

أعلنت وزارة الثقافة أن “حسن الظن” سيكون موضوع مسابقة مثايل للشعر النبطي للمرحلة الخامسة، لشهر يونيو الجاري، في إطار حرصها على ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة في الوعي الجمعي، من خلال الشعر النبطي الذي يعكس وجدان المجتمع وتقاليده.
وعلى الشعراء الراغبين في المشاركة نظم القصيدة في 12 بيتًا على الأقل مع الالتزام بموضوع المسابقة، على أن يتم تسليم القصائد بدءًا من الأول من يونيو بعد تعبئة استمارة المشاركة الموجودة على موقع المسابقة
https://www.mthayel.qa
وقدمت الوزارة تعريفًا بالموضوع عبر فيديو نُشر على منصاتها الرقمية، تضمّن شرحًا لمفهوم “حسن الظن”، وما يحمله من معانٍ إنسانية وإيمانية، مستندًا إلى ما ورد في السنة النبوية وأقوال الشعراء، قديمًا وحديثًا.
وجاء فيه أن ”حسن الظن” هو أن تفتح نوافذك للنور، وتُرجّح الخير على الشر، والتفسير الإيجابي على السلبي، والرحمة على القسوة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله»، ويقول الله تعالى في الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي». فالظن هنا لا يعني التوهّم، بل هو يقين تدبر لا يقين عيان، كما فسر ابن منظور، وهو شعور يراوح بين الثقة والطمأنينة.
وقد تطرق الفيديو المنشور إلى عدد من الأقوال الخالدة التي تناولت “حسن الظن”، منها قول الإمام الشافعي: “يكون سوء الظن بالله بالوسوسة والخوف الدائم وترقب زوال النعم”، وقول ابن عبد ربه: “أهل الكرم هم أهل حسن الظن بالله، وأهل البخل سيئو الظن به”، أما الشاعر فيقول: من ظن بالله خيرًا جاد مبتدئًا.. والبخل من سوء ظن المرء بالله
كما تداولت القصائد النبطية هذا المفهوم في عدة صور. يقول الشاعر: أحسن من الظن إنا فيك نحسنه... إن القلوب بحسن الظن تنسجم
ويقول آخر: لا تجعل الشك يبني فيك مسكنه.. إن الحياة بسوء الظن تنهدي
أما المتنبي، فاختصر الفكرة في قوله: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
ويقول الشاعر والدكتور مشعل الزعبي: ما لعب بك غير نفسك وكثر ظنونها.. حسن ظنك جاد وحسن ظنك راحل
لو تحطك سود الأيام بين عيونها.. والله إن تعرف عدوك وتعرف صاحبك
وفي بيت شهير لابن رشيد، تتجلّى حكمة البادية: ما تلحق الشقة يكود الرديين.. ولا ترى الطيب وسيع نبطانه
وقد نُسب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: “لا تظننّ بكلمةٍ خرجت من أخيك المؤمن شرًا، وأنت تجد لها في الخير محملاً”
فالنفوس الكبيرة تتلمّس العذر، وتسكن إلى النية الطيبة، وتؤمن أن حسن الظن من شيم الكرام، بينما سوء الظن يهدم الثقة ويغتال الصفاء.
في سياق متصل يقام مساء اليوم الثلاثاء نهائي المرحلة الرابعة في مسابقة مثايل في نسختها الثانية، وقد تأهل للنهائي كل من سلطان دخيل الحربي، عبدالعزيز محمد العنزي، عويد عمير الشهراني ناصر مهدي العازمي، محمد راشد العذبة حيث تختار لجنة التحكيم وهم: حمد بن صالح المري، وحمد بن عبدالله النعيمي من قطر، وضيدان المريخي من السعودية، ومشعل الزعبي من الكويت، وحمود بن وهقة من سلطنة عمان، شاعرا واحدا ليتأهل إلى نهائي المسابقة والذي يجرى في ديسمبر المقبل بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني.
جدير بالذكر أن مسابقة “مثايل” هي مسابقة شهرية في الشعر النبطي تنظمها وزارة الثقافة للعام الثاني تحت شعار “للأخلاق دلايل”. وتهدف المسابقة إلى تعزيز القيم الأخلاقية من خلال الكلمة الشعرية، وإبراز الإبداع النبطي في قطر والخليج، يُطرح في كل شهر موضوع أخلاقي أو إنساني ليكون محورًا للمسابقة.