و@QRCS.
وأضافت سعادتها: تنطلق الحملة لتوفير الغذاء والدواء واحتياجات الشتاء لأهلنا في #غزة، مع بدء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. جسر من قطر إلى غزة، يحمل الأمل قبل المساعدات، ويجدد موقفًا ثابتًا بأن الإنسان أولًا، وأن فلسطين في القلب.
وتجسد هذه المبادرة التزام دولة قطر الراسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتعزيز صموده في مواجهة التحديات الإنسانية، ودعم جهود التعافي وإعادة الإعمار، وبناء مستقبل أكثر استقرارا وكرامة.
يوسف الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية: تقديم سلال غذائية ومستلزمات طبية
أكد السيد يوسف الكواري الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيرية، أنه من بداية الأزمة والمؤسسات الخيرية بدأت بعمل جسر بري وجوي لنقل المساعدات إلى غزة. وقال في تصريحات صحفية: ندشن اليوم الجسر البري لنقل مجموعة من الخيام عددها قد يصل الى 80 ألف خيمة تغطي تقريبا احتياجات ربع سكان غزة، وتشمل المساعدات القطرية الإغاثة بشكل عام بما في ذلك المأوى والطعام والشراب والسكن، فكما نعرف جميعا الأزمة كبيرة جدا ونأمل أن الأمور اللوجستية تكون خالية من أية معوقات بحيث نستطيع الاستمرار في علمنا ونوصل المساعدات إلى أهلنا في غزة.وأوضح أن المساعدات لا تتوقف على تدشين الخيام فقط، حيث يتم الحرص على تقديم السلال الغذائية والمستلزمات الطبية وأدوات النظافة والتي في طريقها الآن غزة، لافتا إلى أن كل هذا هو اقل ما يمكن أن نقدمه إلى اخواننا في غزة في ظل المعاناة التي عانوها على مدار عامين مضيا. ونوه بأن معظم مساعدات الخيم بدأت قبل أسبوعين واستمرت الأسبوع الماضي، وتستمر حتى الأسبوع القادم، لافتاً إلى الحرص على توفيرها عند المنافذ، وأنه متى ما فتحت المنافذ ستدخل المساعدات إلى القطاع وستكون في متناول الأخوة في فلسطين الشقيقة.
محمد البشري: 116 رحلة جوية و6600 طن مساعدات
تقدم السيد محمد البشري مساعد المدير العام للاتصال وتنمية الموارد بالهلال الأحمر القطري، بالشكر الى كل العاملين في القطاع الاغاثي والانساني لتدشين هذا الجسر البري الاغاثي لإخواننا في قطاع غزة.
وقال في تصريحات صحفية: كانت هناك تدخلات من البداية من قبل الهلال الاحمر القطري ولزملائنا في قطر الخيرية، حيث نفذنا من البداية أكثر من 116 رحلة جوية واكثر من 6600 طن من المساعدات عبر الجسر الجوي والبري والبحري لنقل المساعدات القطرية الى اخواننا في قطاع غزة من خلال المعابر المتوفرة في الاردن ومصر.
واضاف: الاحتياج كبير جدا لإخواننا واهلنا في قطاع غزة والمساعدات هي نقطة في بحر الاحتياج لذا يجب ان نركز خلال الفترة المقبلة على الامور الصحية ولذلك القطاع الطبي التابع للهلال الاحمر القطري سينفذ العديد من المشاريع اهمها المستشفيات الميدانية بإذن الله تعالى نظرا للوضع الكارثي الذي تشهده غزة حاليا.
وتابع: سنكون بإذن الله في القريب العاجل على المعابر حيث يعد فتح تلك المعابر خطوة مهمة وممتازة لإدخال المساعدات لإخواننا في قطاع غزة.
واكد ان الهلال الاحمر القطري استعد بشكل جيد منذ اليوم الاول ليضطلع بدوره الاغاثي في غزة حيث كان اهم منظمة انسانية تمكنت من ادخال الاطباء الى اهلنا في قطاع غزة لإجراء عمليات جراحية دقيقة لإخواننا في قطاع غزة.
عائشة الكواري: الجسر جزء من منظومة المساعدات
أكدت السيدة عائشة الكواري - مدير إدارة العمليات الإنسانية بقطر الخيرية - أن جهود دولة قطر الإنسانية مستمرة منذ السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن قطر كانت في الصفوف الأولى لدعم وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بداية الأزمة.
وأوضحت أن دولة قطر منذ اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار، كثّفت المساعدات وجهودها الميدانية لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، حيث شملت المساعدات توفير الوجبات والمياه للعائدين على شارع الرشيد ومحور نتساريم، مضيفة: الحمد لله، كنا من أوائل الدول التي استجابت للاحتياجات الإنسانية بعد تغير السياق ودخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي.
وأشارت إلى أن الجسر البري جزء من منظومة المساعدات القطرية، وهي ائتلاف وطني مشترك يضم صندوق قطر للتنمية، وقطر الخيرية، والهلال الأحمر القطري، ويتم تنفيذه بالتنسيق مع وزارة الخارجية القطرية.
ونوهت إلى أن الجسر البري الإنساني يختلف عن الجسر الجوي من حيث آلية النقل، موضحة أن الجسر البري يمتد عبر عدد كبير من الشاحنات التي تنقل المساعدات الإنسانية والإغاثية من دولة قطر وصولًا إلى العريش في جمهورية مصر العربية، ومن ثم عبر معبر رفح الذي فُتح بالاتجاهين لنقل المساعدات من مصر إلى الأراضي الفلسطينية، مشيدة بالتسهيلات التي ساهمت في عبور القوافل الإنسانية القطرية.
وقالت مدير إدارة العمليات الإنسانية بقطر الخيرية: أطلقنا هذا الأسبوع حملة «لبيه غزة»، التي تستهدف حشد التمويل وتنفيذ مشاريع إنسانية متعددة في مختلف القطاعات داخل قطاع غزة، ومن أبرز المشاريع «وجبة أمل»، والتي تهدف إلى توفير الوجبات الغذائية للفلسطينيين الذين عانوا من المجاعة نتيجة الحصار الكامل ومنع إدخال المساعدات لفترات طويلة.
وأضافت: نسعى من خلال وجبة أمل إلى مساعدة أهلنا في غزة ليستعيدوا عافيتهم بعد شهور من المعاناة الإنسانية الصعبة، كما تواصل قطر الخيرية تنفيذ مشاريع لتوفير المياه النظيفة، نظرًا لتدمير معظم مصادر المياه والآبار في القطاع وتلوث ما تبقّى منها، موضحًا أن المشروع يهدف إلى نقل المياه من المصادر الآمنة إلى مناطق النزوح التي تضم ما يقارب مليونًا وتسعمائة ألف نازح، بعضهم نزح أكثر من خمس مرات.
وأشارت إلى أن قطر الخيرية تعمل على مشروع «نعود إلى الصف»، الذي يهدف إلى إعادة الأطفال المنقطعين عن التعليم منذ عامين إلى مقاعد الدراسة، مؤكدة أن هذا المشروع يهدف إلى إعادة الأطفال إلى مسارهم التعليمي.