أشغال و«العلمي القطري» يعززان وعي الطلاب بالتخصصات الهندسية

alarab
محليات 14 يوليو 2025 , 01:21ص
منصور المطلق

أطلقت هيئة الأشغال العامة «أشغال» بالتعاون مع النادي العلمي القطري التابع لوزارة الرياضة والشباب النسخة الرابعة من برنامج «مهندس المستقبل»، الذي يستهدف طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، بهدف تعزيز وعيهم بالتخصصات الهندسية وتحفيزهم على استكشاف هذا المجال الحيوي.
انطلق البرنامج في 13 يوليو ويستمر حتى 23 من الشهر نفسه، بمشاركة 36 طالباً وطالبة. وخلال هذه الفترة، سيتلقى المشاركون محتوى هندسياً ثرياً من خلال ورش عمل متخصصة وزيارات ميدانية تُقام في مختلف إدارات «أشغال»، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع في مختبرات وأقسام النادي العلمي القطري. وسيحصل المشاركون في الأسبوع الأول على تدريب عملي ونظري من خلال عدد من الزيارات والتجارب التي تشمل التعرف على المهام اليومية لإدارات مثل إدارة الخدمات الهندسية، إدارة نظم المعلومات، إدارة الجودة والسلامة، وإدارة مشروعات المباني، إضافة إلى زيارة لمبنى قطاع الأصول للاطلاع على آليات مراقبة شبكات الصرف الصحي والطرق، واستخدام التكنولوجيا في تشغيل وصيانة الأصول.
ويتضمن الأسبوع الثاني من البرنامج الذي يقام في مختبرات وورش النادي العلمي القطري سلسلة من الورش والأنشطة التطبيقية وتنفيذ المشاريع الابتكارية التي تساهم في حل مشكلة هندسية ما، حيث سيتلقى المشاركون تدريباتهم من خلال ورش عمل تفاعلية تعرفهم على المفاهيم الأساسية للهندسة، وتنمي مهاراتهم في العمل الجماعي والتفكير الإبداعي. كما سيتدربون على مبادئ التخطيط وإدارة المشاريع، إلى جانب مهارات العرض والتواصل والتعامل مع الأدوات والتجهيزات الخاصة بالتصنيع الرقمي الثلاثية الأبعاد المتطورة التي ستساعدهم في الوصول إلى نماذج أولية لمشاريعهم التي تساعد في ايجاد حلول لتحديات واقعية في دولة قطر تم تحديها من قبل المهندسين المختصين من الطرفين وسيعمل المشاركون على اقتراح الحلول المناسبة لها من خلال الابتكار العملي.
وتشمل الأنشطة بناء وتوزيع الفرق، والتخطيط للمشاريع الهندسية، والبدء في تصميم النماذج الأولية، بالإضافة إلى ورش تقنية حول أحدث أساليب البناء، واستكمال تنفيذ النماذج ووضع الأساسات الهندسية للمشاريع.
ويهدف البرنامج إلى صقل المهارات الهندسية لدى الطلاب، وتزويدهم بمعرفة عملية تساعدهم في رسم مساراتهم المهنية في المستقبل، ضمن بيئة تعليمية تفاعلية محفزة.


وقالت السيدة فاطمة الكبيسي، رئيس قسم العلاقات الخارجية في «أشغال» يأتي هذا البرنامج في إطار حرص هيئة الأشغال العامة «أشغال» على تعزيز مبادرات الشراكة المجتمعية، حيث تواصل الهيئة دعمها لبرامج «مهندس المستقبل» إيماناً بدورها في تمكين الطلاب وإعدادهم للمستقبل. ومن خلال إتاحة الفرصة أمامهم للاطلاع على بيئات العمل الهندسية والتعرف عن كثب على مهام ومجالات عمل المهندسين، تسهم «أشغال» في تعزيز قدراتهم العملية وفتح آفاق مهنية مبكرة أمامهم.
أما السيدة فاطمة المهندي، مدير الشؤون الإدارية والمالية في النادي العلمي القطري، فقد أكدت أن إدارة النادي حرصت من خلال التجهيزات والاستعدادات لتنفيذ برنامج مهندس المستقبل في نسخته الرابعة على  أن يحقق هدف إطلاقه وهو تدريب وتمكين المشاركين من مهندسي المستقبل وتعريفهم على مختلف التخصصات الهندسية حسب متطلبات سوق العمل ليكونوا مهندسين طموحين قادرين على الإبداع في تخصصاتهم، كما حرصنا أن يكون البرنامج ذا طابع هندسي من حيث اختيار المشاريع والأسلوب الهندسي في تحويل الفكرة إلى نموذج أولي ثم تحويل النموذج الأولي إلى نموذج نهائي قابل للتنفيذ، ومن جانب آخر وجهت المهندي شكرها لهيئة الأشغال العامة على دعمها لبرنامج مهندس المستقبل والذي يعكس التزامها التام بمسؤوليتها المجتمعية تجاه أبناء الوطن مؤكدة أن هذا البرنامج هو نتاج تعاون مثمر وبنّاء بين أشغال والنادي العلمي القطري.

علي الحداد:دعم الجيل القادم من المهندسين

أكد علي الحداد، رئيس قسم الاتصال الإعلامي بالإنابة في هيئة الأشغال العامة «أشغال» أن النسخة الرابعة من برنامج «مهندس المستقبل» تشهد هذا العام إقبالًا واسعًا من الطلبة، إلى جانب اهتمام ملحوظ من الجهات المنظمة، سواء من قبل الهيئة أو النادي العلمي القطري، وهو ما يعكس نجاح البرنامج وتزايد تأثيره في تحفيز الطلبة نحو التخصصات الهندسية، ودعم الجيل القادم من المهندسين.
وأوضح الحداد أن البرنامج يهدف بالدرجة الأولى إلى توعية الطلبة بأهمية تخصصات الهندسة المتنوعة، وذلك من خلال تنظيم سلسلة من الورش التفاعلية، والزيارات الميدانية، والمعارض التعليمية، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة. وأشار إلى أن النسخة الرابعة تميزت بمشاركة واسعة من الطلبة والطالبات من مختلف المراحل الدراسية، حيث أتيح لهم التعرف عن قرب على الأدوات والتقنيات والنماذج المستخدمة في تنفيذ المشاريع الوطنية، بما يمنحهم تصورا عمليا ومباشرا عن المهنة.
وأضاف أن هذه المبادرات تسهم في كسر الصورة النمطية عن العمل الهندسي، وتقديمه كمسار مهني محفز ومتنوع، يجمع بين الإبداع والتقنية، مشيرا إلى أن الفعالية ليست فقط فرصة للتعلّم، بل أيضا مساحة لاكتشاف الشغف وتوجيهه نحو تخصصات تخدم مستقبل الدولة.
وفي ختام تصريحه، شدد الحداد على أن البرنامج لعب دورا مهما في تحفيز الجيل الجديد على التفكير العملي والإبداعي، وتعزيز وعيهم بالدور المحوري الذي يقوم به المهندس في بناء الوطن وتطوير موارده، بما يتماشى مع توجه الدولة نحو دعم التخصصات العلمية والمهنية التي تُسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، مشيرا إلى أن هذا النوع من البرامج التعليمية يمثل استثمارا حقيقيا في العقول الشابة، ويُعزّز مكانة قطر كمركز للابتكار والتنمية المستدامة.

مشاركون: التجربة جعلتنا أكثر حماساً لاتباع المسار المهني

أكد عدد من الطلبة المشاركين في النسخة الرابعة من برنامج «مهندس المستقبل» أنهم استفادوا بشكل كبير من المحاضرة التي تخللت الفعالية، مشيرين إلى أنها ساعدتهم في تكوين صورة أوضح عن طبيعة العمل الهندسي ومجالاته المتعددة، كما عبّروا عن امتنانهم لفريق «أشغال»، الذي تميّز بتفاعله الإيجابي وشرحه المبسّط والمفصل لمهام المهندس والمسارات المهنية المتاحة في هذا المجال الحيوي.
وقال الطالب عمر عبد العزيز الرشاد: إن مشاركته في هذا البرنامج أضافت له الكثير من الفهم حول مسؤوليات المهندس، مضيفًا: «تعلمت أن الهندسة لا تتعلق فقط بالرسم أو المعادلات، بل تشمل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والعمل ضمن فرق متعددة التخصصات، وهذه التجربة جعلتني أكثر حماسا لاتباع هذا المسار المهني.
بدورها، قالت الطالبة مريم القحطاني إن الفعالية أتاحت لها الفرصة للتعرف على أدوار المهندس في مشاريع البنية التحتية، مشيرة إلى أنها كانت تجهل الكثير من تفاصيل هذا العمل قبل حضورها. وأضافت: الآن أصبحت أرى الهندسة كأداة لخدمة المجتمع، وتغيير الواقع نحو الأفضل من خلال تصاميم ذكية ومستدامة. وأثنت على الجهد الذي بذله فريق «أشغال» في تبسيط المفاهيم الفنية للطلبة، وتفاعلهم مع جميع الأسئلة بكل رحابة صدر.
من جانبه، قال الطالب عبد العزيز الرحيمي إن مشاركته في مهندس المستقبل أعطته صورة واقعية ومتكاملة عن المهنة التي طالما كان مهتما بها، موضحا: كنت أظن أن الهندسة مجرد تخصص أكاديمي تقني، لكنني اليوم فهمت أن المهندس هو صانع قرار ومصمم حلول وقائد مشاريع تنموية. واضاف: أعجبتني طريقة العرض التي استخدمها فريق أشغال، خاصة النماذج التفاعلية للمشاريع، والشرح التفصيلي للعمليات التصميمية والتنفيذية.»
وأخيرًا، عبّرت الطالبة شيخة الرميحي عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة، وأكدت أن الفعالية منحتها دافعا جديدا لاستكشاف تخصص الهندسة. وقالت: كنت أتردد في اتخاذ قرار التخصص، لكن بعد هذه التجربة، أصبحت أشعر بثقة أكبر في اختيار الهندسة كمجال دراسي ومهني.
 وأضافت: ما أعجبني حقا هو الحضور الفعّال لفريق أشغال، الذين لم يكتفوا بعرض مشاريعهم، بل شجعونا على طرح الأسئلة، وأجابوا عنها بتفصيل يُظهر عمق معرفتهم وحبهم لمهنتهم.