الهلال القطري يقدم أجهزة طبية حيوية لمرضى اليمن

alarab
محليات 13 يونيو 2016 , 04:10م
الدوحة - قنا
 تباشر بعثة الهلال الأحمر القطري في اليمن تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع توزيع أجهزة شفط السائل الدماغي على الأطفال المحتاجين الذين يعانون من مرض الاستسقاء الدماغي، وذلك بتكلفة إجمالية قدرها 120 ألف دولار أمريكي (436,800 ريال قطري) ممولة بالكامل من الهلال الأحمر القطري.

ويهدف هذا المشروع إلى خفض معدلات الوفيات الناتجة عن مرض الاستسقاء الدماغي، والحد من المضاعفات الناجمة عنه، والمساهمة في تحسين حياة الأطفال المرضى بما يمكنهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ومساعدة الأسر الفقيرة التي يعاني أبناؤها من هذا المرض الخطير، وتعميق مبدأ التكافل والتراحم في المجتمع.

وانطلاقا من ذلك، فقد قامت كوادر الهلال الأحمر القطري العاملة في اليمن بشراء 430 جهازا من أجهزة سحب السائل الدماغي عن طريق جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية، كما تم إبرام اتفاقية مع صندوق رعاية وتأهيل المعاقين كجهة حكومية متخصصة لتغطية تكاليف إجراء العمليات الجراحية اللازمة، وبالتالي يكون صرف الأجهزة وتركيبها لمرضى الاستسقاء الدماغي مجانيا بالكامل.

ومن المقرر أن يستمر العمل في هذا المشروع عاما كاملا حتى فبراير القادم ويستفيد منه 430 طفلا من المصابين بالاستسقاء الدماغي، حيث تم تدشين المرحلة الأولى منه بدعم من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وشهدت صرف 100 جهاز ما بين شهري مارس ومايو الماضيين، فيما تم خلال شهر يونيو الجاري صرف الدفعة الثانية وقدرها 100 جهاز أخرى، وذلك تحت إشراف فريق مشترك من الهلال الأحمر القطري وجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية وصندوق رعاية وتأهيل المعاقين.

وفي تصريح له، رحب السيد محمد الديلمي المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين بالهلال الأحمر القطري في اليمن وثمن دوره الإنساني في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، مشيدا بالدعم السخي الذي قدمه الهلال للمواليد المصابين بالاستسقاء الدماغي من خلال منح الصندوق 430 جهازا لشفط السائل الدماغي، مما سيكون سببا رئيسيا في الوقاية من الإعاقة وإنقاذ حياة 430 طفلا مستفيدا.

وأضاف:" نحن في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين إذ نشكر لكم دعمكم الكريم، فإننا نتطلع إلى توسيع مجالات التعاون لتشمل الخدمات الصحية الأخرى للمعاقين، من خلال توفير المستلزمات الضرورية للمعاق مثل الكراسي المتحركة والسماعات الطبية للصم، إلخ".

ومن جانبه، قال دكتور عبدالواسع الواسعي مدير عام جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية:" إن الهلال الأحمر القطري له دور بارز ومتميز في مجال الإغاثة الانسانية بشتى مجالاتها، وتمتد مشاريعه الإغاثية لتشمل معظم محافظات اليمن. ونحن في جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية كمؤسسة فاعلة في المجال الإنساني باليمن منذ عام 1990 نتشرف بشراكتنا مع الهلال الأحمر القطري في كثير من المشاريع التي ينفذها في اليمن، ونلمس ميدانيا أثر تلك المشاريع على المجتمع بشكل عام وعلى المستفيدين بشكل خاص".

وعن أهمية هذه الأجهزة، أوضح دكتور ماجد عامر استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري أن الفائدة من زرع جهاز شفط السائل الدماغي هي المحافظة على سلامة الخلايا الدماغية من التلف، حيث إنه كلما زاد الضغط في الرأس بسبب تجمع السوائل زاد تلف أنسجة المخ وقلت التروية من الدم المحمل بالأكسجين والغذاء اللازم لحيويتها، كما أن زراعة الجهاز تعطي فرصة أفضل لاكتمال نمو الدماغ، الذي يكتمل بنسبة عالية خلال السنة الأولى من عمر الطفل، إلى جانب أنه يمنع حدوث اختناقات الدماغ التي قد تؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة الدائمة.

ويعتبر مشروع توزيع أجهزة شفط السائل الدماغي من أهم المشاريع الصحية التي ينفذها الهلال الأحمر القطري في اليمن، حيث يعد بمثابة إنقاذ حياة ووقاية من الإعاقة لمئات الأطفال حديثي الولادة الذين يولدون ويولد معهم مرض الاستسقاء الدماغي.

وأغلب من يصابون بهذا المرض هم من أبناء الأسر الفقيرة التي لا تطيق تحمل أعباء مواجهة هذا المرض، سواء من حيث تكلفة شراء الجهاز أو إجراء العملية الجراحية اللازمة لزرعه في رأس الطفل المصاب لتصريف السوائل من الدماغ، وبسبب هذه التكاليف الباهظة فإن الكثير من الأسر المعدمة تقف عاجزة بينما تشاهد أطفالها وهم يموتون بين أيديهم.

م . م/س.س