في إطار التعاون المشترك، يتواصل التنسيق بين صندوق قطر للتنمية و»قطر الخيرية» من أجل مواصلة تنفيذ مشاريع منحة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، الخاصة بدعم اللاجئين الروهينغا في ماليزيا والتي تبلغ قيمتها خمسين مليون دولار. وتشمل مشاريع المنحة ثلاثة مجالات رئيسة هي الصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي.
وقد انطلق العمل في المجال الصحي منذ أكتوبر 2019، حيث تم توقيع اتفاقيات مع مؤسسة الرعاية الاجتماعية الماليزية، وهي مؤسسة منبثقة عن وزارة المرأة والمجتمع الماليزية، وتم اختيار ثلاث مؤسسات من مؤسسات المجتمع المدني المشهود لها بالكفاءة في مجال العمل الطبي على القيام بعدة مشاريع داخل المجال الطبي، وتقدر الميزانية المرصودة للبرنامج الصحي بحوالي 14.7 ملايين دولار خلال ثلاثة أعوام.
تشمل الأنشطة التابعة للمجال الصحي ست برامج كبرى؛ أولها إنشاء خمس مراكز صحية أولية شاملة، وتشغيل أربع عيادات متنقلة لتغطي نفس المناطق الطرفية النائية التي يسكنها اللاجئون، بالإضافة إلى اعتماد برنامج التوعية والتثقيف الصحي للاجئين الروهينغا، وتقديم اللقاحات اللازمة للأطفال وإقامة مَآوٍ طبية لاستضافة المرضى الذين يحتاجون متابعة خاصة، وأخيراً برنامج الإحالات الطبية الحرجة لتلقي الرعاية الطبية المناسبة.
وتعمل المبادرة القطرية على تحسين وضع اللاجئين في ماليزيا، خاصة وأن الأرقام الرسمية للأمم المتحدة تؤكد وجود أكثر من 178 ألف لاجئ، وطالب لجوء مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ماليزيا.
وتهدف المبادرة إلى زيادة نسبة وصول اللاجئين إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية حيث تم العمل على تقييم الوضع الصحي والاجتماعي والاقتصادي للاجئين من ميانمار في ماليزيا، وذلك عبر إجراء مسح سريع استهدف جميع المعنيين بالخدمات الصحية للاجئين في ماليزيا، مثل وزارة الصحة الماليزية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات غير الحكومية الماليزية.
تجهيز وتشغيل مراكز
الرعاية الصحية
لتسهيل وصول اللاجئين إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية تعمل المبادرة القطرية على تأثيث وتجهيز وتشغيل خمسة مراكز للرعاية الصحية الشاملة، تتوزع في وسط ماليزيا (سيلانجور / كوالالمبور)، وفي الشمال في مدينة (قدح) وفي الجنوب (جوهور) وهي المناطق التي تحتوي على أكبر عدد من اللاجئين.
العيادات الطبية المتنقلة
وللمساهمة في تسهيل وصول خدمات الرعاية الصحية الأولية تعمل المبادرة على إطلاق أربع عيادات طبية متنقلة.
ولا يقتصر، هدف العيادات المتنقلة على إجراء الفحص الطبي والرعاية الصحية الأولية فحسب، بل يشمل أيضاً تطعيم الأطفال والتوعية الصحية والمشورة في عدد من المجالات؛ منها التغذية والنظافة الشخصية وعوامل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بالإضافة إلى صرف الأدوية الأساسية، خصوصاً أدوية الأطفال والنساء وتقديم الرعاية للأمراض المزمنة.
برنامج تطعيم الأطفال
ولسد الحاجة الشديدة لخدمات التطعيم للأطفال تم اعتماد دعم برنامج التطعيمات للأطفال اللاجئين في ماليزيا؛ حيث يهدف البرنامج وعلى مدى ثلاث سنوات إلى تقديم جرعات التطعيم الأساسية وفق نظام التطعيم المعتمد في ماليزيا إلى 24,000 طفل.
برنامج الإحالة
تساهم المبادرة في تقديم خدمات الرعاية الصحية الثانوية للاجئين عبر برنامج الإحالة للحالات الحرجة والولادات المعقدة، حيث يستهدف هذا البرنامج 1200 مريض خلال 3 سنوات، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومع المستشفيات المعتمدة من وزارة الصحة الماليزية.
برنامج المأوى الصحي
تتبنى المبادرة برنامج مأوى الرعاية الصحية، وذلك بسبب تدني الوضع المالي للاجئين في ماليزيا، الأمر الذي يخلق صعوبة كبيرة في قدراتهم على متابعة علاجهم، خصوصاً المرضى الذين يحتاجون إلى مراجعة الطبيب لأكثر من مرة أو الذين ينتظرون نتائج فحوصات طبية أو يحتاجون إلى رعاية خاصة؛ لذلك تعمل المبادرة على إنشاء خمسة مآوٍ صحية، ويشمل ذلك تأثيثها وتجهيزها وتشغيلها لمدة ثلاث سنوات، وتقديم خدمات السكن والتغذية ومتابعة الحالات المرضية.
برنامج تعزيز الصحة
تعمل المبادرة ومن خلال برنامج تعزيز الصحة للاجئين في ماليزيا وبالتعاون مع شركاء الصحة بتنفيذ مشروع تعزيز الصحة، وذلك لتخفيف العوائق الرئيسية أمام حصول اللاجئين على الرعاية الصحية، والمتمثلة بعدم معرفة القراءة والكتابة ونقص الوعي بحقوق الفرد في الرعاية الصحية، والاختلافات اللغوية والثقافية، وذلك من خلال تدريب وتأهيل عمال الصحة، ويتم اختيارهم من بين اللاجئين أنفسهم، وذلك لتوعية اللاجئين بأهمية الرعاية والحقوق الصحية وطرق الحصول عليها، والتوعية بالنظافة الشخصية، وتقديم إرشادات على خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي.
الإنجازات
تم تدشين المركز الصحي الأول في نوفمبر 2019، وبدأ العمل في يناير 2020 بعد أخذ التصاريح اللازمة.
ورغم الظروف التي مر بها العالم -ولا يزال- بسبب انتشار وباء كورونا يتواصل العمل، حيث تم تأسيس العيادات الأربع الباقية، وتم الانتهاء من الترميم والتأثيث والتشطيب بالاستثناء من مركز واحد في مدينة سيليان، الذي حصل على تصريح منذ وقت قريب. ليصل بذلك عدد العيادات العاملة إلى خمس عيادات مع نهاية هذا العام.
وقد استفاد 11,687 لاجئاً من خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية والخدمات الطبية التخصصية.
وقد عادت العيادات المتنقلة للعمل، حيث يقوم فريق طبي بالذهاب مرتين في الأسبوع لكل عيادة لتقديم العلاج المجاني للاجئين.
أما فيما يتعلّق بمشروع التثقيف الصحي فقد تم إنجاز عدة تدريبات للعاملين في المجال الصحي، وبلغ عدد المشاركين في التدريبات خلال الفترة الماضية حتى نهاية شهر سبتمبر الماضي قرابة 3,071 مستفيداً.
وفيما يتعلق بمشروع اللقاحات فقد تم إنهاء التعاقد مع الشركات، ومن المتوقع أن يتم البدء بالعمل بلقاحات الأطفال في نهاية شهر نوفمبر 2020.
في غضون ذلك يوجد مأوى طبي في كوالالمبور، كما يجري الآن تأثيث وتجهيز باقي المركز بالمعدات اللازمة.
أما فيما يتعلّق بالإحالات إلى المستشفى فقد يوجهون تعطيلات بسبب Covid-19 وما زالت المناقشات مستمرة بشأن هذا الموضوع.