ما يحدث لنادي قطر هذا الموسم يثير الدهشة والاستغراب، خاصة بعد التوقعات العالية التي سبقت الموسم الحالي، الجميع كان يعتقد أن «الملك القطراوي» سيعود بقوة بعد تأهله لنهائي كأس سمو الأمير في نهاية الموسم الماضي، لكن ما حدث كان العكس تمامًا، حيث أصبح الفريق مهددًا بشكل كبير بالهبوط، وهو ما أثار مخاوف جماهيره التي أطلقت صرخات الاستغاثة خوفًا على مصير فريقها الذي يصاب بحالة (ترنح) ويقبع بمؤخرة الدوري، فكل الطرق تؤدي إلى الدرجة الثانية فمن ينقذه!
وتبدو جميع المؤشرات مقلقة، حيث يواجه الملك القطراوي خطر العودة إلى الدرجة الثانية، في ظل استمرار تراجع مستواه ونتائجه، واحتلاله المركز الحادي عشر وقبل الأخير في جدول ترتيب دوري نجوم أريد.
فتراجع الفريق ليس جديدًا، بل بدأ منذ الموسم قبل الماضي واستمر التراجع ليحتل الفريق المركز العاشر، وكان قريبًا جدًا من الهبوط لولا الجهود الكبيرة للمدرب الوطني يوسف النوبي، الذي نجح في إنقاذ الفريق وأبقاه في دوري الكبار، بل وقاده إلى نهائي أغلى الكؤوس.
وفي هذا الموسم، عادت أزمة التراجع مجددًا، وازدادت حدتها بعد رحيل المدرب يوسف النوبي لأسباب غير واضحة، الإدارة أعادت التعاقد مع المدرب المغربي يوسف سفري، الذي سبق أن فشل في مهمته مع الفريق الموسم الماضي وتمت إقالته حينها. وبعد فترة قصيرة، تعاقد النادي مع المدرب البرتغالي سوزا، الذي لم يستمر طويلاً بسبب سوء النتائج، ليعود النادي مرة أخرى للاستعانة بالنوبي، الذي انقذ الفريق من الخطر وقاده للأمان بل ولنهائي أغلى الكؤوس واستمر في بداية جولات الموسم الجديد ولكن بقدرة قادر فوجئ الجميع بعودة سفري الذي سبق وان فشل مع الفريق ولكن الأمور ازدادت سوءًا تحت قيادته. وتعرض الملك لعدة خسائر بل وأداء سيئ ومستوى هابط.
وتراجع نادي قطر بشدة ليحتل المركز قبل الأخير، وبات المرشح الأول لخوض المباراة الفاصلة وهو أمر لا يليق بالملك. فاستمرار تدهور الأداء والنتائج يجعل هبوط الفريق احتمالاً واردًا إذا لم تحدث تغييرات جذرية خلال القسم الثاني من الدوري.
أسباب التراجع
التراجع القطراوي له أسباب عديدة، أبرزها عدم الاستقرار الفني، تغيير المدربين بشكل متكرر وعودة مدرب لم يحقق النجاح سابقًا (يوسف سفري) أثرا سلبًا على استقرار الفريق.
ضعف التخطيط: غياب خطة واضحة لإعادة بناء الفريق أو تدعيم صفوفه بالشكل المطلوب.
غياب الروح القتالية: اللاعبون لم يظهروا الالتزام والجدية المطلوبة لتحقيق النتائج المرجوة.
الملك في خطر
إذا استمرت الظروف كما هي، فإن هبوط نادي قطر إلى الدرجة الثانية قد يصبح واقعًا لا مفر منه، الجماهير تأمل رؤية تغييرات سريعة وحاسمة لإنقاذ الفريق من هذا المصير المظلم، الكرة الآن في ملعب الإدارة، التي يجب أن تتحرك فورًا لإعادة الملك القطراوي إلى المسار الصحيح قبل فوات الأوان.
واستمرار الملك في القاع وفي المركز قبل الأخير أمر متوقع لاستمرار نفس الأسباب التي أدت إلى تراجعه وأبرزها عودة سفري كمدرب للفريق حيث لم يقدم أي جديد للفريق. ومن بين أهم الأسباب التي ستسهم في استمرار الملك في القاع وخوضه معركة البقاء والهبوط عدم امتلاكه اللاعب الهداف ورأس الحربة الذي يستطيع استغلال الفرص وتسجيل الأهداف التي تؤدي إلى الانتصارات وإلى النتائج الإيجابية.
الملك هو ثاني أضعف هجوم في دوري 2025 بعد الخور الثاني عشر والأخير، حيث لم يسجل الفريق سوى 13 هدفا في 11 مباراة بينما سجل الخور 10 أهداف فقط.
وأسوأ وأضعف دفاع في الدوري بعد أن اهتزت شباكه 28 مرة وهو نفس عدد الأهداف التي اهتزت بها شباك العربي صاحب المركز العاشر.
هذه الأسباب هي التي ستجعل القطراوي الأقرب – حتى الآن – لخوض معركة المباراة الفاصلة، حيث لا يملك الفريق المدرب الذي يستطيع تغيير شخصيته ورفع مستواه وتطوير أدائه، أو الدفاع القوي القادر على حماية مرماه، أو الهجوم الفعال الذي يستطيع إحراز الأهداف.
التغيير لابد منه
ولن ينقذ القطراوي من الخطر سوى استغلال فترة توقف الدوري وإجراء التغييرات الفنية اللازمة في البحث عن مدرب كفء وجيد يتولى المهمة ويكون أساس عمله تطوير الأداء، بالإضافة إلى مساعدته على تحقيق النتائج الإيجابية التي تبعده عن القاع وعن المراكز الأخيرة.
ونعتقد أن قطر يملك من أصحاب الخبرة الإدارية والفنية ما يمكنهم من اختيار المدرب المناسب لإنقاذ الفريق سواء كان من المدربين المتواجدين حاليا بالدوحة أو من خارجها ويجب ترك الأمر لهم لاختيار البديل المناسب لهذا الوقت الحرج والحساس.
وأيضا لن ينقذ الملك من الخطر سوى إجراء عملية تجديد شاملة على المحترفين، فإن الأرقام والإحصائيات تشير إلى ضعف عام وتراجع كبير في المستوى لمعظم المحترفين سواء في الدفاع أو الوسط أو الهجوم، وخاصة الهجوم الذي لا يملك الهداف الجيد وبعد أن أثبت الكونغولي مالانجو فشله حيث لم يسجل سوى 3 أهداف في 11 مباراة.
حال القطراوي لا يسر عدواً ولا حبيباً، ونأمل من الجميع الوقوف خلف الفريق واستماع الإدارة لنصائح أهل الخبرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.