سياسيون سوريون العدوان الإسرائيلي على قطر انتهاك سافر للقوانين الدولية ومحاولة لإفشال جهود التهدئة في الشرق الأوسط

alarab
محليات 10 سبتمبر 2025 , 05:31م
قنا

أكد سياسيون ومحللون سوريون أن العدوان الإسرائيلي على قطر يمثل تطورا خطيرا وانتهاكا سافرا للقوانين الدولية، ويعكس استهدافا مباشرا لمكانة دولة قطر ودورها الدبلوماسي والإقليمي ومحاولة لإفشال جهود التهدئة، مع ما يحمله من تداعيات على الأمن والسلم في المنطقة.

ولفتوا في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى أن استهداف قطر لا يمثل فقط اعتداء على دولة شقيقة، بل يشكل تهديدا مباشرا للأمن والسلم في المنطقة والعالم، داعين إلى موقف عربي ودولي موحد لردع ممارسات الاحتلال التي تنذر بمزيد من التوترات.

وفي هذا السياق، قال الأستاذ وائل علوان مدير مركز جسور للدراسات، إن استهداف قطر يأتي في سياق ما وصفه بتعطيل الحكومة الإسرائيلية للمبادرات الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام، مؤكدا أن قطر كانت ولا تزال وسيطا أساسيا في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، وأن الاعتداء يشكل رسالة واضحة بأن حكومة الاحتلال غير جادة في أي مسار سلام، وأنه يمثل تهديدا مباشرا للأمن الإقليمي والدولي.

من جانبه، أوضح فراس فحام الباحث في الشؤون السياسية والأمنية، أن العدوان الإسرائيلي يعبر عن مسعى لفرض واقع جديد في المنطقة، مضيفا أن الاحتلال أراد من خلال هذه العملية التأكيد على غياب الخطوط الحمراء.

ورأى أن التطورات الأخيرة ستدفع دول المنطقة إلى إعادة حساباتها الأمنية والسياسية، لافتا إلى أن دمشق تنظر إلى الاعتداء على قطر باعتباره استهدافا لشريك أساسي سياسيا واقتصاديا، ولرمزية عربية وإسلامية تتمثل في الدوحة.

بدوره، شدد مطيع البطين المتحدث السابق باسم المجلس الإسلامي السوري، على أن العدوان الإسرائيلي يعكس ما وصفه بـ"غطرسة الاحتلال وسعيه لتوسيع رقعة الاعتداءات"، منوها إلى أن العدوان طال وفدا مفاوضا رغم وجود وساطة، الأمر الذي اعتبره خرقا صريحا لكل الضوابط والأعراف الدولية.

وأشار إلى أن القصف داخل دولة عربية عضو في مجلس التعاون الخليجي يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، مضيفا أن استهداف قطر، التي اشتهرت بدورها في الوساطات واحتواء الأزمات، من شأنه المساهمة في تصعيد حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

كما اعتبر محمد المصري الباحث السياسي والاقتصادي، أن العدوان الإسرائيلي لا يقتصر على بعده العسكري فحسب، بل يمتد ليشمل أبعادا سياسية وقانونية، قائلا "إن العملية يمكن قراءتها في إطار سياسة الردع الإسرائيلية وإرسال رسائل مفادها أن قادة المقاومة ليسوا في مأمن حتى خارج الأراضي الفلسطينية".

ورأى أن تنفيذ العملية في الدوحة، التي احتضنت العديد من الوساطات والمفاوضات يوحي بأن الكيان الإسرائيلي يسعى لتقويض الجهود الدبلوماسية أو إعادة رسم شروطها بما يخدم مصالحها، مشددا على أن الاعتداء يشكل انتهاكا واضحا لمبدأ السيادة المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، وقد يؤدي إلى إفشال مسارات التهدئة وتبادل الأسرى، ويفتح الباب أمام تصعيد إقليمي يصعب التحكم بنتائجه، ويضع الأمن في الشرق الأوسط أمام اختبار صعب، لا أحد بمقدوره توقع نتائجه.