نظمت وزارة البلدية والبيئة ممثلة بمركز الدراسات البيئية والبلدية صباح اليوم الأربعاء ندوة علمية للكشف عن نتائج البحث العلمي في مجال "استخدام زيوت الطعام المستعملة في صناعة الطابوق"، وذلك بحضور كلٍ من الدكتور/ محمد سيف الكواري مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية وعدد من الخبراء والمختصين بهذا المجال، وممثلين عن الجهات المشاركة ووسائل الإعلام المحلية.

وتهدف الندوة لنشر ثقافة استغلال المخلفات بجميع أنواعها في صناعة المواد الإنشائية، ما يعزز منظومة الحفاظ على البيئة ويحقق رؤية قطر 2030 وإستراتيجية التنمية الوطنية 2017 – 2022 الرامية إلى استغلال المخلفات بأفضل الطرق المفيدة للبيئة.

وعرضت الندوة أهم نتائج البحث العلمي المشترك بين وزارة البلدية والبيئة ومؤسسة قطر للبحث العلمي والذي يهدف لمعالجة قضية بيئية هي استغلال زيوت الطعام المستعملة واستخدامها في صناعة الطابوق (البلوك) بديلا عن الأسمنت بطريقة فنية وتقنية مبتكرة وبجودة عالية بهدف تعزيز وحماية البيئة من التلوث واستغلال المخلفات بجميع أنواعها في إنتاج مواد مفيدة لها أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني والاستثمار طويل الأجل.

وفي كلمته الافتتاحية بالندوة ، أكد الدكتور محمد سيف الكواري أن نتائج البحث العلمي التي أظهرتها الاختبارات بينت أن الخلطة الجديدة المبتكرة التي تم تنفيذها تتكون من الأحجار والرمل والزيوت النباتية المستعملة بعد معالجتها بطرق فنية دقيقة ليتم الحصول على منتج جديد مبتكر تم إطلاق اسم (الطابوق الذكي - Smart Block) عليه ، والذي لم يتم استخدام الإسمنت في صناعته، وقد أطلق على هذا الطابوق هذا الاسم لأنه يقبل الأحجار المعاد تدويرها أو الأحجار غير المنتظمة الحبيبات أو مخلفات المحاجر أو غيرها، وكذلك الرمال المستخرجة من المخلفات الإنشائية والرمال غير النقية ويمكن استخدام المياه المعالجة في الخلطة.

وأضاف أن فريق البحث العلمي قام بتصنيع وإنتاج كمية من هذا الطابوق بالتعاون والتنسيق مع أحد مصانع الطابوق الوطنية، وقد تم اختباره لتصل قوته إلى (10) نيوتن / مم2 ليناظر الطابوق الإسمنتي العادي، وكذلك تم اختباره لمقاومة الحريق وامتصاص الماء وحقق نتائج مذهلة، كما تم بناء جدار اختباري بهذا الطابوق ليتعرض إلى الأجواء الطبيعية لمدة سنتين، وبالتالي يعتبر هذا البحث من الأبحاث العلمية التي تحقق معايير الاستدامة والمباني الخضراء. كما اعتبرت مؤسسة قطر أن هذا المنتج الجديد يستحق براءة اختراع.

وأكد أن النتائج الإيجابية التي حصل عليها فريق البحث العلمي ناتج عن  اهتمام ودعم وزارة البلدية والبيئة لمجالات البحوث العلمية والدراسات الفنية التقنية التي تخدم أهداف الوطن الرامية لمعالجة القضايا البلدية والبيئة بالبحث والتحليل والابتكار، كما أنها تشجع الشباب القطري لممارسة التقنيات الحديثة من خلال إجراء البحوث العلمية التي تساهم في تطوير العمل البلدي والبيئي وتقدم خدمة مثالية وحديثة ومتطورة للوطن والمجتمع.

وانطلاقا من حرص وزارة البلدية والبيئة إلى تنمية البحث العلمي تحقيقا لرؤية قطر 2030 التي تهدف إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، والتي تهدف للحفاظ على الوطن والبيئة واستغلال موارد البلاد الاستغلال الأمثل، فقد قامت الوزارة وبالتعاون مع مركز أبحاث النقل البريطاني (TRL) وبإشراف الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بمؤسسة قطر وبالتعاون والتنسيق مع هيئة الأشغال العامة (أشغال) والهيئة العامة القطرية للمواصفات والتقييس، بإجراء هذا البحث العلمي حول استغلال زيوت الطعام المستعملة في صناعة الطابوق (البلوك) بديلا عن الإسمنت.

كما يسعى فريق البحث العلمي إلى التعاون مع جميع المؤسسات والهيئات والجامعات الأكاديمية والتطبيقية لإجراء المزيد من البحوث العلمية التطبيقية التي من شأنها معالجة القضايا البيئية والبلدية وتساهم في المشاركة في المحافل العلمية الدولية المتخصصة في الشؤون البلدية والبيئية.


م.ب