سي. أن. أن: الزبارة.. بوابة إلى ماضي قطر
موضوعات العدد الورقي
20 مارس 2019 , 02:51ص
ترجمة - العرب
«على بُعد ساعة واحدة فقط من الأضواء الساطعة في الدوحة، تقدّم البقايا المغطّاة بالرمال لميناء -كان مزدهراً ذات يوم- لمحة موجزة ورائعة عن الحياة في الخليج العربي في القرون الماضية».. هكذا استهلّت شبكة «سي.أن.أن» الأميركية تقريراً لها عن مدينة الزبارة التاريخية.
قالت الشبكة إن المدينة الأثرية التي تقع في شمال غرب قطر على بُعد حوالي 100 كيلومتر من العاصمة الدوحة، كانت مركزاً مزدهراً لصيد اللؤلؤ والتجارة في أجزاء من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
مشيرة إلى أن المدينة المحصّنة بشدة تأسست على أيدي التجار في منتصف القرن الثامن عشر، وسرعان ما أصبحت مركزاً دولياً رئيسياً له روابط تجارية عن طريق البحر إلى الوجهات الشرقية والغربية النائية.
ونقلت الشبكة عن البروفيسور توماس ليستين -المدير التنفيذي لقطاع التراث الثقافي بالوكالة في «متاحف قطر»- قوله: «إن الزبارة كانت أكثر من مجرد ميناء إقليمي. خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر والعقد الأول من القرن التاسع عشر، كانت ملتقى دولياً له صلات مع دول بعيدة، مثل: إيران، والهند، والصين، وشرق إفريقيا، وهولندا، وبريطانيا».
وقالت الشبكة إنه خلال تلك السنوات المزدهرة، يعتقد علماء آثار أن الزبارة كانت موطناً لما يصل إلى 9000 شخص كانوا يقيمون على 1.4 كيلومتر على طول الساحل. لافتة إلى أن المدينة التي خُطّطت بعناية بُنيت على شبكة مستطيلة للشوارع، وتباهت بالقصور الكبرى -ومساحة بعضها أكبر من 10.000 متر مربع- فضلاً عن المنازل والمساجد ذات الجدران الحجرية، وكذلك أكواخ الصيّادين ومناطق التصنيع.
وأضافت: «علاوة على حصاد اللؤلؤ والتجارة لمسافات طويلة، تعززت قوة الزبارة الاقتصادية من خلال إنتاج دبس التمر على نطاق واسع. وحتى الآن، كشف علماء الآثار عما يقرب من 40 مكبساً لدبس التمور».
وتابعت: «لكن بعد عدة هجمات، دُمّرت البلدة في عام 1811 وهُجرت بالكامل في أوائل القرن السابق.
وبعدها، بدأت المباني المتبقية في التفكك. ومع مرور العقود، غطّت طبقة واقية من رمال الصحراء الأنقاض. واليوم، هذه المنطقة الأثرية الساحلية التي يغطيها الصدف الصغير تتكون من: أنقاض المدينة التي تُوجد بها أعمال أثرية مستمرة، وبقايا قلعة المرير التي بُنيت لحماية الآبار الداخلية الحيوية للمدينة، وقلعة الزبارة وهي الموقع الأكثر جاذبية».
وقالت «سي.أن.أن»، إن الحصن المهيب بُني في عام 1938، وكان لعدة عقود بمنزلة موقع عسكري وشرطي. وفي هذه الأيام، يعمل مركزاً للزوار حيث يمكن للسياح التعرف على ماضي الزبارة النابض بالحياة والتحف المكتشفة، وذلك عبر شاشات تعمل باللمس، ومن خلال مشاهدة فيلم تعليمي.
ونقلت الشبكة عن ميهي فان دن براندت -وهو زائر من هولندا يبلغ من العمر 76 عاماً- قوله عن القلعة: «إنه مكان مثير جداً للاهتمام، وقد حوفظ عليه بشكل جيد للغاية، [وهناك] كثير من المعلومات».
وأشارت «سي.أن.أن» إلى أنه في عام 2009، تم إعلان الزبارة منطقة محمية. وبعد 4 سنوات، أضافتها لجنة التراث العالمي إلى قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي.
ونقلت عن ليستين قوله: «إن الزبارة ستصبح مصدر جذب رئيسياً للسياح في المستقبل».
مشيراً إلى الجهود المبذولة لحماية الموقع من الصحراء القاسية والبيئة الساحلية المحيطة وعرضه على الزوار في المستقبل.