الدوحة والقاهرة تتباحثان للتعاون في قطاع الاتصالات

alarab
حوارات 11 مارس 2012 , 12:00ص
حوار - نور الحملي
كشف الدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، عن وجود مباحثات مع الجانب القطري بشأن التعاون الثنائي في قطاع الاتصالات. وأكد سالم، في حوار لـ «العرب» أن هذه المباحثات بدأت منذ فترة قصيرة وتمت مواصلة النقاش بشأنها بعد انتهاء أعمال قمة توصيل العالم العربي 2012، التي عقدت في الدوحة الأسبوع الماضي. كما كشف عن تفاصيل الدعوة التي وجهتها مصر إلى جميع المهتمين بشأن تكنولوجيا الاتصالات على مستوى العالم العربي لعقد اجتماع في القاهرة لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بالقطاع. ورحب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأي تعاون مصري مع كافة الدولة العربية، مؤكداً أن قطاع الاتصالات من أكثر القطاعات حيوية. وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من هذا الاجتماع يتمثل في تكامل الجهود، حتى لا تتكرر جهود الدول المبذولة في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا مرة أخرى، بالإضافة إلى أن هذا الاجتماع يهدف للاستفادة من جميع الخبرات العربية في هذا المجال، مؤكداً أن الخبرات المصرية بما تمثله من ثقل ستكون مطروحة للجميع. وكشف الدكتور محمد سالم عن أنه تم عقد اجتماع مع الوفد الجزائري، على هامش قمة توصيل العالم العربي بالدوحة، لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الاتصالات، ولفتح صفحة جديدة من التعاون بين البلدين تطوي الأزمات التي خلفها النظام المصري السابق. وأشار سالم إلى أن حجم الاستثمارات في مشروع البرودباند في مصر تتراوح بين 2.5 و3 مليارات دولار، لافتاً إلى أن مساهمة القطاع الحكومي في هذا المشروع تقدر بحوالي %20، والعائد منها يقدر بنحو 4 مليارات دولار. كل هذه التفاصيل في الحوار التالي: ¶ هل هناك مباحثات بشأن التعاون بين مصر وقطر في قطاع الاتصالات؟ - نرحب بأي تعاون مع قطر، وهناك محادثات مع الجانب القطري بدأت من فترة قصيرة وتم استكمالها بعد انتهاء أعمال قمة توصيل العالم العربي 2012، ونحن نرحب بأي تعاون مع قطر ومع أي دولة عربية في مجال الاتصالات. ¶ وهل كانت قمة توصيل العالم العربي بالدوحة فرصة لأوجه تعاون بين مصر وأي دولة عربية أخرى؟ - بالطبع، القمة فتحت الباب أمامنا لعقد اجتماعات مع دول عربية أخرى لتعزيز التعاون فيما بيننا، ومنها الجزائر، فقد تم عقد اجتماع مع الوفد الجزائري في الدوحة، على هامش قمة توصيل العالم العربي، وبحثنا سوياً سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الاتصالات، حتى نفتح بذلك صفحة جديدة من التعاون بين البلدين تطوي الخلافات التي خلفها النظام المصري السابق. ¶ ما ردود الفعل للمبادرة المصرية التي قدمتموها في القمة؟ - هناك ترحيب كبير من الدول العربية وكذلك الاتحاد الدولي للاتصالات، لأن هناك شفافية في تقديم الأعمال والمقترحات المقدمة. ولن ننسى أن الجامعة العربية لها مجهودات كبيرة في هذا المجال، كما أن الاتحاد الدولي للاتصالات له دور أساسي ليس فقط في المسائل الفنية، بل يمتد إلى الشركات الدولية لتوفير رؤوس الأموال، فالاتحاد الدولي للاتصالات يعد هيئة دولية نشيطة في مجال الاتصالات، والتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات يعود بالفائدة على الجميع. ¶ ما أهم المشاريع التي طرحها الجانب المصري على قمة توصيل العالم العربي 2012؟ - قدم الجانب المصري لقمة توصيل العالم العربي، 23 مشروعاً، منها 14 مشروعاً في المحتوى الرقمي، وهنا نقصد المحتوى بجميع أشكاله، فالمحتوى التعليمي يمثل جزءاً أساسياً من المحتوى الرقمي، لذلك نسعى لربط جميع المدارس والمؤسسات التعليمية بالبرودباند بنهاية عام 2015، ولتحقيق هذا الهدف يجب أن يكون هناك استعداد جيد، بحيث يكون الاعتماد على التعليم الحديث واستخدام الإنترنت يتناسب مع التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات، كما أن الوزارة تعطي اهتماماً كبيراً للضلع الثالث من موضوع التعليم، والمتمثل في الحاسب التعليمي أو الحاسب اللوحي، والذي يعد أحد أضلاع المنظومة التعليمية المتكاملة، والمتمثلة في بنية تحتية للبرودباند وحاسب تعليمي للطلاب. وبالإضافة إلى المحتوى التعليمي، هناك أيضاً محتوى ذاكرة العالم العربي، وهو جزء يخص المحتوى التراثي؛ حيث بدأ العمل في هذا المحور منذ سنوات عديدة بمركز توثيق التراث، وتعمل وزارة الاتصالات على إنتاج محتوى جديد للشباب يتلاءم مع متطلباتهم الحالية والمستقبلية. وهناك أيضاً مشروعات للتنمية البشرية ضمن المشروعات المقدمة لقمة توصيل العالم العربي 2012، ومنها مشروع التدريب على البرمجيات مفتوحة المصدر، وهذا يتماشى مع استراتيجية الوزارة بالتدريب على البرمجيات المغلقة والمفتحة المصدر على التوازي. ¶ ما استراتيجيات وخطط وزارة الاتصالات المصرية في مجال البرودباند، وما حجم الاستثمارات في هذا المشروع؟ - نحن في سبيل إعداد خطة لتنفيذ استراتيجية البرودباند في مصر، وسيتم الانتهاء منها في شهر يونيو المقبل، وسيتم تنفيذ هذه الخطة على مراحل، وبنهاية هذا العام ستكون هناك نتائج ملموسة للبرودباند على أرض الواقع، بعد أن تتحول الخطط الموضوعة لمراحل التنفيذ الفعلي. أما بالنسبة إلى حجم الاستثمارات في مشروع البرودباند فتتراوح بين 2.5 و3 مليارات دولار، وتقدر مساهمة القطاع الحكومي العينية في هذا المشروع بحوالي %20، والعائد من هذه الاستثمارات يقدر بنحو 4 مليارات دولار. ¶ هناك دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر لمقاطعة المحمول في العاشر من مارس الجاري بسبب ضريبة شهرية على المحمول.. ما تعليق سيادتكم؟ - الضريبة على المحمول والمقدرة بنصف جنيه شهرياً، هي ضريبة تذهب لخزينة الدولة مباشرة وليست لشركات المحمول، وكانت شركات المحمول تدفع هذه الضريبة نيابة عن عملائها، والتي تقدر بحوالي 500 مليون جنيهاً سنوياً، ونظراً لانخفاض أرباح شركات المحمول، بل إن هناك شركات حققت خسائر فعلية، فقد ارتأينا أن يتحمل عملاء المحمول هذه الضريبة، وأرى أن خصم نصف جنيه من المستخدم للمحمول شهرياً يعد مبلغا قليلا جداً لا يتوقف عنده المستخدم كثيراً، والجديد أن الحكومة ستحصل هذه الضريبة شهرياً وليس سنوياً. ولكن هناك موضوع أهم من ذلك، أود الإشارة إليه، وهو ثقافة استخدام المحمول، فعلى شركات المحمول العاملة في مصر التركيز على ثقافة استعمال المحمول، وألا يكون تركيز الشركات منصب فقط على الربح، ولكن يجب أن تنظر هذه الشركات إلى المستخدم وشرح ثقافة استخدام المحمول؛ حيث لوحظ أن الشركات تقدم عروضا كثيرة لجذب العملاء لإطالة أمد استخدامهم للمحمول للتحدث والتواصل مع الآخرين، لذلك نود من هذه الشركات التركيز أيضاً على ثقافة استخدام المحمول بما يعود بالفائدة على المستخدم والشركة والمجتمع ككل.