نحث كبار السن على ضرورة الحصول على اللقاح
قطر تولي اهتماماً كبيراً بصحة هذه الفئة
لا تلتفتوا للشائعات.. والدولة وفرت أفضل أنواع اللقاحات في العالم
حثت الدكتورة هنادي الحمد، القائد الوطني لبرنامج الشيخوخة الصحية بالاستراتيجية الوطنية للصحة والمدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل بمؤسسة حمد الطبية، كبار السن في قطر من المواطنين والمقيمين على ضرورة الحصول على اللقاح ضد فيروس كورونا «كوفيد – 19»، بأن يسرع من لم يحصل على الجرعات للحصول على الجرعة الأولى والثانية، وأن يتقدم من حصلوا على الجرعتين لأخذ الجرعة المعززة.
وقالت د. هنادي الحمد في تصريحات خاصة لـ «العرب» إن قطر تولي اهتماما كبيرا بصحة كبار السن، وأن هذا الأمر يتجلى في الكثير من السياسات الصحية بالدولة، وظهر بصورة واضحة في وضع هذه الفئة على رأس الأولويات للحصول على اللقاح ضد كورونا «كوفيد – 19»، حيث إن الدولة ومنذ 24 ديسمبر 2020، وهو يوم انطلاق حملة التطعيم ضد الفيروس، حددت فئة كبار السن بين الفئات المستهدفة للتطعيم.
وأضافت: في هذه الفترة المهمة من تاريخ مواجهتنا للجائحة، فإن حماية كبار السن هي مسؤولية علينا جميعاً، فعلى الأبناء والأحفاد أن يحثوا ذويهم على أخذ اللقاح، وأن يوفروا لهم كافة الإجراءات الاحترازية بالمنزل، بما يضمن سلامتهم وعدم تأثير الفيروس على صحتهم.
وأردفت: منذ بداية الجائحة، حرصنا على توضيح المضاعفات التي قد يتسبب فيها الفيروس لكبار السن، وهم فئة عزيزة على قلوبنا، وكلنا أمل أن يواصل الجميع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ليس لسلامتهم فقط ولكن لسلامة الآخرين، وفي مقدمتهم أحباؤنا من كبار السن.
وأكدت د. هنادي الحمد أن كبار السن وبطبيعة التقدم في العمر تضعف لديهم القدرة على مقاومة الأمراض والفيروسات، وتقل قدرة الجهاز المناعي على التصدي لها، لذا تكون إصابتهم بأي مشكلة صحية مسببا لمضاعفات خطيرة، وأن المشكلة البسيطة التي قد تواجه شاب في العشرينيات أو الثلاثينيات من عمره، قد تكون خطيرة بالنسبة لشخص في العقد السابع أو الثامن من عمره.
وأوضحت أن دولة قطر ومنذ بداية الجائحة حرصت على التأكيد من خلال الشعار الذي أطلقته على أهمية التكاتف في مواجهة الجائحة، فشددت من خلال شعار «سلامتك هي سلامتي» على أننا جميعاً شركاء في مواجهة الفيروس، لافتة إلى أن المسؤولية ما زالت تقع على عاتق كل فرد في أن يحمي كبار السن، وليست على كبار السن أنفسهم فحسب.
وقالت القائد الوطني لبرنامج الشيخوخة الصحية بالاستراتيجية الوطنية للصحة: ارتكز نجاح دولة قطر في مواجهة جائحة كورونا «كوفيد – 19» على ركيزتين أساسيتين، الأولى وعي المجتمع، والثانية برنامج التطعيم الأكبر في تاريخ قطر، والذي وضع كبار السن على رأس أولوياته، الأمر الذي ساهم في حمايتهم من الكثير من المخاطر.
وأضافت: كما ذكرنا سابقاً فمناعة كبار السن تقل مع التقدم في العمر، لذا يوفر التطعيم مستوى الحماية المطلوب في حالة إصابة الشخص بالفيروس، فضلا عن الحماية من الإصابة، وهذا ما تجلى من خلال حالة الآلاف من كبار السن الذين حصلوا على التطعيم في قطر، ومئات الملايين من كبار السن حول العالم.
وتابعت: ترويج الشائعات المتعلقة باللقاحات من الأخطاء التي تتسبب في ترويع الأشخاص وإخافتهم من الحصول على اللقاح، لذا نأمل من الجميع ألا يلتفتوا لهذه الشائعات، فقد حرصت الدولة على أن تستورد أفضل أنواع اللقاحات في العالم، وأن توفرها لكل من يعيش على أرض قطر، فلا تلتفتوا للمعلومات المغلوطة المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأكدت د. هنادي الحمد أن أغلب الحالات المصابة بالفيروس والتي يتم إدخالها إلى العناية المركزة هي من غير الحاصلين على اللقاح أو من لم يحصلوا على الجرعة المعززة، الأمر الذي يوضح أهمية اللقاح في المحافظة على صحة السكان.
ونوهت إلى أن معدلات الوفاة مقارنةً بالإصابات في قطر هي من أقل المعدلات عالمياً، وهذا الأمر نتيجة للنظام الصحي القوي في قطر، والإجراءات المتميزة التي اتخذتها الدولة منذ بداية الجائحة، فضلاً عن مستوى الوعي المنتشر بين السكان.
ولفتت إلى أن أغلب الإصابات الخطيرة بكورونا «كوفيد – 19» بين كبار السن هي لمن لم يحصلوا على اللقاح أو من لم يحصلوا على الجرعة المعززة في موعدها، أو الأشخاص الذين لم يلتزموا بالإجراءات الاحترازية، الأمر الذي تسبب في إصابتهم بالفيروس، وتطورت الإصابة لديهم بصورة تسببت في وفاة البعض.
وأوضحت أن أغلب الوفيات الناتجة عن كورونا في قطر هي بين كبار السن، وإن كانت هناك حالات بين الشباب، ولكن معظم الحالات بين كبار السن، خاصةً المصابين بأمراض مزمنة خطيرة، لذا يتعين على الجميع العمل على حماية ذويهم من كبار السن، سواء بحثهم على الحصول على التطعيم بمختلف جرعاته أو الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وأشادت د. هنادي الحمد بمستوى الإقبال الملحوظ من كبار السن للحصول على جرعات اللقاح، منوهة إلى أن الكثيرين حرصوا على التوجه للمراكز الصحية والحصول على جرعات اللقاح المختلفة.
وأكدت أن متحور أوميكرون يعد من أخطر المتحورات على الصحة العامة، وعلى صحة كبار السن بصورة خاصة، خاصةً تميزه بالسرعة الكبيرة في الانتشار والقدرة على نقل العدوى لعدد أكبر من الأشخاص مقارنةً بغيره من المتحورات، وأن هذا الأمر يتضح بصورة جلية في الموجة الثالثة من الفيروس في قطر.
وأشارت إلى أن الآثار الناتجة عن الجرعة الثالثة هي ذات الأعراض الناتجة عن الجرعة الأولى والثانية من اللقاح، وليس هناك تسجيل لأي أعراض مختلفة تظهر على كبار السن نتيجة الجرعة الثالثة، ولم يتم رصد أي مضاعفات تسبب فيها اللقاح حتى الآن بين كبار السن في دولة قطر.
ونوهت إلى أن نسبة كبيرة من كبار السن قد تصل إلى أكثر من 95 % قد حصلوا على الجرعتين الأولى والثانية، وأن هناك مستويات إقبال واضحة للحصول على الجرعة الثالثة المعززة.
وأوضحت أن من بين الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية لحماية كافة شرائح المجتمع وخاصةً كبار السن من خطر الإصابة بالفيروس كان منها خدمة توصيل الأدوية للمنازل، بجانب الاستشارات عبر الهاتف من خلال خط «راحة»، وهو خط ساخن لدعم أهالي المرضى، حيث يتم تلقي المُكالمات بكل سرية، مُوضحة أن الخدمة مُتوفرة يوميًا من الثامنة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، إلى جانب الخط الساخن لكبار السن عن طريق الخط 16000 المجاني.