أكد أحدث استطلاع أجرته مؤخراً «بي دبليو سي» الشرق الأوسط المرونة التي تتمتع بها الشركات العائلية في المنطقة، وعلى الرغم من التحديات والصعوبات الاستثنائية التي شهدها العام الماضي، لا تزال هذه الشركات متفائلة بأن النمو سيعود.
وكشفت نتائج الاستطلاع أن 59 % من الشركات العائلية في المنطقة كانت تتوقع أن تحقق نمواً خلال عام 2020 قبل تفشي الجائحة. ولكن كنتيجة مباشرة لتفشي الجائحة، تعاني 56 % من الشركات العائلية في المنطقة حالياً انخفاضاً في المبيعات، مقارنةً بنسبة 46 % على مستوى العالم. حيث إنه لم يكن من المستغرب أن تكون الشركات العائلية في الشرق الأوسط أكثر حذراً بشأن سرعة التعافي على المدى القصير؛ إذ يتوقع 59 % من الشركات في المنطقة نمواً في إيراداتها خلال عام 2021 مقارنةً بنسبة 64 % على مستوى العالم، في حين كانت الشركات في المنطقة أكثر تفاؤلاً بشأن عام 2022، حيث تتوقع 89 % منها أن تحقق النمو في ذلك العام.
التنويع يتصدر جدول الأعمال
من الواضح أن الشركات العائلية، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، تعتقد أن تنويع منتجاتها وأسواقها وقاعدة عملائها هو السبيل إلى النجاح خلال السنوات القادمة. وفي إطار استراتيجية التنويع هذه، تخطط 58 % من الشركات العائلية في الشرق الأوسط للتوسع في أسواق أو شرائح عملاء جديدة، ويتطلع 47 %، منها إلى تقديم منتجات وخدمات جديدة، بينما يسعى 30 % من هذه الشركات إلى إتمام عمليات استحواذ أو دمج استراتيجية، علماً بأن جميع هذه الأنشطة يتم تمويلها من خلال القروض البنكية والتدفقات النقدية ورؤوس الأموال العائلية.
التحول للازدهار في العالم الجديد
يدرك أصحاب الشركات العائلية في الشرق الأوسط أن الازدهار والنمو في المستقبل يستلزمان تحولاً في عملياتهم ومنهجياتهم، ويشمل ذلك التحول التكنولوجيا الرقمية المبتكرة. وفي هذا الصدد، يرى 75 % أن المبادرات الرقمية والتقنية والمبتكرة تعتبر أولوية قصوى خلال العامين القادمين.
وقد أدى هذا التسارع في الاتجاهات الرقمية الحالية أثناء الجائحة إلى زيادة الحاجة الملحة للتغيير. في حين تمتلك الشركات العائلية أساساً متيناً تنطلق منه حيث أشارت 63% من الشركات العائلية في الشرق الأوسط إلى أنها تمتلك فريقاً قيادياً قوياً، واتفق 70 % منها على أن المسؤوليات محددة بوضوح، وذكرت 60 % أنها تمتلك السيولة النقدية التي تحتاجها في دعم المرونة، لا تزال الكثير من الشركات تكافح من أجل إرساء ثقافة التغيير، حيث أشار نحو نصف الشركات تقريباً (45 %) إلى وجود مقاومة داخلية للتغيير.
العائلة والقيم
تمثل القيم والغايات الرباط الذي تعتصم به الشركات العائلية، ولا شك أن أهمية القيم والغايات تزيد بصفة خاصة بالنسبة العائلات الكبرى بمجرد انتقال المسؤولية من المؤسس إلى من يخلفه. وتجدر هنا الإشارة إلى أن 75 % من الشركات العائلية في المنطقة (مقارنة بنسبة 70 % على مستوى العالم) مملوكة لعائلات تعتنق مجموعة واضحة من القيم، ويعتقد الغالبية العظمى أن هذه القيم قد ساعدتهم في مواجهة تفشي الجائحة.
تصل العديد من الشركات العائلية في الشرق الأوسط إلى أعتاب مرحلة حرجة في الخلافة في وقتنا الحالي. حيث تضم الشركات العائلية في المنطقة 65 % من أفراد الجيل التالي من العائلة، مقارنة بنسبة 55 % على مستوى العالم، في مناصب مسؤولة، حيث تمتلك 33 % منها خطة تعاقب وظيفي قوية وموثقة ومُعلنة.