اهتمت بها مؤسسات الدولة المعنية بالأسرة.. برامج التأهيل حماية زوجية على سلم النجاح الأسري

alarab
أفراح ومناسبات 05 ديسمبر 2024 , 01:23ص
هشام يس

برامج التأهيل تنوعت وشملت المتزوجين حديثا وحالات الطلاق المتوقعة

تقديم البرامج الصحية والشرعية والتأهيل الاجتماعي النفسي والاقتصادي

 

التوعية قبل الزواج تعتبر من أهم عوامل نجاح الحياة الزوجية، والمقصود «برامج التأهيل للزواج» الدورات وورش العمل التي يتم تصميمها للعزاب والمقبلين على الزواج، وتوفر هذه البرامج المعرفة والمعلومات العلمية والإنسانية والخبرات الحياتية التي تضمن استقرار الأسرة الجديدة، كما تشمل إكساب المهارات والسلوكيات اللازمة لتحقيق علاقة زوجية حميمية وناجحة، وتعد هذه البرامج بمثابة عمل «وقائي» يساعد أفراد الأسرة على مواجهة التحديات في العلاقة الزوجية قبل وقوع المشكلات. وقد راعت مؤسسات الدولة المعنية بشؤون الأسرة بهذه النوعية من برامج تأهيل الزوجين، التعريف بأهمية تماسك الأسرة وترابطها، وبث روح التفاهم العائلي والمودة بين الزوجين، عن طريق تغيير الاتجاهات حتى يتكامل سلوكهما بشكل أفضل.

وشهدت الدوحة بشكل مستمر تنظيم برامج شاملة توضح للمقبلين على الزواج أحكام ومقاصد الزواج وحقوق الزوجين وآداب الزواج والإشارة إلى الطلاق وآفاته.
وذلك من منطلق أن معرفة الزوج أو الزوجة لما يتوقع أن يتعرض له عند دخوله الحياة الزوجية وكيفية التعامل معه يعد عاملا حاسما يخفف توتراته ويسهل عملية توافقه مع الوسط الجديد ذي التأثير على رضاه العام عن زواجه.
وبرامج التأهيل متعددة فمنها ما يعزز الثقافة الزوجية، ومهارات الزواج، والعلاقات الشخصية، وفي الغالب تُقدَم لغير المتزوجين، وتوجد برامح قبل الزواج تشمل التدريب على مهارات الزواج، وتقدم خلال فترة الخطبة، كما توجد برامج تقدم للمتزوجين حديثا، وبرامج تستهدف مواجهة ارتفاع نسب الطلاق مع المتزوجين الذين يواجهون مشكلات زوجية.
وهذه البرامج تهدف إلى تأهيل طرفي الأسرة وتساعدهما على تنمية قدراتهما بإكساب المعلومات والمعرفة والسلوكيات التي تحتاجها العلاقة الزوجية الناجحة.

برامج التوعية
ويُعد برنامج تأهيل المقبلين على الزواج من أهم البرامج التوعوية التي يحرص مركز الاستشارات العائلية «وفاق» على تقديمها لفئة الشباب من الجنسين سواء كانوا في مرحلة الإقبال على الزواج أو الخطوبة أو عقد القران. ويشتمل على مجموعة من المحاور وهي الصحي، والشرعي، والاجتماعي والنفسي والاقتصادي. ويُقدم البرنامج والذي يطرح مرتين خلال العام نخبة من الخبراء والمختصين من داخل وخارج المركز. ويهدف إلى رفع وعي الشباب عاقدي القران بأسس الحياة الزوجية المستقرة والمساهمة في خفض نسبة الطلاق، وذلك من خلال تهيئة وإعداد الشباب المقبلين على الزواج من الجنسين للتفاعل بطرقة صحيحة مع متطلبات الحياة الجديدة التي سيعيشونها وذلك من خلال إيصال مجموعة من المفاهيم المتعلقة بالحياة الزوجية.

الموسم 38
واختتم «وفاق» هذا الأسبوع الموسم الـ38 من برنامجه التأهيلي للمقبلين على الزواج، الذي استمر لمدة 3 أيام، حيث قدم محتوى شاملاً ومتكاملاً لتأهيل الشباب والشابات المقبلين على بناء حياتهم الزوجية، وذلك بمشاركة نخبة من المختصين في الإرشاد الأسري والعلاقات الزوجية من مركز وفاق.
وشهد البرنامج مشاركة متميزة من الأستاذة عزة الغامدي، مستشارة العلاقات الأسرية من المملكة العربية السعودية، والدكتور يوسف عاشير أستاذ كلية الشريعة بجامعة قطر، وقدم كل منهما رؤى متعمقة وأدوات عملية للحياة الزوجية الناجحة.
وتناولت الجلسات التي قدمتها الاستشارية عزة الغامدي أسس بناء علاقة زوجية متينة ومستدامة من خلال تحسين التواصل بين الزوجين وتطوير المهارات التي تضمن تحقيق التوافق والرضا في الحياة الزوجية. وأوضحت أهمية الفهم المشترك بين الزوجين، وكيفية التغلب على التحديات بطريقة تضمن استقرار العلاقة الزوجية وديمومتها.
من جانبه، تناول الدكتور يوسف عاشير البعد الشرعي للحياة الزوجية، موضحا أهمية الزواج كجزء من القيم الإسلامية، ومؤكدًا على دور الالتزام بالتعاليم الدينية في بناء أسرة قوية تقوم على الاحترام والمودة والرحمة. كما استعرض الجوانب الأخلاقية المرتبطة بالعلاقة الزوجية، مع التركيز على الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين.
كما عزز البرنامج لدى المشاركين الجوانب النفسية، الاجتماعية، والشرعية، مما يساهم في تلبية احتياجات المقبلين على الزواج، ووضعهم على طريق بناء أسرة مستقرة وآمنة. وقد أظهر المشاركون تفاعلًا ملحوظاً مع الجلسات الحوارية والأنشطة العملية، التي ركزت على تقديم حلول واقعية للتحديات الحياتية اليومية التي قد يواجهونها مستقبلًا.

فئة الشباب والشابات
ويعد البرنامج التأهيلي للمقبلين على الزواج أحد البرامج الأساسية التي يحرص المركز على تقديمها منذ تأسيسه، مستهدفاً فئة الشباب والشابات المقبلين على الزواج وعاقدي القران. ويهدف البرنامج إلى رفع وعي هذه الفئة بأسس الحياة الزوجية المستقرة، في إطار جهود المركز الرامية إلى حث الشباب على الزواج، وتأهيلهم لبناء روابط أسرية قوية تعزيز الاستقرار الأسري في المجتمع القطري، يتم ذلك من خلال تقديم برامج متخصصة تمكن الشباب والشابات من اكتساب المهارات والمعارف اللازمة لتأسيس علاقات زوجية ناجحة. كما يعكس البرنامج التزام المركز باستراتيجيته لدعم استقرار الأسرة والمجتمع، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.

بداية التأهيل
وعرفت برامج تأهيل الزواج منذ ما يقرب من قرن وبالتحديد عام 1930، إلا إنها لم تعرف كبرامج علمية مدروسة، إلا ما بين عامي 1960 و 1970م وبالتحديد بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك استجابة من المؤسسات الاجتماعية للتغيرات المختلفة التي يمر بها الزواج، فأصبحت برامج التأهيل للزواج تُقَدم على مستوى واسع في دول العالم كأستراليا ودول أوروبا.