من المنتظر أن يخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مرانا استشفائيا اليوم بمعسكره الاسباني في مدينة ماربيا بعد خوضه أمس التجربة الودية امام منتخب نيكاراغوا والتي أقيمت خلف الاسوار المغلقة برغبة من مدربه الاسباني فيليكس سانشيز من اجل التركيز، ومن اجل ابعاد عيون المنافسين عن تدريبات ومباريات العنابي الذي يستعد لاهم واقوى مهمة في تاريخه وهى خوض منافسات كأس العالم 2022، والتي تنطلق 20 الجاري بمباراته الأولى امام الاكوادور باستاد البيت بالخور ضمن المجموعة الأولى التي تضم هولندا والسنغال.
وينتظر أيضا ان تقام تجربة غواتيمالا 23 الجاري في مالقا بإسبانيا خلف الأسوار المغلقة حفاظا على تركيز اللاعبين.
ويعد اللعب خلف الاسوار المغلقة استراتيجية مهمة وثابتة في عقلية فيليكس سانشيز منذ تولى المهمة 2017، وهي استراتيجية جنى العنابي ثمارها في 2019 عندما حقق الفوز ببطولة كأس آسيا بالإمارات، وبعد ان خاض عدة مباريات ودية خاصة في الدوحة مع منتخبات معروفة ولم يسمح بحضورها سواء للأعلام او للجماهير.
واعداد العنابي لا يقتصر على الأمور الفنية والخططية والتكتيكية فقط، لكنه يمتد أيضا الى الاعداد النفسي والمعنوي للاعبين من خلال هذه الاستراتيجية الخاصة باللعب في بعض الأحيان خلف الاسوار المغلقة، او إقامة بعض التدريبات بدون جماهير. ويمكن القول ان التدريب واللعب وديا استراتيجية أيضا يعتمدها اتحاد الكرة منذ فترة طويلة، وأتت هذه الاستراتيجية ثمارها سواء بفوز العنابي الشاب بكأس آسيا 2014 للمرة الأولى في تاريخه، او بحصوله على لقب كأس الخليج 22 بالرياض.
حتى عندما التقى العنابي وديا مع نظيره المغربي بالدار البيضاء أصر مدربه الأسبق جمال بلماضي، على خوض المران الرئيسي باستاد محمد الخامس بدون حضور وسائل الإعلام، رغم ان المباراة كانت مذاعة على الهواء مباشرة، ونجح العنابي في تقديم عرض جيد انتهى بالتعادل السلبي الذي لم يكن مرضيا للمنتخب المغربي ومدربه وجماهيره
العنابي فاجأ الجميع بأداء ومستوى غير متوقع في كأس آسيا 2019، بفضل التدريب المغلق واللعب بعض المباريات خلف الاسوار المغلقة، والتي دائما ما تكون فرصة للمدرب والجهاز الفني لتطبيق بعض الأمور والخطط الفنية والتكتيكية بعيدا عن العيون وأيضا بعيدا عن (الشو الإعلامي) الذي قد يؤثر في بعض الأحيان على اللاعبين.
في نفس الوقت هناك مباريات ودية وقوية للعنابي تتم اذاعتها مباشرة، وهناك تدريبات أيضا مفتوحة لوسائل الاعلام والجماهير، وهو ما حدث بالفعل سواء بإذاعة مباراتي كندا وتشيلي، أو بحضور الإعلام والجماهير الغفيرة لتدريب العنابي بالدوحة 2 أكتوبر الجاري قبل سفره مجددا الى معسكره الإسباني الحالي.
الامر لدي الأجهزة الفنية لمنتخبنا الوطني واتحاد الكرة في السنوات الأخيرة، لا يقتصر على التدريبات المغلقة واللعب خلف الاسوار المغلقة فقط، لكنه يمتد أيضا الى وضع خطة إعلامية محكمة وفق قواعد وبروتوكول الفيفا لأجراء الحوارات مع لاعبي منتخبنا ومع الجهاز الفني والإداري
وقد ثبت للجميع جدوى هذه الخطة الإعلامية حيث قللت من الضغوط على اللاعبين والجهاز الفني وأصبحوا في كامل تركيزهم للتدريبات والمباريات الودية والرسمية، وابتعد نجومنا بالتالي عن التصريحات غير الجيدة التي تأتي بنتائج عكسية
ولا تمنع هذه الخطة من وجود متابعة إعلامية لتدريبات العنابي في الأوقات التي يحددها اتحاد الكرة والجهازين الفني والإداري، الى جانب أيضا الأوقات الرسمية المحددة من قبل الفيفا اثناء البطولات الرسمية.