كشف البنك الدولي ان مونديال قطر يدعم الانتعاش الاقتصادي في المنطقة ، وخلق فرص عمل كبيرة للشباب ، من خلال الاستفادة من تجربة قطر في الادارة الناجحة
وتحويل الفرص الاستثمارية إلى مشاريع جديدة تخدم دول المنطقة .. واضاف البنك الدولي في احدث تقرير له أن مونديال قطر يساهم في تعزيز المشاريع الرياضية ومشاركة القطاع الخاص وصغار المستثمرين بها ، من خلال تحويل الاندية إلى شركات رياضية جيدة الادارة وجاذبة لرؤوس الاموال ، وطرحها في البورصات لتوفير التمويل اللازم لها ، لتكون مشاريع استثمارية تدر عوائد مالية وتخلق فرص عمل جديدة .
واكد البنك الدولي ان المشاريع الاستثمارية الرياضية تمثل فرص واعدة للقطاع الخاص المحلي والأجنبي في المنطقة باعتبارها أصولا قيّمة وصناعة جديدة قادرة على تحقيق منافع مالية واجتماعية واقتصادية كبيرة .
3 خطوات للتطوير
وأوضح البنك الدولي أن بلدان المنطقة التي تعاني من قيود مالية عامة يمكن أن تبدأ دورة حميدة بالتركيز على تعبئة رأس المال الخاص في أندية كرة القدم. ويمكن لبلدان المنطقة اتباع إستراتيجية من ثلاث خطوات:
الأولى تعبئة المزيد من التمويل لأندية كرة القدم من القطاعين الخاص المحلي والأجنبي، حيث تعتبر أندية كرة القدم أصولا قيّمة بالنظر إلى قدرتها على اجتذاب المواهب وتحقيق منافع مالية واجتماعية واقتصادية كبيرة. غير أن قدرة الأندية في بعض البلدان على إيجاد التمويل الخاص اللازم تضعف بسبب نفوذ وامتيازات بعض رجال الأعمال في اتخاذ القرارات والإدارة،
يمكن تمويل رأس المال الخاص بشكل رئيسي بطريقتين:
التسجيل في البورصة، ولهذا الإجراء ميزة تتمثل في تشجيع المزيد من الشفافية في عملية الخصخصة مع تسهيل مشاركة القطاع الخاص المحلي وصغار المستثمرين، مثل المشجعين ورابطات التشجيع والرابطات الأخرى. ويتمثل أحد أوجه القصور في هذا النهج في أن صغار المستثمرين يميلون إلى بيع أسهمهم عندما ينخفض السوق أو لا تتحقق توقعاتهم على أرض الواقع.
فتح باب المساهمة في أسهم رأس المال للشركاء الفنيين أو الماليين باستخدام الآليات المؤسسية الموجهة في العادة للاستثمار الأجنبي المباشر في منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
تصدير المواهب
ومن المفاضلات المهمة التي ينبغي أخذها في الاعتبار أن بعض الشركاء قد يركزون على تحديد المواهب الشابة وتصديرها أكثر من تركيزهم على تحقيق البطولة.
ولذلك يجب التركيز على تشجيع أصحاب النوادي على تطوير وتنمية المواهب الشابة للمساعدة في تعزيز القدرة التنافسية، وزيادة إيرادات المباريات، وتشجيع بيع اللاعبين (بعد إقامة لمدة قصيرة في الأندية التي تدربوا فيها) مع تعزيز نطاق وتأثير الأندية والدوري والمنتخب الوطني على المستويين الإقليمي والدولي.
وستجد النوادي الأكبر حجما التي تضم أعدادا كبيرة من المشجعين أنه من الأسهل جذب الاستثمارات الخاصة في الملاعب، على غرار النموذج الإنجليزي (نادي واحد ــ استاد واحد).
وتتمثل الخطوة الثانية في زيادة إيرادات النادي من خلال زيادة تحصيل مبيعات التذاكر وحقوق البث التلفزيوني وتقاسمها. وعلى الرغم من أن حقوق البث التلفزيوني تمثل ثلثي إيرادات النادي في البلدان المقارنة، فإن وجود قاعدة كبيرة من المشجعين أمر أساسي لزيادة الإيرادات من مبيعات التذاكر وبرامج الرعاية والترويج التجاري.
وقد أظهر التحليل الإحصائي في هذا المجال أن إيرادات النادي ترتبط بعلاقة طردية بحجم السكان، ومستوى التنمية في المنطقة، والقدرة التنافسية لهذه الأندية (
وأضاف التقرير أنه في بعض البلدان، لا يتم تحويل إيرادات المباراة بشكل منتظم إلى الأندية، وهو ما يحد من قدرتها على النمو وأن تكون أكثر قدرة على المنافسة.
وفيما يتعلق بحقوق البث التلفزيوني، اختارت عدة بلدان إجراء مفاوضات مركزية تجريها الاتحادات والرابطات المهنية لديها، بهدف إعادة توزيع الإيرادات المحققة على الأندية (إنجلترا وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة).
ويمثل هذا النموذج مفاضلة بين التوازن التنافسي في المسابقات المحلية، من ناحية، والقدرة التنافسية الدولية من ناحية أخرى. وفي بعض البلدان، يعتبر احتكار مقدمي خدمات البث التلفزيوني على المستوى الوطني لبث مباريات محددة من القيود الرئيسية.
تعزيز المنافسة وتحقيق التنمية
اما الخطوة الثالثة كما يشير تقرير البنك الدولي فتتمثل في تدعيم تنظيم الأندية وتحسين حوكمة الدوري والاتحادات والرابطات لتعزيز المنافسة وتحقيق التنمية والتطوير لهذا القطاع على نحو سليم.
ومن المهم إنشاء وحدة مسؤولة عن متابعة ومراجعة حسابات الأندية والإشراف والرقابة على حدود الإنفاق. وينبغي أن تضع هذه الوحدة أيضا قواعد ذات مصداقية وتطبق عقوبات لتعزيز الشفافية المالية والاستدامة للأندية.
ودعما للحوكمة الجيدة للاتحادات والرابطات ومنافسات الدوري، تظهر المعايير المرجعية التي تم فحصها في هذه العملية أن النماذج تختلف من بلد إلى آخر، تبعا لتاريخ البلدان واقتصادها السياسي.
وفي بعض البلدان، يدير النوادي أيضا أعضاء آخرون من اتحاد كرة القدم المحترفين، ويشمل ذلك رابطات المدربين، ورابطات اللاعبين، والأطباء المتخصصين في الطب الرياضي، إلخ، وعند تنظيم بطولة دوري، من المهم اتخاذ قرار بشأن العدد الأمثل من الأندية، لأن كثرة عدد الأندية بصورة مبالغ فيها يمكن أن يؤدي إلى إهدار إيرادات الأندية.
ولخلق دوري محلي مثير لكرة القدم وتحقيق المنافسة العالمية، على البلدان التي تعاني من قيود مالية عامة والبلدان متوسطة الدخل تعبئة رأس المال الخاص لتحديث أندية كرة القدم. وقد جددت بطولة كأس العالم في قطر 2022 الحماس لكرة القدم في المنطقة، وهناك فرصة حقيقية للاستفادة من هذا الزخم وتعبئة رأس المال الخاص بهدف تحسين وتطوير إدارة أندية كرة القدم.