

اختتمت أمس اختبارات الشهادة الثانوية العامة والتخصصية لنهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الأكاديمي 2023/2024، والتي بدأت في 3 يونيو الحالي.
وأدى طلاب مسار الآداب والإنسانيات، والمسار العلمي، والمسار الموازي، والمسار التكنولوجي اختباراتهم وسط استعدادات قامت بها وزارة التربية والتعليم لتوفير الأجواء المناسبة لأداء الاختبارات في سهولة ويسر وتحقيق النتائج المرجوة، فيما بدأت عمليات التصحيح اعتبارًا من الساعة الرابعة عصرًا في نفس يوم اختبار كل مادة، وفقًا لجداول الاختبارات.
وأكد عدد من طلاب المسارين العلمي والآداب والإنسانيات خلال متابعة العرب الميدانية لسير الاختبارات، أمس، بمدرسة محمد بن عبدالعزيز المانع الثانوية للبنين، أنهم أنهوا اختبارات الثانوية العامة بعد 10 أيام من المذاكرة والمراجعة اليومية الحثيثة، واجهوا فيها بعض الصعوبات التي شابت أسئلة بعض الاختبارات النهائية، بينما سارت اختبارات أخرى على ما يرام.
كما تباينت آراء الطلبة حول درجة صعوبة اختبارات الثانوية العامة، بشكل عام، حيث أعرب عدد من الطلاب عن رضاهم عن سير الاختبارات وعن قناعتهم بأدائهم طوال فترة الاختبارات فيما أعرب طلاب آخرون عن إحباطهم بسبب ما واجهوه من صعوبات في بعض الاختبارات، ذكروا من بينها الفيزياء، والرياضات، في المسار العلمي، واللغة الإنجليزية، والجغرافيا، على سبيل المثال، ضمن المسار الأدبي.
الاختبارات التجريبية
وقال الطالب عبدالله سعيد بالصف الثاني عشر المسار الأدبي إنه رغم الاستعداد بشكل جيد لاختبار الجغرافيا من حيث المذاكرة والمراجعة، إلا أن طريقة الأسئلة لم تساعد الطلبة في الإجابة عليها بشكل جيد. بحيث تعرضنا لصدمة كبيرة خرج منها العديد من الطلاب محبطين ومن دون ثقة في تحقيق نتيجة كبيرة، بسبب ما تضمنه الاختبار من أسئلة صعبة وغير موجودة ضمن المنهج، وتمنى على الوزارة أن تراعي مشاعر الطلاب وطموحهم في تحقيق درجات تؤهلهم لاستكمال مسارهم التعليمي في الجامعات، من خلال مراعاتهم أثناء التصحيح.
وشاطره الرأي في هذا الإطار زميله الطالب، عبدالرحمن سالم، بالصف الثاني عشر المسار الأدبي، مؤكدا أن اختبار الجغرافيا تضمن وجود اسئلة صعبة، إن لم نقل تعجيزية، ساهمت في احباط العديد من الطلبة في آخر أيام اختبارات الثانوية العامة، وأشار إلى الاختبار يتحدى قدرات الطلبة، منوها بصعوبة وغموض بعض الاسئلة، مشيرا الى ان طبيعة المواد الأدبية خاصة الجغرافيا تعتمد على الحفظ ولكن بعض الأسئلة كانت خارج المنهج وهو ما يستدعي الطلب من وزارة التربية والتعليم مراعاة صعوبة الاختبار عند التصحيح من خلال زيادة درجات الرحمة.
من جانبه أشار الطالب حمد المري إلى وجود بعض الجزئيات الصعبة بعض الشيء في اختبارات الثانوية العامة، ولا سيما في اختبار اليوم الأخير، منوها بأهمية الاختبارات التجريبية لأن الأسئلة تكون متشابهة في المعايير مع الاختبارات التجريبية مما يسهل الاختبار نوعا ما على الطلاب الذين يواظبون على المراجعة والمذاكرة ولا يؤجلونها إلى اليوم الأخير.
تأجيل المراجعة
بينما أعرب الطالب محمد عبدالله – مسار أدبي - عن ارتياحه لسهولة الاختبارات العامة بشكل عام، وقال إن الاختبارات شملت مختلف المقررات في المنهج، وان الأسئلة في بعض المواد لا تخلو من الصعوبة، وحتى التعقيد، أما اختبار الجغرافيا فكان ضمن المتوقع وفي متناول الطلاب المجتهدين الذين ذاكروا دروسهم خلال الفصل الدراسي، متوقعا انهم استطاعوا الإجابة على جميع الأسئلة بسهولة.
وألقى زميله علي اليافعي، باللائمة على الطلبة أنفسهم، الذين يكررون الشكوى من صعوبة بعض الاختبارات بشكل سنوي، مبينا ان اللوم ليس على الوزارة ولا على المدرسة وإنما على الطالب نفسه الذي لم يكن مستعدا لخوض الاختبارات وتأجيل المراجعة والمذاكرة إلى ما قبل موعد الامتحانات بأسبوع والدليل على ذلك احراز العديد من الطلبة العلامة الكاملة أو قريبا منها.
الجد والاجتهاد
وأشاد علي سعيد بالصف الثاني عشر المسار العلمي بمستوى اختبارات الفصل الثاني والتي اتسمت بالوضوح وعدم المبالغة في وضع أسئلة معقدة. مشيرا الى سهولة اختبار الحاسوب، وتضمنه العديد من الأسئلة المتوقعة وضمن المنهج، مؤكدا أهمية الالتزام والجِد والاجتهاد ووضع جدول مكثف لمراجعة كافة المواد فضلًا عن استغلال حصص المراجعة التي انطلقت في منتصف الشهر الماضي، أي قبل فترة كافية من الاختبارات.
ووافقه الرأي الطالب محمود الشمري، مؤكدا على سهولة اختبار الحاسوب، منوها بأهمية الاختبارات التجريبيّة التي تحاكي اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني، لدورها في تدريب الطلبة على طبيعة الاختبارات التي تعتبر من أفضل الوسائل لقياس مستويات الطلبة وتحديد نقاط القوة والضعف.
وأكد أن بعض المدرسين يشجعون الطلبة على أداء الاختبارات التجريبية والتعرف على طريقة وضع الأسئلة، التي تعتبر نموذجًا للاختبارات، ويستطيع الطلاب من خلالها تحديد طريقة أدائهم وكيفية تحسينها.
نتائج مرضية
من جانبه، قال عبدالله بندر انه قام بحضور الحصص الإثرائية وفصول التقوية لضمان الحصول على نتائج مرضية، وحول تطلعاته في المستقبل أكد انه يفكر أن يلتحق بكلية احمد بن محمد العسكرية لأن التأهيل العسكري يستهويه من الآن مع وجود خيار آخر، ربما يتمثل في دراسة الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر، وأضاف: ان الكلية العسكرية أصبحت في الفترة الأخيرة حلما للعديد من الطلبة لمزاولة العمل العسكري.
فيما اشار زميله الطالب مبارك فالح إلى أن الالتحاق بإحدى الكليات العسكرية نظراً لما تتمتع به الرتب العسكرية من نظرة اجتماعية ايجابية، وأن العمل العسكري يختلف تماماً عن الوظائف الحكومية الأخرى من حيث طبيعته بجانب التطوير المستمر الذي يكتسبه الشاب سواء أثناء دراسته او من خلال مزاولته العمل العسكري في الوحدات العسكرية التي يلتحق بها، من خلال اهتمام هذه الوحدات او المنشآت العسكرية بتوفير الدورات لمنتسبيها، والتي بدورها تساعد في صقل وتطوير العمل العسكري إضافة إلى كونها مهنة تحمل لأي شاب معاني الاحترام وسط المجتمع، حيث يكفي أنه يخدم وطنه مباشرة.
وأضاف: كنت أذاكر دروسى يوماً بيوم ولم أكن أؤجل دروساً للغد أو للاختبارات، وأعتقد ان المسألة ليست معضلة بقدر ما هي ترتيب الوقت والمذاكرة أولاً بأول، ولذلك كنت أذاكر ما بين 4 – 6 ساعات في اليوم، والحمد لله أشعر بالرضا عن سير اختبارات الثانوية العامة، لافتا الى ان العديد من الطلاب لم يحسموا بعد وجهاتهم لاستكمال الدراسة الجامعية لأنهم بصدد انتظار نتائج الاختبارات ثم المفاضلة بين عدة خيارات دراسية في الوقت قبل أن يختاروا وجهاتهم الأكاديمية في المرحلة القادمة.