موظفو موسكو تحت الضغط للتظاهر تأييداً لبوتن

alarab
حول العالم 04 فبراير 2012 , 12:00ص
موسكو - أ. ف. ب
يشكو موظفون في القطاع الرسمي الروسي من ضغوط تمارسها إدارتهم كي يشاركوا في تظاهرة مؤيدة للسلطة اليوم السبت في موسكو لمنافسة مسيرة كبرى تنظمها المعارضة ضد رئيس الوزراء فلاديمير بوتن. ويفترض أن يكون التجمع الموالي غير مسيس. ورسميا لن تشارك فيه السلطات ولا فريق حملة بوتن الذي يعتبر الأوفر حظا في انتخابات 4 مارس. ودعا المنظمون الذين يتألفون من شخصيات تلفزيونية وثقافية ومن المجتمع المدني إلى التظاهر من أجل «روسيا قوية حرة ومستقلة» وضد ثورة مؤيدة للغرب «برتقالية» على نمط ما حدث في أوكرانيا في أواخر 2004. غير أن عددا من الموظفين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم أكدوا تعرضهم للضغط أو للرشوة للمشاركة في تجمع بوكلونايا غورا وهي ساحة شاسعة تتوسط حديقة في العاصمة الروسية. وأوضحت ممرضة في زيلينوغراد في ضاحية موسكو لوكالة فرانس برس «قيل لنا إن الذي سيشارك سينال ثلاثة آلاف روبل (حوالي 75 يورو). وستؤمن حافلات لنقلنا». ويعتبر المبلغ المعروض مغريا إذ إن الممرضة في ذاك المستشفى تتقاضى راتبا شهريا يبلغ 20 ألف روبل (500 يورو). وقالت الممرضة «لن أذهب. فأنا أعمل السبت ولا أؤيد هذه التظاهرة» مضيفة أن حوالي 15 من زملائها وافقوا على المشاركة. ويسعى منظمو التظاهرة الموالية إلى جمع 50 ألف شخص فيما تعمل المعارضة لجمع عدد مماثل من المتظاهرين في وسط المدينة وفي الوقت نفسه للمطالبة بانتخابات رئاسية «شريفة» في 4 مارس المقبل. وأفادت هيئة استشارية للكرملين عن فتح خط هاتفي خاص لجمع شهادات مدرسين يتعرضون للضغط من أجل التظاهر. ومنذ الأربعاء تم تلقي 140 اتصالا أغلبهم من مجهولين حيث يخشى المدرسون خسارة وظيفتهم. وقال سيرغي فولكوف العضو في الهيئة «نحن في روسيا، والناس خائفون كثيرا»، معربا عن الأسف لاعتبار إدارته الجسم التعليمي «جيشا أو حتى أتباعا». ونُشرت شهادات لأشخاص مجهولي الهوية على المواقع الاجتماعية وموقع منظمة غولوس التي ترصد حالات الغش التي قد تحصل في الانتخابات والحملات الانتخابية، تشير إلى حالات مماثلة في الكثير من المؤسسات الرسمية الأخرى. وقالت إحدى الرسائل المنشورة على غولوس «تلقت مصلحة البريد في موسكو أمرا بإرسال 3500 شخص إلى التجمع المؤيد لبوتن في 4 فبراير تحت طائلة عقوبات ومقابل مكافآت أو أيام تعطيل إضافية». وأشارت رسالة أخرى إلى أن شركة المياه الرسمية في موسكو موسكوفودكانال وعدت الموظفين الذين يتظاهرون تأييدا لبوتن بمنحهم خمسة آلاف روبل (130 يورو). وأكد المتحدث باسم منظمي التظاهرة ألكسندر ميخايلوف أنه لا علم له بهذه الضغوط من دون نفي حدوثها. وقال لفرانس برس إن «اللجنة المنظمة لا تصدر أوامر مماثلة. إذا كانت هذه الأمور تحصل بالفعل فهي مبادرة مسؤولين محليين» في المدارس والمستشفيات والأجهزة العامة الأخرى. وفي حركة احتجاج غير مسبوقة منذ تسلم بوتن السلطة عام 2000 تظاهر عشرات آلاف الروس مرتين في موسكو في أواخر 2011 تنديدا بانتخابات 4 ديسمبر التشريعية التي شهدت عمليات غش واسعة النطاق بحسب المعارضة.