«الإثرائية» أكثر فائدة للطالب من الدروس الخصوصية
تحقيقات
06 يناير 2016 , 01:57ص
حامد سليمان
أكد عدد من أصحاب تراخيص ومديري المدارس المستقلة على أن الحصص الإثرائية أكثر نفعا للطالب من الدروس الخصوصية، التي ثبت تدني جدواها بالنسبة للكثير من الطلاب خلال السنوات الماضية، خاصة أن غالبية العاملين بها غير ملمين بالمعايير المطلوبة، والسواد الأعظم من أولياء الأمور لا يعلم عن خبراتهم العلمية شيئا على عكس معلمي المدارس الذين ينتقون بصورة دقيقة، ويتم تطوير أدائهم بصورة دائمة عن طريق الدورات.
وأشاروا إلى نسب النجاح بين الطلاب الملتحقين بالحصص الإثرائية يمكن أن تصل لـ %90 على عكس الدروس الخصوصية التي يشتكي الكثير من أولياء الأمور من عدم جدواها مع أبنائهم، موضحين أن نسب نجاح الطلاب بها لا تتجاوز %45.
ونصح مديرو المدارس كافة أولياء الأمور بأن يتعاونوا مع المدارس في حال تدني مستوى أبنائهم، وأن يلحقوهم بالحصص الإثرائية لتحسين مستواهم، لافتين إلى أن عملية اختيار الطلاب الملتحقين بها تتم بناء على معايير تحدد مستوى الطالب بدقة ومدى حاجته لهذه الحصص.
وعي ولي الأمر
في البداية قال خالد المهيزع صاحب ترخيص ومدير مدرسة حمزة بن عبدالمطلب الإعدادية المستقلة بنين: «القضاء على الدروس الخصوصية يعتمد في المقام الأول على وعي ولي الأمر، فمهما اتخذ الأعلى للتعليم من إجراءات يظل معيار القضاء على الظاهرة في تفاعل أولياء الأمور مع الإجراءات المتخذة، والظاهرة يمكن أن تستمر إن وجدت في نفس ولي الأمر عدم قناعة بالاستغناء عنها».
وأضاف: «الشق الثاني في القضاء على الدروس الخصوصية هو المدرسة وما يمكن أن تقدمه للطالب، ومختلف المدارس المستقلة قامت بتنظيم دروس إثرائية وتقوية للتلاميذ في مختلف المواد، وتتم بإشراف إدارة المدرسة، ويتم اختيار أفضل المدرسين في كل مقرر، وهي تغني ولي الأمر والطالب عن اللجوء للدروس الخصوصية التي يعتمد فيها في الكثير من الأحيان على معلمين يعلنون عن أنفسهم في الصحف والمواقع الإلكترونية، ولا يدري ولي الأمر شيئا عن خبراتهم العلمية».
وأكد المهيزع أن ولي الأمر إن اعتمد على الدروس الإثرائية فحسب في تقوية مستوى أبنائه فسيجد تحسنا كبيرا في درجاتهم، مشيرا إلى أن بعض أولياء الأمور يتكاسل عن العودة للمدرسة بطفله في الفترة المسائية بعدما حضر لتسلمه بعد اليوم الدراسي، ومنهم من يجد صعوبة في العودة بسبب الزحام المروري، خاصة أن الدروس تبدأ في الخامسة وتنتهي في الثامنة مساء.
ولفت إلى أن بعض أولياء الأمور لا يولون أبناءهم الاهتمام الكافي، فيرى فيما ينفقه من أموال على الدروس الخصوصية معوض أساسي عن غياب اهتمامه، بالرغم أن عمل المدرس الخصوصي أيضا يحتاج إلى متابعة من ولي الأمر، ولكنه في النهاية يرى أن بما أنفقه من مال برأ ساحته في حال رسوب الطفل، ويبقى المعيار الأساسي في نجاح الطفل من عدمه في اهتمام ومتابعة ولي الأمر.
وشدد المهيزع على أن النسب الأكبر من الطلاب الراسبين هي من المتابعين في الدروس الخصوصية، وليس الإثرائية، منوها بأن الطلاب المشاركين في الدروس الإثرائية تصل نسبة نجاحهم في المواد المشاركين بها لنسبة %80، وهي نسبة كبيرة تنم عن خبرة المعلمين، وحرصهم على تقديم المعلومة بشكل مبسط للطلاب.
وقال صاحب ترخيص ومدير مدرسة حمزة بن عبدالمطلب الإعدادية المستقلة بنين: «لا يمكن استقبال كافة الطلاب الراغبين في الالتحاق بالدروس الإثرائية، لأن العدد الكبير سيحد من الاستفادة التي يحصل عليها الطالب، لذا تستهدف المدارس المستقلة الطلاب ضعاف المستوى في كل مادة، وعلى ولي الأمر والطالب الذي يجد أن مستواه جيد أن يترك فرصة لغيره».
ودعا الأعلى للتعليم لأخذ إجراءات قوية حيال كل المعلنين عن دروس خصوصية سواء على مواقع إلكترونية أو بالصحف، من أجل محاصرة الظاهرة والقضاء عليها، ناصحا ولي الأمر بأن يلحق ابنه بالدروس الإثرائية إن وجد ضعفا في مستواه بأحد المواد، إن كان يثق في إدارة المدرسة وقدرة معلميها على تحسين مستوى الطالب.
التعريف بالحصص الإثرائية
ومن جانبه قال فهد أحمد المسلماني صاحب ترخيص ومدير مدرسة علي بن أبي طالب الإعدادية المستقلة بنين: « نحرص دائما على أن نوعّي ولي الأمر بوجود دروس تقوية ومراجعات للطالب، بحيث يكون مستعدا لكافة الاختبارات، وأن يحقق النجاح من خلال كوكبة من المعلمين قادرين على مساعدته».
وأضاف: «معلم المدرسة هو أقرب للطالب، يعرف مستواه ونقاط الضعف لديه في كل مادة، ومن ثم فهو قادر على تحسين أدائه، لذا ننصح كافة أولياء الأمور بألا يلجؤوا للدروس الخصوصية، خاصة مع توافر بديل أكثر جدوى، وهي مجموعات التقوية والدروس الإثرائية، لأنها تضر بالطالب».
وأشار المسلماني إلى أن الكثير من معلمي الدروس الخصوصية غير ملمين بالمواد والمعايير التعليمية بصورة كافية، ولا يدري ولي الأمر الكثير عن خبراتهم، على عكس المعلمين في الحصص الإثرائية التي يختار لها أفضل المدرسين في كل مدرسة وبكل مقرر، فإدارة المدرسة حريصة كل الحرص على صالح الطالب.
ولفت إلى أن إدارة مدرسة علي بن أبي طالب الإعدادية المستقلة بنين عملت خلال فترة ما قبل الاختبارات على تحديد مستوى الطلاب في كل مادة، ومن ثم تحديد الطلاب ضعاف المستوى من أجل العمل على تحسين مستواهم، لكي يبتعدوا عن شبح الدروس الخصوصية التي تنشط قبل الاختبارات، لما لها من ضرر على الطالب وعلى ولي الأمر أيضا.
وأكد على أنه ليست الأغلبية بين أولياء يلجؤون للدروس الخصوصية، ومن يلحق أبناءه بها يظن أن دفع أموال أكثر على تعليم الطفل سيكفل له النجاح، وهو اعتقاد خاطئ، فالتعليم لن يشترى بأموال ولي الأمر، وهو ما تسعى إدارة المدرسة دائما لتوضيحه لأولياء الأمور في كافة اجتماعاتها معهم، خاصة مع وجود بديل أفضل وهو مجموعات التقوية.
ونوه بأن الكثير من أولياء الأمور يلجؤون للدروس الخصوصية في اختبارات الدور الثاني، وما أكدته التجارب السابقة أن هذا التوجه لا يفيد لأن معلم الدروس الخصوصية ليس لديه الخبرة الكافية وغير ملم بالمعايير المطلوبة، ومنهم من يقوم بالتدريس بطرق قديمة لا يمكن للطالب الاستفادة منها.
وأبدى المسلماني تعجّبه من إعلانات المدرسين الخصوصيين التي تنتشر على المواقع الإلكترونية والصحف اليومية، مشيرا إلى أن بعض المعلمين يعلن عن تدريسه لكافة المواد، فهل يعقل أن يقوم شخص بتدريس كافة المواد، كيف له أن يكون ملما بها وبالمعايير والأهداف المطلوبة من كل مادة، منوها بأن هذا الأمر يجب أن يستوقف ولي الأمر قبل أن يتواصل مع هؤلاء الأشخاص الذي يعلنون عن خدماتهم بطريقة تثير الريبة والشك.
وأكد صاحب ترخيص ومدير مدرسة علي بن أبي طالب الإعدادية المستقلة بنين على أن الدروس الإثرائية إضافة إلى الحصص المدرسية تزيد من فرص النجاح بصورة كبيرة، مشددا على أن نسبة الطلاب المجتازين للاختبارات من المشاركين في الدروس الإثرائية يمكن أن تصل لـ%90 من إجمالي الطلاب الملتحقين بها، وأن نسبة النجاح في حال التحاق الطلاب بالدروس الخصوصية لا تتعدى %45.
وعلل المسلماني تدني نسب النجاح بين الطلاب الملتحقين بالدروس الخصوصية بأن معلميها ليست لديهم الخبرة المطلوبة، وليست لديهم المعرفة الوافية عن طريقة صياغة الكثير من المعلومات في أسئلة، وكيف للطالب أن يجيب عليها، وأن مدرسي الدروس الخصوصية يعتمدون على الملازم التي لا تكفي في الحقيقة لتعليم الطالب، على عكس المراجعة الصحيحة التي تعتمد عليها الدروس الإثرائية.
ونصح صاحب ترخيص ومدير مدرسة علي بن أبي طالب الإعدادية المستقلة بنين كافة أولياء الأمور بأن يتابعوا بصورة دائمة مع إدارات المدارس، وأن يلحقوا أبناءهم في الدروس الإثرائية إن وجدوا تدني في مستواهم، مشيرا إلى أن معلمي المدارس يتم اختيارهم بعناية فائقة، إضافة إلى الدورات التي يلتحقون بها من أجل أثقال مواهبهم، فهم مؤهلين للعملية التعليمية بصورة كاملة.