تفاعل لافت لرواد درب الساعي مع مسابقة «سوق القرنقعوه»

alarab
الأخبار العامة 21 مارس 2024 , 01:28ص
حنان غربي

يتواصل الاقبال على فعاليات سوق القرنقعوه بدرب الساعي، حيث يحرص الجمهور على التواجد بشكل يومي في درب الساعي الذي يعتبر متنفسا للعائلات والأطفال، خاصة مع اقتراب ليلة القرنقعوه التي يحييها المجتمع القطري كل عام في ليلة منتصف شهر رمضان. كما تتواصل في درب الساعي فعاليات «سوق القرنقعوة»، التي تنظمها وزارة الثقافة، عبر العديد من الفعاليات التي تشهد إقبالاً جماهيرياً لافتاً.

 ومن بين هذه الفعاليات، مسابقة القرنقعوة، والتي يقدمها كل الإعلامية من إيمان الكعبي، مدير المركز الإعلامي القطري، والسيد محمد بن ناصر، وسط أجواء تراثية، تستحضر الماضي العريق. وتقام المسابقة على مدى فعاليات «سوق القرنقعوه»، والتي ستختتم يوم الأحد المقبل، وتحظى بتفاعل لافت من جانب الأطفال وعائلاتهم، مستهدفة في ذلك إحياء التراث القطري الأصيل، وخاصة في أجواء هذه العادة الرمضانية المحبوبة لدى الأطفال الذين يقومون خلالها بالتنقل من بيت إلى بيت لجمع الحلوى التي يقدمها لهم الجيران.

محاور للكبار والصغار
وفي هذا السياق، لم تتوقف للمسابقة عند الأطفال فحسب، بل إن محاورها تشمل جميع أفراد العائلة ما بين الكبار والصغار، ما يجعلها ذات طبيعة عائلية خالصة، تضفي أجواء من البهجة والسرور على الجمهور، الذي يتوافد بشكل لافت على فعاليات “سوق القرنفعوة” في درب الساعي. وتتنوع محاور المسابقة التي بتم تقديم جوائز نقدية لها ما بين القرنقعوه كمناسبة تراثية، وكذلك أسئلة وموضوعات عن شهر رمضان الفضيل، بما يحقق الفائدة للجميع، خاصة وأنها تستحضر أصالة التراث القطري لدى الجميع، وتعززه في نفوسهم بكل مظاهره وأركانه، باعتباره مكونا فاعلا من مكونات الهوية الوطنية. كما تلامس محاور المسابقة أركان التراث القطري الأصيل من مختلف جوانبه، سواء من حيث الملابس التراثية، أو مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، وكيفية استقبال ليلة القرنقعوة، علاوة على رصد العادات والتقاليد المجتمعية المتبعة خلال الاحتفال بهذه الليلة. وفي هذا الإطار فإن المسابقة تتجنب النمطية المتبعة في غيرها من المسابقات، من خلال عمق الطرح وبأسلوب شيق وجذاب للجمهور، وفي سياق تفاعلي مع الجمهور.

ألعاب تراثية
كما تشهدُ الألعابُ الشعبيَّة القطريَّة، إقبالًا ومشاركة كبيرةً من زوَّار سوق القرنقعوه. وتستقطبُ الأطفال الذين يتوجّهون للسوق، للاستمتاع بالألعاب التراثية، والشعبية القديمة التي تعيدُ إلى الأذهان حياةَ الآباء والأجداد، وكيف كان الأطفال يلهون ويلعبون.  وقد حرصت وزارة الثقافة على وجود الألعاب الشعبية في قطر من أهم عناصر التراث الشعبي، وهي جزءٌ لا يتجزأ من الذاكرة والموروث الثقافي، فهي نتاج للتكوين الثقافي والحضاري، وانعكاس للجوّ الاجتماعي السائد في حقبة من الحقب، واستطاعت الألعاب الشعبية أن تجدَ لها مكانًا خاصًا ومرموقًا عند شريحةٍ مهمة من أطفال قطر حيث تحظى بشعبية كبيرة لدى الزوَّار من مختلف الأعمار.  ويأتي الاهتمام بالألعاب الشعبية انطلاقا والترويح إلى وظائف تربوية وتعليمية وثقافية واجتماعية محبذة منها: «تنمية التفاعل الاجتماعي بين الأطفال»، حيث تمارس الألعاب أحيانا بشكل جماعي بغرض السباق أو المنافسة ومن هنا فإن هذه الألعاب تنمي التفاعل الاجتماعي بين الطفل ورفاقه من اللاعبين.
 وقال عبدالعزيز عبدالله السبيعي مدرب ألعاب شعبية في فعالية سوق القرنقعوة في درب الساعي، إنه يشارك في الفعاليات من خلال فرقة الألعاب الشعبية، والتي يصفها بأنها ألعاب جماعية و بسيطة، تستهدف تقديم رسالة للأطفال بأهمية روح العمل الجماعي، علاوة على ما تسعى إليه من تحقيق للتسلية بين المشاركين، وإضفاء البسمة على وجوههم. وعن نوعية هذه الألعاب يحددها في شد ونط الحبل، صيد الأسماك، وصد ورد، والخشيشة، وبر بحر، والأخيرة عبارة عن قيام الأطفال برسم خط في الرمل، مع الإشارة إلى أن يكون في خلفهم البحر وفي الأمام البر، ليتم النداء عليهم بالتحرك إلى البر أو البحر، لاختبار سرعة البديهة لديهم، ومن يكون أسرع استجابة، وأكثر بديهة، يصبح هو الفائز، بالإضافة إلى لعبة طاق طاقية، مع ترديد أغنيتها الشعبية.  ووصف إقبال الأطفال على هذه الألعاب بأنه لافت، حيث تأخذهم من أجواء الألعاب الالكترونية الضارة لهم، علاوة على ما توفره لهم من وقت لتنمية روح العمل الجماعي بينهم، بالإضافة إلى ما تقدمه لهم من تسلية، وإضفاء السرور والبهجة عليهم.

«المطوع»
ويقدم الفنان محمد حسن المحمدي، فقرة تراثية يومية للأطفال ضمن فعاليات سوق قرنقعوه درب الساعي في أم صلال، تجسد شخصية «المطوع»، وهو الشخص الذي يجمع الأطفال حوله بالملابس التقليدية التراثية التي تعبر عن روح الألفة والمحبة.
ويطوف المحمدي مع الأطفال في أروقة السوق، يؤدون «التحميدة» ويرددون بأدعية التحميد والتهليل والشكر لله، ومن بين العبارات التي يرددها الأطفال خلف المطوع، «الحمد الله الذي هدانا.. للدين والإسلام واجتبانا.. سبحانه من خالق سبحانه.. بفضله علمنا القرآنَا.. نحمده وحقه أن يحمدَا.. حمداً كثيراً ليس يحصى عددَا.. طول الليالي والزمان سرمدَا.. أشهد بأن الله فرداً واحدا.. وأن رسوله النبي الأمجادا».
 وقال الفنان المحمدي إن المطوع يرمز إلى حياة الفرجان القطرية القديمة لما له من تفرد ملحوظ تناقلته قصص الأجداد، حيث كان محبوباً مهاباً، يحتل مكانة خاصة بين أهل «الفريج»، فكان مصلحاً اجتماعياً يفض المنازعات بين الناس في المجالس العرفية، إضافة إلى المكانة الدينية والثقافية والاجتماعية. وأوضح أن المطوع كان يتولى قديماً تعليم الصغار أركان الإسلام، وتحفيظ القرآن، والأحاديث النبوية، إضافة إلى التدريب على مهارات الكتابة، والحساب، والخط، موضحا أن أهل قطر كانوا يؤدون «التحميدة» للطفل الذي يحفظ القرآن الكريم كاملاً، وكانوا يطوفون به في الفريج وهو يرتدي الثوب والغترة والعقال والبشت، مع ترديد الأدعية والأهازيج الشعبية، وكانت جميع البيوت تقوم بإعطائه الهدايا من باب التشجيع.