وزير الخارجية التركي: اجتماع الدوحة يؤسس لمشاورات جديدة في مسار سلام سوريا

alarab
حول العالم 12 مارس 2021 , 12:04ص
الدوحة - العرب

قال سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير خارجية الجمهورية التركية: إن الاجتماع الثلاثي الذي عقد بالدوحة أمس، يؤسس لمشاورات جديدة في مسار تحقيق السلام في سوريا، معرباً عن شكره لدولة قطر على استضافة هذا الاجتماع الذي يهدف للبحث عن سبل المساهمة في الجهود الرامية للوصول لحل سياسي دائم في سوريا.
ووصف سعادته الصراع في سوريا، الذي دخل عامه العاشر، بالوضع السيئ والسلبي جداً، مشيراً إلى أن عدم تلبية المطالب المشروعة للشعب السوري كان سبباً رئيسياً لهذا الصراع.
وأكد سعادته على موقف تركيا الذي يرى أنه لا يوجد حل لإنهاء الصراع في سوريا إلا من خلال عملية سياسية تقوم على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ، مشدداً على دعم بلاده لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يستند على الثوابت التي حددتها الشرعية الأممية.
وفي هذا السياق، أشار سعادة وزير الخارجية التركي إلى أن تركيا وروسيا، وباعتبارهما ضامنتين لمسار أستانا، تسعيان للوصول لهذا الهدف، مؤكداً مواصلة التعاون مع دولة قطر من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في سوريا عبر إيجاد حل سياسي للأزمة.
وأشار سعادته إلى أن الاجتماع راجع أعمال اللجنة الدستورية السورية، كما تطرق كذلك لوجوب الضغط على النظام السوري لتحقيق مكاسب سياسية في ظل الوضع الراهن، فضلاً عن مناقشة الأوضاع الإنسانية المتردية في سوريا، مع التأكيد على ضرورة زيادة الجهود الخاصة بالمساعدات الإنسانية لا سيما تلك المتعلقة بمواجهة تفشي وباء كورونا.
وبيّن سعادته أن ملايين السوريين يعيشون الآن في تركيا.. مشيراً إلى أن معطيات وتقديرات الأمم المتحدة تبين أن هناك حوالي 13.4 مليون سوري بحاجة للمساعدة، منهم 5,9 مليون شخص بحاجة ماسة لتأمين السكن والمأوى، كما أن هناك 12.4 مليون شخص على الأقل يواجهون شبح الجوع، كما أن التقديرات تشير إلى أن هناك أكثر من 2.4 مليون طفل سوري محروم من التعليم ولا يستطيع الالتحاق بالمدرسة.
وخلال المؤتمر تطرق سعادة السيد مولود جاويش أوغلو إلى المنظمات الإرهابية مثل داعش و»بي كا كا» و»ي ب د» التي تمارس أعمالاً إرهابية، مبيناً أن الاجتماع الثلاثي تطرق أيضاً إلى محاربة هذه المنظمات والقضاء عليها.. مشدداً على أن تركيا ستستمر في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحماية المدنيين، وستواصل قتالها ضد التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن هذه الاجتماعات ستعقد بشكل منتظم حيث ستستضيف تركيا الاجتماع المقبل، في حين ستستضيف روسيا الاجتماع الذي يليه، معرباً عن ثقته بأن الدول الثلاث الصديقة ستعمل على تأسيس السلام الدائم في سوريا، وستعمل على حفظ أمن المنطقة.
ورداً على سؤال بشأن عودة سوريا لجامعة الدول العربية، بين سعادة وزير الخارجية التركي أن تركيا من جهتها لن تتكلم بالتأكيد نيابة عن الجامعة العربية، إلا أنها تهدف لتحقيق حل سياسي، وإذا ما تم إيجاد مثل هذا الحل فسيكون هناك حل دائم في المنطقة، مضيفاً أن «النظام السوري للأسف ما زال مستمراً في استبداده وارتكاب الجرائم، ويريد أن يكون الحل عسكرياً، وهو غير مؤمن بالحل السياسي، وهو الأمر الذي لن يحقق أي تقدم في عملية السلام في سوريا، ولن يحقق أي نتائج إيجابية للمنطقة».