هولاند يدعو إلى الحرب على ليبيا

alarab
حول العالم 16 يناير 2015 , 02:36م
باريس - أ ف ب
استبعد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، تدخل بلاده بمفردها ضد من وصفهم بـ"الإرهابيين" في ليبيا، معتبرًا أن الهجمات التي نفذت مؤخرًا في باريس "ارتكبت باسم أيديولوجية همجية".
جاء ذلك في خطاب، ألقاه اليوم الجمعة، أمام السلك الدبلوماسي (فرنسيون وسفراء أجانب)، في قصر الإليزيه، بباريس، بمناسبة العام الجديد.
وأضاف هولاند: "ليبيا عنصر مهم في انتشار "الإرهاب" وهذا يقلقنا، واجبنا يتمثل في أن نحشد الأطراف المعنية كي تتفاوض، وتشكل حكومة موحدة، وهذا أمر أساسي.. فعندما تحكم حكومتان في بلد واحد فهذا يعني المشاكل".
وتابع: "يجب أن ندفع الأطراف المعنية إلى تشكيل حكومة موحدة، وأن ننزع سلاح الجماعات التي انتشرت في ليبيا، والتدخل ضد "الإرهابيين" الذين يتحكمون بجزء من الأراضي الليبية، وإن طُلب من فرنسا ذلك، فإنه لا يمكن أن تتدخل بمفردها، لذا نناشد الأمم المتحدة كي تتخذ مبادرات لتقديم
ا‎‎لدعم".
وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الإسلاميين، وآخر مناوئ له، زادت حدته مؤخرًا ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، المعترف به دوليًّا، رغم صدور قرار بحله من المحكمة العليا المنعقدة في طرابلس مؤخرًا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه، والثاني، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرًا)، وحكومة عمر الحاسي.
وأمس الخميس، اختتمت جولة الحوار الليبي في جنيف، بإعلان تسعة تدابير ثقة، تمهيدًا لاتفاق سياسي يضمن تشكيل حكومة وحدة وإنهاء القتال وانسحاب المجموعات المسلحة من كافة المدن، بحسب ما أعلنت عنه البعثة الأممية في ليبيا، وهو الحوار الذي رفضته قوات "فجر ليبيا" المدعومة من مؤتمر طرابلس.
وفي تعقيبه على الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية، الأسبوع الماضي، بباريس، قال الرئيس الفرنسي: إن "المجرمين ارتكبوا جريمتهم باسم أيديولوجية همجية.. أيديولوجية داعش والقاعدة.. أيديولوجية الكراهية".
وقُتل في الهجوم الذي استهدف "شارلي إبدو"، الأربعاء قبل الماضي، 12 شخصًا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحافيين، وأصيب 11 آخرون، أعقبته هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص خلال الأيام الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات بينهم الأخوين شريف وسعيد كواشي الفرنسيين من أصل جزائري.
وفي معرض خطابه، قال هولاند: إن بلاده "تشن حربًا ضد الإرهاب، وهذه الحرب ليست ضد ديانة بل ضد الكراهية".
وفي الشأن السوري، لفت إلى أن فرنسا "تواصل تقديم الدعم للمعارضة المعتدلة والديمقراطية"، وقال: "عندما يتم إرجاء التدخل من المجتمع الدولي لأسباب لم تذكر، فإن ذلك يهدد المجتمع الدولي".
وأضاف في هذا الصدد: "ما نحاول فعله اليوم هو أن ندعم من يقاتل ولاسيما في كوباني (عين العرب شمالي حلب السورية)، والذين يظهرون شجاعة كبيرة، وندرك أيضًا أنه في حلب أيضًا هناك تحضير لمعارك قد تكون خطيرة على السكان".
ومنذ أشهر، تستمر الاشتباكات بين مسلحي تنظيم "داعش" ومجموعات كردية في مدينة عين العرب، ومناطق أخرى شمالي سوريا.
ورأى الرئيس الفرنسي، أن عدم التوصل إلى حل للأزمة السورية "دفع بعض السكان إلى النزوح واللجوء إلى الأردن، وتركيا، ولبنان"، معتبرًا أن هذا الأمر "خلق مشاكل اقتصادية، وإنسانية هائلة للدول المعنية"، محملًا رئيس النظام السوري، بشار الأسد "المسؤولية عن هذه المأساة"، مشددًا على أنه "لا يمكن الاختيار بينه (الأسد) وبين الإرهابيين لأنهما يتعاونان معًا" على حد قوله.
وفي هذا السياق، قال: إن فرنسا "مستعدة للعمل مع كل من يريد أن يساهم في حل النزاعات في الشرق الأوسط".
وفيما يتعلق بالحرب على "داعش"، قال هولاند: "من الملح أن نكافح داعش.. فرنسا تحملت مسؤولياتها في التحالف، ونحن نقدم كل دعمنا للقوات العراقية التي تقاتل الجهاديين".
ويشن تحالف دولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع لـ "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
وعلى صعيد الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"، قال الرئيس الفرنسي: "صداقة فرنسا لإسرائيل متينة، كما أن فرنسا صديقة للشعب الفلسطيني".
وأضاف: "يجب أن نسرع في حل الدولتين؛ لأن الجميع متفق على هذا، ولا يجب أن نترك هذا الحل يتباعد".
وفي 31 ديسمبر الماضي، رفض مجلس الأمن مشروع قرار عربي فلسطيني ينص على إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية بنهاية عام 2017.
وفي حينها، صوتت 8 دول (من أصل 15) لصالح القرار، بينها 3 دول تمتلك حق النقض هي: فرنسا، والصين، وروسيا، ومن الأعضاء غير الدائمين الأرجنتين، وتشاد، وتشيلي، والأردن، ولوكسمبورغ.