صحيفة عبرية: روسيا تسعى لإقامة مدينة سرية جنوب اللاذقية

alarab
حول العالم 07 فبراير 2016 , 03:16م
متابعات
نقلت تقارير إعلامية عن مصادر أمنية صهيونية، أن روسيا باشرت - مؤخرا - بناء مدينة عسكرية كبيرة جدا على الأراضي السورية، إلى الجنوب من مدينة اللاذقية، بعد اتفاق بين النظامين الحاكمين في كل من دمشق وموسكو.

ورأت هذه المصادر في هذه الخطوة، التي اعتبرتها استراتيجية، تأكيد أن الجيش الروسي سيبقى سنوات طويلة على الأراضي السورية، ولن ينسحب منها، حتى لو تم القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، على حد تعبيرها.

ووفقا لمحلل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، فإن الاتفاق بين فلاديمير بوتن وبشار الأسد تم التوصل إليه مؤخرًا، وهو شبيه إلى حدٍ كبير بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين البلدين في الخامس والعشرين من شهر أغسطس من العام الماضي، الذي يسمح للجيش الروسي باستخدام مطار الحميميم.

ونقلت مصادر روسية أن الرئيس بوتين يريد الحفاظ على التوازن العسكري في سوريا، ومنع انهيار قوات النظام، لفرض تسوية سياسية وتشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس بيان جنيف. كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن مجموعة من الضباط والجنود الروس وصلت في الثلث الأخير من شهر أغسطس الماضي إلى قاعدة “حميميم” العسكرية في جبلة قرب اللاذقية، وهي تشغل قسمًا من “مطار باسل الأسد الدولي”، وتحدثت الصحيفة عن أراضٍ واسعة محاذية، أُقيمت فيها البنى التحتية لمطار ومعسكر يضم طيارين ومغاوير، ربما يصل عددهم، الآن، إلى ألف عسكري، لكنه سيصل، على الأرجح، إلى ثلاثة 3000.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية وغربية مُتطابقة، قولها إن الانخراط الروسي في سوريا تضمن إرسال ضباط رفيعي المستوى وتسليم مقاتلات ميغ-31 الاعتراضية وطائرات استطلاع، إضافة إلى ذخيرة وقوة تدميرية أكبر، ووصول ناقلات جند ومشاركة روسية في بعض المعارك، من بينها المواجهات مع مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية، على حد تعبيرها.

وأفادت المصادر الإسرائيلية، نقلا عن صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أن المدينة العسكرية الروسية على الأراضي السورية ستمتد على مساحة عشرات الكيلو مترات، زاعمة أنه بحسب الاتفاق بين دمشق وموسكو لا يُسمح لأي سوري بالدخول إلى المدينة الجديدة، التي ستكون سرية جدا، وأن السماح للسوريين بالدخول إليها، يتم بعد الحصول على إذن من قائد المدينة الجديدة، التي أطلقت عليها المصادر في تل أبيب اسم “روسيا الصغيرة”، لافتة النظر إلى أنها ستكون مدينة روسية مستقلة بالمرة، ولا يُسمح للسوريين باعتراض من يخدمون فيها، بما في ذلك، لدى دخولهم أوْ خروجهم من سوريا عبر المطارات، أيْ أنهم سيتمتعون بحصانةٍ.

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن ما يقُض مضاجع صناع القرار في تل أبيب هو أن إقامة هذه المدينة تحمل في طياتها رسائل عدة لأطراف مختلفة؛ وأهمها بالنسبة للدولة العبرية أنها إذا أرادت العمل العسكري البري أو البحري أو الجوي، على الأراضي السورية، يتحتم عليها التفكير في ذلك مرتين على الأقل، لأن موسكو لن تسكت عن هذه الخطوات العسكرية، بحسب المصادر الإسرائيلية.

في السياق ذاته، نقل المحلل “فيشمان” عن مصادره في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها، إن التقدير السائد لدى المخابرات الإسرائيلية يؤكد بشكل - غير قابل للتأويل - أن محادثات جنيف بين المعارضة والنظام لن تُفضي إلى حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة في سوريا. 

وأضافت الصحيفة العبرية قائلة إن الوجود الروسي على الأراضي السورية لا يُعَد بالنسبة لإسرائيل أمرًا سلبيًا، بل بالعكس، فإن الجيش الروسي يمكنه أنْ يعمل على تهدئة حزب الله، حتى منعه من القيام بعمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، انطلاقًا من الجزء المحرر من مرتفعات الجولان.

م.ن /أ.ع