عبدالله يوسف الملا مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي لـ «العرب»: مقتنياتنا تبرز مسيرة الرياضة في قطر وحكايات نجوم العالم

alarab
المزيد 11 فبراير 2025 , 01:24ص
محمد عابد

توسع في البرامج انسجاماً مع رؤية «متاحف قطر» الداعمة للابتكار
«الرؤية» تجعل الدوحة مركزاً حيوياً للفنون والثقافة والتعليم بالمنطقة
المتحف يربط بين الرياضة والثقافة وينشر الوعي الرياضي
نسعى ليكون المتحف منصة تظهر شغف قطر الكبير بالرياضة
مكتبتنا تحوي 5 آلاف كتاب ومجلة بحثية علمية متخصصة

 

أكد السيد عبدالله يوسف الملا مدير 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي أن المتحف يلعب دورًا محوريًا في ربط الرياضة بالثقافة، حيث يحتفي بالرياضة كجزء أساسي من الهوية الوطنية، ويعمل على نشر الوعي الرياضي عبر برامج تعليمية موجهة للمدارس والعائلات.
مشيرا إلى أن المتحف يضم سبع صالات عرض تفاعلية، تستعرض تاريخ الرياضة عالميًا ومحليًا، وتسلط الضوء على المحطات البارزة في مسيرة قطر كدولة مضيفة للفعاليات الرياضية الكبرى.
 وقال في حوار خاص لـ «العرب» بمناسبة اليوم الرياضي للدولة، إن المتحف يعتمد على التكنولوجيا والفنون البصرية لجعل تجربة الزائر أكثر تفاعلية وإبداعًا، من خلال الوسائط المتعددة والعروض الغامرة. كما يعزز التعاون مع المتاحف الرياضية العالمية، وشارك في فعاليات دولية مثل الأولمبياد، مما يعزز مكانته عالميًا.
وقال إن معروضات المتحف تبرز دور الرياضة كواحدة من أهم التطورات الثقافية، وتاريخ الألعاب الأولمبية وأهميتها في هذا العصر، وقصص أبطال الرياضة حول العالم، والقصة الملهمة لتطور الرياضة في قطر، وأن يكون أكثر حماساً واهتماماً بالرياضة كمصدر للإلهام الفني.
وكشف السيد عبدالله الملا عن سعي متحف قطر الأوليمبي والرياضي مستقبليًا إلى توسيع برامجه وتعزيز دوره في نشر الثقافة الرياضية، انسجامًا مع رؤية متاحف قطر في دعم الفنون والتعليم والابتكار ليكون منصة يشهد عبر العالم شغف قطر الكبير بالرياضة وطموحها لإلهام المجتمع القطري وإلى التفاصيل...

كيف يربط المتحف بين الرياضة والثقافة؟ وما أهم المبادرات التي يقدمها المتحف لدعم الرياضة في قطر؟

يعد 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي مركزاً وطنياً ودولياً يعنى بنشر المعرفة، وتشجيع الأبحاث الأكاديمية، وتسليط الضوء على تاريخ الرياضة وتراثها. إضافة إلى كونه عضو شبكة المتاحف الأولمبية، التي تضم حالياً 22 متحفاً أولمبياً في جميع أنحاء العالم، ونحن نبحث ونجمع ونشارك قصة الرياضة العالمية والقطرية بطريقة تفاعلية وتمكينية وترفيهية، احتفالا بدولة قطر واعتزازها بالرياضة بصفتها نشاطاً ثقافياً أساسياً.

كيف يساهم متحف قطر الأولمبي والرياضي في نشر الثقافة الرياضية وتعزيز قيم الرياضة، بل وممارستها بين مختلف فئات المجتمع؟ هل لديكم برامج موجهة للطلاب أو المدارس لتعزيز الوعي الرياضي من خلال المتحف؟
انطلاقاً من قاعدة العقل السليم في الجسم السليم، يقدم المتحف مجموعة متنوعة من الطرق لربط التعليم بالرياضة، ويَعتبر إنشاء برامج تفاعلية للمعلمين والطلاب والعائلات، للاستمتاع بها في المنزل أو في المدرسة، جزءاً أساسياً مما يقدمه المتحف، وتتوفر الزيارات المدرسية برفقة المرشدين، باللغتين الإنجليزية والعربية. وتشمل جولة في جميع صالات العرض السبع في المتحف، كما توفر برامجنا أنشطة تعليمية ورياضية تناسب الطلاب من جميع المراحل الدراسية، وهي متاحة جميع المدارس الحكومية والدولية في قطر. وتتماشى هذه البرامج مع معايير مناهج التربية البدنية المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر.
كما تعد الاجتماعات التي نقيمها للمعلمين فرصة للتواصل والتعرف على أنشطة وبرامج المتحف. حيث تتيح الفرصة أمام المعلمين ومرشدي المتاحف للعمل معاً في مجالات التعليم والتعلم الإبداعي. نرحب بجميع المعلمين للانضمام إلينا من أجل تبادل أساليب واستراتيجيات التدريس، وتطوير المناهج معا، وبالإضافة إلى برامج المدارس، نوفر أنشطة تركز على الأسرة وتُشجع المشاركين على استكشاف الرياضات المختلفة والتعرف عليها من خلال الفعاليات البدنية والثقافية والفنية المناسبة لمختلف الأعمار.
وتحتوي مكتبتنا على أكثر من 5000 كتاب ومجلة بحثية علمية متخصصة في الرياضة والتاريخ الأولمبي، وقانون الرياضة، والصحة والتغذية، واللياقة البدنية وغيرها.
جذب عالمي واعتزاز وطني.
    
وما أبرز المقتنيات أو القصص الملهمة التي يعرضها المتحف، وما أبرز التجارب التفاعلية التي يقدمها المتحف لزواره؟ وكيف يعكس المتحف رحلة التطور الرياضي في قطر؟ وما أبرز المحطات التي يسلط الضوء عليها؟
    
يتألف المتحف من سبع صالات عرض تحتضن مقتنيات من جميع أنحاء العالم، من البدايات الأولى للرياضات وحتى يومنا هذا، وتُبرز معروضات المتحف دور الرياضة كواحدة من أهم التطورات الثقافية، وتاريخ الألعاب الأولمبية وأهميتها في هذا العصر، وقصص أبطال الرياضة حول العالم، والقصة الملهمة لتطور الرياضة في قطر، وتتطرق إلى التأثير الهائل الذي أحدثته الفعاليات الرياضية الكبرى التي نظمتها دولة قطر في العقود الأخيرة. ومن شأن التجارب التفاعلية في «منطقة النشاط» بالمتحف أن تُروج للرياضة في جميع أنحاء قطر وتشجع على تبني أنماط حياة صحية ونشطة، فعلى سبيل المثال، تتناول صالة العرض «قطر- البلد المضيف» كيف أضحت الأحداث الرياضية الكبرى، التي استضافتها دولة قطر في العقود الأخيرة، محط جذب عالمي واعتزاز وطني. فقد كانت دورة الألعاب الآسيوية الدوحة 2006، أول حدث رياضي ضخم تُنظمه دولة خليجية، وواحدة من أنجح دورات الألعاب الآسيوية التي أقيمت على الإطلاق، إذ استضافت قطر حينها 45 دولة تنافست في 424 منافسة و39 رياضة. وقبلها استضافت البلاد أحداثاً دولية غير متكررة منذ سبعينيات القرن الماضي، وأحداثاً سنوية منذ تسعينياته، وهنا، سيكتشف الزوار كيف كانت دورة الألعاب الآسيوية لعام 2006 حافزًا لبناء قطر كدولة مضيفة، وكيف أدى هذا الحدث إلى تسريع عجلة التحول الحضري في الدولة، وإنشاء بنية تحتية من الطراز العالمي للرياضات، والضيافة والزائرين تليق بمستوى استضافة النجوم الرياضيين البارزين وجماهيرهم العالمية.  ينقل عرض مصور غامر قصة استاد خليفة الدولي، منذ افتتاحه عام 1976 لاستضافة كأس الخليج العربي الأول، إلى انطلاق بطولة العالم لألعاب القوى عام 2019، وتجديده لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ™️. من خلال سلسلة من التجارب الغامرة، من رياضة السيارات إلى الفروسية ورياضات المضرب، ومن سباقات المضمار والميدان إلى كرة اليد وكرة القدم، تستحضر صالة العرض أكثر اللحظات الخالدة في الأذهان لفعاليات عالمية استضافتها قطر وتتناول إرثها الدائم
    
ما أهداف المتحف المستقبلية التي تخدم هذه رؤية متاحف قطر بشكل عام؟
جعلت متاحف قطر بقيادة سعادة الشيخة المياسة بن حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر من دولة قطر مركزاً حيوياً للفنون، والثقافة، والتعليم في منطقة الشرق الأوسط وما حوله. وتُعتبر متاحف قطر جزءاً لا يتجزأ من هدف تنمية دولة مبتكرة، ومتنوعة ثقافياً، وتقدمية، تجمع الناس معاً لتشجيع الفكر الحديث، وإثارة النقاشات الثقافية الهامة، والتوعية بالمبادرات البيئية والاستدامة وتشجيعها، وإسماع صوت الشعب القطري.
ومن هذا المنطلق، نتطلع إلى أن يكون متحفنا منصة يشهد عبر العالم شغف قطر الكبير بالرياضة وطموحها لإلهام المجتمع القطري ودفعه لممارسة الأنشطة البدنية وأن يكون أكثر حماساً واهتماماً بالرياضة كمصدر للإلهام الفني.

كيف يرى المتحف العلاقة بين الإبداع الفني والرياضة؟ وهل هناك معارض أو فعاليات تسلط الضوء على هذه العلاقة؟
نؤمن أن العلاقة بين الإبداع الفني والرياضة هي علاقة تكاملية تعكس الجمال والإلهام في كلا المجالين. الرياضة، مثل الفن، هي وسيلة للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين، من خلال الرياضة، يتمكن الأفراد من تحقيق التناغم بين الجسد والعقل، مما يخلق تجربة مشابهة للإبداع الفني الذي ينبع من تفاعل الإنسان مع الوسائط المختلفة لإنتاج شيء فني.

وكيف يستخدم المتحف التكنولوجيا والفنون البصرية في تصميم العروض لتحقيق مزيد من الجاذبية للزوار؟

وإلى أي مدى يوظف المتحف باستخدام عناصر الإبداع الفني (مثل الوسائط المتعددة أو الأفلام الوثائقية) في توثيق وعرض قصص رياضية ملهمة؟ وهل يدمج المتحف عناصر الفنون الرقمية والتكنولوجيا التفاعلية لجعل تجربة الزائر أكثر إبداعًا وحيوية؟
يستخدم المتحف التكنولوجيا والفنون البصرية بشكل مبتكر في تصميم العروض لتعزيز جاذبية المعارض وتجربة الزوار، وتشمل هذه الاستخدامات مجموعة متنوعة من الأدوات والوسائل التي تجمع بين الفن والتكنولوجيا بشكل يثير الاهتمام ويُسهم في تقديم محتوى تفاعلي وغني، فعلى سبيل المثال، نستخدم في المتحف تقنيات الفيديو المدموجة مع العناصر الصوتية والموسيقية لخلق تأثيرات مدهشة، مما يزيد من ديناميكية العرض وجذب الانتباه.

على مستوى العالم تعد المتاحف المعنية بالرياضة قليلة.. فما أكثر ما يميز متحف قطر عن غيره من المتاحف؟
يتميز متحفنا عن غيره من المتاحف الرياضية العالمية بتركيزه الفريد الذي يدمج الثقافة المحلية مع الرياضة.
ويهتم المتحف بالرياضات التي تشكل جزءًا مهمًا من المجتمع القطري مثل كرة القدم وكرة اليد، ويعكس تطور الرياضة في المنطقة وفي العالم كله عبر العصور، كما يدمج المتحف الرياضة بالفن والثقافة عبر معارض تفاعلية مميزة تبرز كيفية تكامل الرياضة والفن، مما يمنح الزوار تجربة متنوعة وغنية.
يعتمد المتحف أيضا على استضافة فعاليات رياضية كبرى ويتعاون مع المنظمات المحلية والدولية لتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي، كما يقدم ورش عمل تعليمية للجميع، يقدم المتحف بيئة تربوية مبتكرة.
والجدير بالذكر كما أن موقعه في دولة استضافت كأس العالم 2022 يجعله نقطة جذب سياحية وثقافية مهمة، مما يعزز دوره كمركز رياضي وثقافي في منطقة الشرق الأوسط.