يحتفل تلفزيون قطر، الشاشة الرائدة التي أنارت بيوت القطريين والعرب على مدى أكثر من نصف قرن، اليوم الجمعة، بذكرى تأسيسه الخامسة والخمسين، وانطلاق بثه للمرة الأولى في الخامس عشر من أغسطس عام 1970، وذلك بعد عامين تقريبا من انطلاق بث إذاعة قطر عام 1968.
وظل ذلك اليوم محفورا وخالدا في ذاكرة المشاهدين القطريين والعرب، فقد كانوا على موعد مع ميلاد شاشة عربية جديدة تنقل للمشاهدين صورة متكاملة وصادقة عن قطر الدولة الواقعة على ضفاف الخليج في شرق الوطن العربي، وعن تطلعات أبنائها وحاضرهم وماضيهم ومستقبلهم وطموحاتهم وتقاليدهم وتراث آبائهم وأجدادهم.
وحرص القائمون على المؤسسة القطرية للإعلام على إبقاء شعلة الحماس متقدة بتلفزيون قطر وكوادره المختلفة؛ كي يستمر في عطائه وإبداعه وتألقه مخلصا لرسالته، وفيا لمشاهديه ومتابعيه، متطلعا للمزيد من التطور والتحديث في مضمونه ومحتواه وبرامجه وتواصله مع المشاهدين العرب أينما كانوا خدمة للأهداف الوطنية والعربية والإنسانية.
ولا يعد الاحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس تلفزيون قطر احتفالا رمزيا فقط، بل هو احتفال بنجاح التلفزيون الوطني للدولة في حفر مكانته في قلوب الملايين كشاهد أمين على قصة نجاح دولة قطر، وكمنصة ألهمت وأبدعت وما زالت تعطي وتعد بالكثير.
عكس تطلعات الشعب
فمنذ انطلاقته الأولى، شكل هذا الصرح الإعلامي مرآة عكست تطلعات الشعب القطري، ورافدا ثقافيا نقل صوت الوطن إلى العالم، وعلى مدى خمسة وخمسين عاما، كان تلفزيون قطر شاهدا على تحولات الزمن، يوثق إنجازات الوطن ويحتفي بهويته العريقة، فمن البرامج الثقافية التي غذت العقول، إلى الأعمال الدرامية التي جسدت قصص الإنسان القطري، استطاع التلفزيون أن ينسج خيوطا وثيقة تربط بين الماضي العريق والحاضر الطموح، مقدما محتوى يعكس قيم المجتمع وتطلعاته نحو غدٍ أفضل. وخلال سنوات مسيرته الزاخرة والمشرقة أسهم تلفزيون قطر، عبر برامجه وفعالياته المختلفة، في تعزيز الولاء والانتماء والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والقيم الاجتماعية والثقافية للشعب القطري، كما شكل محطة لطلبة الإعلام والصحافة الراغبين في دخول ساحات البث المرئي، وتزويدهم بالخبرات والتدريبات اللازمة التي تزيد كفاءاتهم المهنية، وشكل ساحة ومنصة إعلامية نشطة لتشجيع الكوادر الوطنية وإنتاج الأعمال الدرامية والفنية والبرامج المتنوعة.
منارة إعلامية
ويأتي احتفال تلفزيون قطر بذكرى تأسيسه الخامسة والخمسين، تأكيدا لدوره كمنارة إعلامية لا تقتصر على الترفيه فحسب، بل تمتد لتكون جسرا للتواصل الحضاري والثقافي. فمن خلال تقديم برامج مبتكرة وتغطيات شاملة، واصل التلفزيون دوره في تعزيز الهوية الوطنية ودعم رؤية قطر 2030، ليبقى صوتا صادقا يروي قصة وطن يتطلع إلى العالمية والانتشار بفخر وثقة.
وقد مر تلفزيون قطر بالعديد من المحطات والمراحل فمن الأبيض والأسود إلى الألوان الزاهية، ومن البث الأرضي إلى الفضائيات، ومن الاستوديوهات البسيطة إلى المراكز الإعلامية المتطورة، ومن الجمهور المحلي إلى المشاهدين عبر العالمين العربي والدولي، وكان النجاح بفضل الله حليفه في كل خطواته.