أكد سعادة السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (الغرفة الأولى في البرلمان)، أن تلبية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لدعوة أخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، للمشاركة في أعمال القمة العربية الحادية والثلاثين، تؤكد حرص سموه المعروف على التكامل العربي وتعزيز العمل العربي المشترك.
وقال سعادة رئيس مجلس الأمة الجزائري، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن الجزائر تتشرف بالمشاركة الشخصية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، في القمة العربية التي تحتضنها بلادي في الأول من نوفمبر القادم. وحضور سموه يؤكد حرصه المعروف على التكامل العربي، ويزيد هذا الحدث دافعية أكبر لتحقيق أهدافه، وتعزيز العمل العربي المشترك، من أجل مواجهة التحديات الجسيمة التي تواجهنا، لاسيما مع التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وأضاف سعادته أن «قمة الجزائر هي لقاء جامع للم الشمل وتوحيد الصفوف، ينعقد في ظروف دولية استثنائية تتطلب مزيدا من التنسيق والتضامن. ودولة قطر عضو فعال ومؤثر في الجسد العربي، ووجود سمو الأمير يضيف لكل خطة عمل مشتركة، تخدم مصلحة الأمة العربية».
ونوه بأن بلاده تسعى لأن تكون القمة العربية في الجزائر انطلاقة عربية جديدة، «فهي تنعقد في الجزائر الجديدة التي أرسى دعائمها الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية، وفي ظروف دولية تتجه نحو التغيير.. وفي هذا السياق، أؤكد على ضرورة البحث عن البدائل المناسبة لدولنا وشعوبنا العربية، في خضم هذه التحولات العالمية المتسارعة، والاستقطاب الحاد الذي يحاول فرض حلول ضيقة».
وحول تنامي وتطور العلاقات القطرية الجزائرية، أوضح سعادة رئيس مجلس الأمة في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، أن قطر والجزائر تجمعهما أواصر وروابط وشيجة على جميع المستويات.. «وهذا واقع نلمسه وليس مجرد شعارات، فالشعبان يستشعران هذا القرب، وقيادتا البلدين تعملان بانسجام على ترقية هذه العلاقات إلى مستويات أفضل.. كما أن الجزائر وقطر تتفقان حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتشتركان في تبني قيم السلم والمصالحة والحوار».
وأضاف «نحن في الجزائر نسترشد بمرجعيتنا النوفمبرية في نسج علاقاتنا، ونمنح الأولوية في وجداننا وفي تقاربنا وسياساتنا لمن ساند ثورتنا ودعم شعبنا ووقف إلى جانبه في كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي.. وقطر في هذا تملك رصيدا كبيرا، إذ لم تدخر جهدا في تقديم يد العون للجزائر من أجل استرجاع حريتها، وساندت نضالنا التحرري منذ بدايته بكل الوسائل.. وهناك مواقف كثيرة، قامت بها دولة قطر الشقيقة تعبيرا عن وقوفها إلى جانب الشعب الجزائري، واستمرت إلى ما بعد استقلال الجزائر وتشكلت عبرها عقود من التعاون والتضامن والشراكة».
ونوه سعادة السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بأن ترقية العلاقات بين البلدين تتم بسلاسة.. «فكل الشروط والإمكانات والآليات متوفرة، بالإضافة إلى وجود إرادة سياسية صادقة من قائدي البلدين في هذا الاتجاه. وقد تجسد هذا في الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون إلى دولة قطر، من أجل إعطاء زخم لهذه العلاقات المتميزة».
وأوضح أن ترقية العلاقات القطرية الجزائرية ستتجسد أكثر من خلال الشراكة الاستثمارية التي ازدهرت مع الانفتاح الذي تشهده الجزائر الجديدة، والمناخ المشجع الذي هيأته منظومتنا التشريعية.. مشيرا في هذا الصدد إلى مصادقة البرلمان الجزائري على قانون جديد للاستثمار، «يكرس حرية الاستثمار ويتضمن تسهيلات للإجراءات ورفع للعراقيل البيروقراطية، وسيسمح بتوسيع الاستثمارات القطرية في الجزائر لتشمل قطاعات جديدة، مما سيدعم أكثر فأكثر العلاقات السياسية بين البلدين».
وأضاف سعادة رئيس مجلس الأمة الجزائري، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، «أننا نفتخر بكون دولة قطر من أهم المستثمرين في الجزائر، ولا يزال لدينا الكثير لنقوم به معا دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا وتجاريا وثقافيا وحتى رياضيا. وإضافة إلى ما سبق، ودائما في إطار الروابط المتينة التي تجمع البلدين والشعبين، يجدر الإشارة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجالية الجزائرية في دولة قطر في تعزيز البعد الإنساني والتقارب بين البلدين، لاسيما وأن أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بقطر تتشكل أساسا من شخصيات ونخب وكفاءات في مجالات شتى».
وبشأن العلاقات بين البلدين على الصعيد البرلماني، قال سعادة السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، إن «العلاقات بين الجزائر وقطر لديها صدى طيب على المستوى الشعبي.. ونحن البرلمانيين ممثلي الشعوب العربية، انعكاس صادق لمستوى ونوعية العلاقات التي تجمع بين دولنا.. فعلى الصعيد البرلماني، تجمعنا ببرلمانيي دولة قطر علاقات جيدة وتتميز بالتفاهم حول العديد من المسائل».
وأضاف سعادته «لقد التقينا بإخواننا من مجلس الشورى القطري في محافل برلمانية إقليمية ودولية، على غرار الاتحادين البرلمانيين العربي والدولي، وساد بيننا احترام متبادل وتعاون وتضامن وتنسيق تجاه قضايانا المشتركة. وسنعمل عن طريق الآليات الدبلوماسية على تعميق هذا التواصل، وذلك من خلال تبادل الزيارات بين أعضاء المجلسين، وتفعيل مجموعات الأخوة والصداقة البرلمانية، والتي تقوم بصياغة خطة عمل تثري التعاون الرسمي القائم».