قطر وطاجيكستان شراكة استراتيجية وآفاق واسعة للتعاون

alarab
قطر وطاجيكستان شراكة استراتيجية وآفاق واسعة للتعاون
محليات 21 يناير 2024 , 11:44ص
قنا

دعما للعلاقات الأخوية الطيبة بين دولة قطر وجمهورية طاجيكستان وشعبيهما الصديقين، يستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في قصر لوسيل فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان، لاستعراض علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة أبرز القضايا والملفات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي زيارة الدولة التي يقوم بها فخامة الرئيس الطاجيكي للبلاد، تجسيدا لإستراتيجية دولة قطر، التي أرساها سمو أمير البلاد المفدى والقائمة على مد الجسور، والانفتاح نحو دول العالم كافة، وبناء أوثق الروابط وأقوى العلاقات مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة.
كما تؤكد الزيارة، متانة العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين، وينتظر أن تسهم في تطوير العلاقات بين البلدين ودعمها وتعزيزها ونقلها إلى مراحل متقدمة من الشراكات الاستراتيجية، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وبما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما الصديقين.
وتعود بداية العلاقات بين قطر وطاجيكستان لعام 1994، حين اتفقت الدولتان، على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في المغرب، على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وذلك بتاريخ 13 / 12 / 1994 م، وتم فتح السفارة القطرية في دوشنبه عام 2012م، وافتتحت السفارة الطاجيكية بالدوحة عام 2013م، وهو ما يعني أن العلاقات بين البلدين تصادف هذا العام ذكرى تأسيسها الثلاثين، وتحل هذه الذكرى فيما ارتقت العلاقات الثنائية إلى مرتبة رفيعة من المتانة والتميز، والتطور المطرد على مختلف الصعد والمجالات ذات الاهتمام المشترك.
وتستمد العلاقات الطيبة والمتينة القائمة بين البلدين نشاطها وقوتها من الأواصر الروحية والتاريخية والقواسم المشتركة بين الشعبين القطري والطاجيكي من جانب، ومن الصلات القوية التي تجمع بين قائدي البلدين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، و فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان، وحرصهما المشترك على الارتقاء بهذه العلاقات ودفعها إلى آفاق جديدة واعدة، وتتصف العلاقات القطرية الطاجيكية بأنها علاقات أخوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، خاصة وأن قطر كانت أول دولة في الخليج العربي تعترف باستقلال طاجيكستان، وأول دولة عربية تستثمر فيها من خلال مشروع /ديار دوشنبه/ بقيمة ثلاثمئة مليون دولار، وكذلك من خلال تمويل بناء جامع الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت، في العاصمة دوشنبه، وهو أكبر مساجد آسيا الوسطى وتبلغ مساحته 12 هكتارا، ويتسع لمئة وثلاثة وثلاثين ألف مصل في وقت واحد.
وقد أسهمت الزيارات الرسمية المتبادلة وعلى أعلى المستويات في تعزيز العلاقات الثنائية بين الدوحة ودوشنبه، حيث تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين قطر وطاجيكستان، وتبادل زيارات عدد من الوفود بين البلدين على المستوى الوزاري والتجاري والاستثماري.
وكان من أبرز الزيارات الرسمية المتبادلة على مستوى القمة بين البلدين، قيام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن بن حمد آل ثاني بزيارة دولة إلى طاجيكستان في يونيو من العام الماضي 2023 وكذلك زيارة سموه إلى تلك الجمهورية في شهر يونيو سنة 2019 ، للمشاركة في أعمال القمة الخامسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا " سيكا "، وعلى الجانب الآخر، كانت هناك الزيارة الرسمية الأولى لفخامة الرئيس إمام علي رحمان إلى دولة قطر في مايو 2007 وزيارته الرسمية الثانية خلال فبراير 2017.
وخلال زيارة الدولة التي قام بها سمو الأمير لطاجيكستان في يونيو من العام الماضي، عقد سموه حفظه الله جلسة مباحثات رسمية مع فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان، بالقصر الرئاسي "قصر الأمة" في العاصمة دوشنبه، وجرى خلال الجلسة استعراض علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، كما تناولت الجلسة مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وشهد سمو الأمير وفخامة رئيس جمهورية طاجيكستان، مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين في قصر الأمة والتي غطت التعاون بين الطرفين في مجالات عديدة منها التجارة، والزراعة والأمن الغذائي وحماية الحياة البرية المهددة بالانقراض، والتربية البدنية والرياضة، والشباب، والتعاون الدفاعي.
كما قام سمو الأمير وفخامة رئيس جمهورية طاجيكستان، بافتتاح جامع الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت في العاصمة دوشنبه.ولدى قطر وطاجيكستان مواقف متشابهة ومتقاربة حول كثير من القضايا والملفات الدولية والإقليمية المحورية، ويحرص البلدان على التعاون من أجل حفظ الأمن والسلم الدوليين، وهنالك تعاون وثيق بين البلدين في إطار المنظمات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا وحوار التعاون الآسيوي.
وفي إطار المشاورات السياسية المتواصلة بين البلدين عقدت بالعاصمة الطاجيكية دوشنبه، في مايو الماضي، جولة مشاورات سياسية بين وزارتي الخارجية بالدولتين، تم خلالها استعراض علاقات التعاون الثنائي، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وفي فبراير من العام الماضي، عقدت اللجنة القطرية - الطاجيكية المشتركة في مجال العمل اجتماعا، بالعاصمة الطاجيكية دوشنبه، وناقشت اللجنة أوجه التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مجال العمل، وتسهيل استقدام العمالة المتخصصة من طاجيكستان، وآليات تنفيذ الاتفاقية الموقعة بين البلدين بشأن تنظيم القوى العاملة، وغيرها من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال.
كما وقع الطرفان القطري والطاجيكي في يونيو الماضي اتفاقية إنشاء مجلس الأعمال المشترك الهادفة إلى تيسير التواصل بين الطرفين لزيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين الصديقين، من خلال توفير آليات التواصل بين أصحاب الأعمال فيهما وتبادل المعلومات حول التجارة والتعاون الاقتصادي، وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية ونقل التكنولوجيا والخدمات والقطاعات الصناعية وغيرها، إضافة إلى تشجيع رجال الأعمال على المشاركة في المعارض التي تقام في دولة قطر وجمهورية طاجيكستان.
وتشارك جمهورية طاجيكستان حاليا في معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، ويقوم جناحها بالمعرض بتعريف زواره بموارد وثقافة ومعالم وفنون وتاريخ وتراث هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطي، وذات الهوية الدينية والثقافية الإسلامية.
وتبدي طاجيكستان حرصا على توطيد العلاقات مع دولة قطر وتعتبرها شريكا رئيسيا لها على الصعيد الدولي، وتدعو رجال الأعمال القطريين للاستثمار في عدد من القطاعات الطاجيكية، من بينها الطاقة المائية والبنوك والخدمات المالية والمعادن والسياحة والزراعة، ولدى طاجيكستان برامج اقتصادية واعدة يتم القيام بها حاليا، حيث تصنف ضمن 6 دول متقدمة في مجال موارد الطاقة المائية، إذ إن نحو 98 في المئة من الكهرباء فيها يتم توليده من المياه، كما تحظى ببيئة اقتصادية تنافسية، حيث توجد بها 4 مناطق اقتصادية تعمل في مجالات متعددة منها التعدين والطاقة والنسيج، وتوفر بيئة منافسة أمام الاستثمارات وتقدم سلسلة من الضمانات للاستثمار الأجنبي تشمل نحو 240 من المزايا والتسهيلات من قانون ضرائب وجمركة وغيرهما.
وطاجيكستان دولة جبلية غير ساحلية تقع في آسيا الوسطى يقدر عدد سكانها بنحو تسعة ملايين وخمسمئة ألف نسمة، وتبلغ مساحتها أكثر بقليل من مئة وثلاثة وأربعين ألف كيلو متر مربع، وهي أصغر دولة في ذلك الإقليم، ويعتمد اقتصاد طاجيكستان على زراعة المحاصيل الزراعية ومنها القطن والخضراوات والفواكه وإنتاج الألمنيوم العالي الجودة ، ونظرا لأن طاجيكستان بلد جبلي، وبفضل ما يتوفر لديها من موارد مائية ضخمة، تحتل من حيث مخزوناتها من المياه المركز الثامن على مستوى العالم والمركز الأول على مستوى دول آسيا الوسطى، وتتوفر بطاجيكستان فرص الاستثمار الكبيرة في مجالات الطاقة الهيدروجينية والزراعة والنسيج والسياحة والطاقة النظيفة والخضراء.
وتمتلك طاجيكستان عدة مميزات مهمة، منها الموقع الجيوسياسي الذي تتمتع به، حيث تقع بين ثلاث دول تمتلك أكبر اقتصادات في العالم هي الصين والهند وروسيا، كما تقع ضمن إقليم دول ذات اقتصادات واعدة، وتتميز بمخزون المياه الهائل فيها، وامتلاكها خمسة وستين في المئة من موارد المياه في إقليمها، ولديها مخزون كبير من المعادن لكثرة الجبال فيها، حيث تمتلك أكبر منجم للفضة في العالم، ومناجم أخرى للأحجار الكريمة والذهب، وبها أكبر سلسلة أنهار تمكنها من توليد كميات هائلة من الطاقة الكهربائية، وهي موطن لسد نورك للطاقة، والذي يعتبر من أعلى السدود في العالم، بالإضافة إلى طبيعة طاجيكستان كونها منطقة يمكن استغلالها في الاستثمارات الزراعية بما تمتلكه من الأراضي الخصبة والمياه العذبة، إضافة إلى ما تمتلكه من خصائص كبيرة في مجال السياحة، ومواسم صيد الطيور النادرة.