أطلق الملتقى القطري للمؤلفين بالتعاون مع إذاعة أف أم برنامج شارع الثقافة الذي يذاع عبر موجات الإذاعة كل يوم أحد. ويطرح مجموعة من القضايا الثقافية المحلية والعربية والإقليمية، وهو من إعداد كل من الأستاذة رولا الغزاوي والدكتور عبد الرحيم الهور وتقديم الدكتور الهور وتنسيق الملتقى. استضافت الحلقة الأولى الأستاذة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون، مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين بوزارة الثقافة.
وعرف الدكتور عبد الرحيم الأستاذة مريم بكونها سيدة الثقافة القطرية لكونها أول سيدة تشغل منصب مدير إدارة الثقافة والفنون كما أنها تترأس الهيكل الثقافي الذي يجمع الكتاب والمؤلفين تحت مظلته وهو الملتقى القطري للمؤلفين.
وقالت الأستاذة مريم إن لفظ مؤلف أشمل من كاتب لأنه يشتمل على جميع أنواع الإبداع من مسرح ودراما وشعر وحتى كتاب المقال، وإن المؤلف هو كل شخص يعمل على دعم الكتابة مثل المترجمين.
وأشارت إلى أن المنظمات المتخصصة قدمت تعريفا للثقافة واتفقت على كون الثقافة كل ما يخص الإنسان من تفكير وثقافته وعاداته ولغته وتفاعله مع بيئته وهي لا تنحصر على مجالات دون أخرى بل كل ما يؤثر على الإنسان ويحرك سلوكه ويؤثر على فكره، مؤكدة أن الثقافة تسير في خط متواز مع التعليم وهما كل لا يتجزأ، وأنها عملت في كلا المجالين اللذين يتشاركان في العديد من البرامج الصفية واللاصفية من بينها القراءة والقصص والرسم والتمثيل، وأن المدرسة من أهم الأماكن التي يتم فيها تعزيز الثقافة، وأوضحت أن وزارة الثقافة تركز على الأسرة كونها النواة الأولى للثقافة وأن كل عائلة لها ثقافتها الخاصة، وأن العائلة هي النبع الذي يسقي ثقافة الطفل وينميها، وكل أسرة فيها مجموعة من العناصر الثقافية وهو ما يصنع التفاوت الثقافي بين الأطفال بشكل غير مقصود من خلال اختيار المدرسة وطريقة التنشئة، والمدرسة في المرحلة الثانية تغطي جميع مناحي الثقافة من خلال المناهج التي تعزز الثقافة المحلية من دين ولغة إضافة إلى دور الإعلام الذي لا يقل أهمية عن دور العائلة والمدرسة وهي عملية متكاملة تتطلب تضافر الجهود.
وفيما يتعلق بقياس درجة ثقافة المجتمع أوضحت مدير إدارة الثقافة والفنون أنه يمكن قياسها من خلال الإنتاج الثقافي وهي مخرجات مثلث الثقافة - العائلة، المدرسة، الاعلام- وهو ما أكده سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه خلال انعقاد مجلس الشورى الأخير بأن دور الأسرة والمدرسة وكافة مكونات المجتمع متكاملة ولا يمكن فصلها للمحافظة على هوية وثقافة والمجتمع، وقالت إن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد وجود أثر للسلوك الثقافي المتزن في المجتمع القطري، من بينها الوعي الثقافي والإنتاج الثقافي الرصين والمتنوع الذي يستجيب لاحتياجات كافة فئات المجتمع مع المحافظة على خصوصية المجتمع والسلوك المقبول شموليا.
وقالت الحمادي «إن هناك إطارا عاما للثقافة وهي التصورات الكبرى لوزارة الثقافة التي تركز على مجموعة من القيم مثل الكرامة الإنسانية واحترام الآخر والعلم والعمل والوقت التي من شأنها تحقيق اتزان الفرد والمجتمع وذلك في إطار احترام الآداب العامة التي يفرضها الدستور القطري، مشيرة إلى أن المجتمع يختار بنفسه القيم المقبولة، لافتة إلى عقد الملتقى القطري للمؤلفين خلال السنة 2020 - 2021 قرابة 500 فعالية ثقافية ما بين جلسات وندوات ومحاضرات وهو مؤشر إيجابي على الحراك الثقافي.
وأضافت أن من بين السياسات العامة لدولة قطر مراعاة التنوع الثقافي لذلك يفتح الملتقى مجال العضوية للقطري وغير القطري لذلك يعتبر قياس عدد المشاركين من القطريين وغير القطريين والمرأة والرجل من المقاييس المعتمدة لمعرفة مدى مشاركة كل فئة.
وأكدت أن من بين أهداف الملتقى الارتقاء بالمستوى الثقافي للكتاب فهو يقدم ما يمكنه من دعم من خلال المحاضرات والورش لكن القرار في النهاية يعود للكاتب ليقرر ما يرغب في نشره، فهو مجال يجمع الكتاب لتبادل الخبرات والاختلاط للوصول لمرحلة النضج في الكتابة وتحقق بالفعل مخرجين، المخرج الأول تشجيع مجموعة من الكتاب على إصدار عملهم الأول، إضافة إلى العلاقات التكاملية والاستفادة من بعضهم البعض وبناء علاقات اجتماعية ودية وإقامة تعاونات وهو ما انعكس في ارتفاع عدد الإصدارات والكتب المترجمة.