مصر تماطل لإغلاق التحقيق في قضية مقتل الطالب الإيطالي وقيدها ضد مجهول

alarab
حول العالم 08 مارس 2016 , 12:27م
وكالات
بعد مرور أربعين يوما على حادث مقتل جوليو ريجيني الطالب الإيطالي في القاهرة لا تزال سلطات النظام المصري تماطل في كشف أي معلومة  تساعد في الوصول لمرتكبي هذه الحادثة.

كان "جوليو ريجيني" الذي يدرس الماجستير في القاهرة، قد تم اختطافه يوم 25 يناير الماضي، اليوم الذي وافق الذكرى الخامسة لثورة يناير التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وبعد 10 أيام من الاختفاء عثر على جثمانه ملقى في طريق سريع خارج القاهرة نصف عارٍ، وعليه آثار تعذيب وحشي.

ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن رئيس اللجنة البرلمانية لأمن الدولة الإيطالي، "جاكومو ستوكي" قوله إن سلطات النظام المصري لا تقدم تعاونا حقيقيا في القضية، بل تحاول تبرير الجريمة بسلسلة من الروايات الخيالية التي لا تحترم عقولنا.

صراع أجهزة 
وقالت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية إن النيابة العامة الإيطالية ليست راضية على الإطلاق عن سير التحقيقات التي تجريها مصر حول حادثة مقتل ريجيني. 

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها أمس الاثنين، إلى أن النيابة الإيطالية اتهمت سلطات النظام  المصري بتقديم معلومات غير كافية أو غير مطابقة للواقع، وفي كثير من الأحيان يتم حجب المعلومات الهامة عن الجانب الإيطالي، موضحة أن سلطات النظام المصري تقوم بالتضليل عبر معلومات مغلوطة حول تفاصيل الجريمة، ما زاد من تعقيد القضية.

وأكدت "لاريبوبليكا" أن "ريجيني" راح ضحية صراع بين أجهزة أمنية مصرية، مضيفة أن طرفا من طرفي الصراع يريد كشف الحقيقة، بينما يريد الآخر إخفاءها، في ظل أوضاع أمنية وسياسية متشعبة وتشابك للمصالح المحلية والإقليمية. 

وتابعت "آثار التعذيب الوحشية التي وجدت على جثمان ريجيني أوضحت لإيطاليا حقيقة نظام عبد الفتاح السيسي، والأساليب القمعية التي يتبعها منذ استيلائه على الحكم للسيطرة على البلاد كأحد فراعنة مصر. 

ضد مجهول
وقالت صحيفة "اليوم السابع" إن الجهات القضائية المصرية تتجه إلى إغلاق التحقيق في القضية وقيدها ضد مجهول.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الداخلية قولها إن القضية دخلت في نفق مظلم، خاصة بعد أن عجزت أجهزة الأمن عن التوصل إلى أي معلومة من شأنها الكشف عن هوية مرتكبي الجريمة، مشيرة إلى أن آمالا كبيرة كانت معقودة على تقرير الطب الشرعي الخاص بتشريح الجثة أو تقرير شركات الاتصالات حول المكالمات الصادرة والواردة إلى هاتف ريجيني، غير أن هذه التقارير لم تقدم أي جديد يفيد رجال الأمن. 

وجدد وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار، يوم الأحد الماضي، نفيه تعرض "جوليو ريجيني" للاحتجاز لمدة سبعة أيام من قبل الأجهزة الأمنية المصرية قبل مقتله.

وأضاف عبد الغفار، في مؤتمر صحافي بمقر الوزارة، أن الشاب الإيطالي لم يتم إلقاء القبض عليه من قبل أيٍ من الأجهزة الأمنية المصرية، مشيرا إلى أن مصر رحبت بالتعاون مع فريق التحقيق الإيطالي الذي وصل البلاد يوم 5 فبراير الماضي لمتابعة سير التحقيقات وعمليات البحث والتحري.

وأوضح الوزير أنه تم عقد العديد من الاجتماعات المشتركة بين الجانبين، وتم إطلاع الجانب الإيطالي على نتائج جهود البحث، وتم الرد على جميع استفساراتهم، مؤكدا استمرار التحقيق في الجريمة لحين التوصل لمرتكبيها.

مصر ترسل أدلة منقوصة
وفي محاولة لتكثيف الضغط على مصر، جدد النائب العام الإيطالي طلبه لسلطات النظام المصري إمداده بأدلة متعلقة بحادث مقتل "ريجيني" .

وقالت وكالة "أنسا" الإيطالية، إن الادعاء الإيطالي طلب من سلطات التحقيق المصرية نسخا من أقوال الشهود ومقاطع الفيديو التي سجلتها كاميرات المراقبة من مترو الأنفاق والشوارع التي وجد بها ريجيني قبل اختطافه، بالإضافة إلى سجل مكالمات هاتفه المحمول، لكن مصر أرسلت بعض المواد المترجمة من اللغة العربية، غير أنها كانت "غير كاملة".

وأكدت مصادر قضائية إيطالية أن الحكومة الإيطالية تنوي سحب فريق التحقيق الذي أوفدته للقاهرة للمشاركة في التحقيقات التي تجريها مصر؛ بسبب عدم التعاون من جانب سلطات النظام المصري.


م.ب/م.ب