انقسام دولي واسع بعد انتخابات الاتحاد الدولي بالدوحة

alarab
رياضة 01 يونيو 2025 , 01:25ص
الدوحة - العرب

 

شهدت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لتنس الطاولة (ITTF)، التي انعقدت في الدوحة في 27 مايو 2025، انتخابات رئاسية وُصفت بالأكثر جدلاً في تاريخ الاتحاد، أسفرت عن إعلان فوز السويدية بيترا سورلينغ على منافسها القطري خليل المهندي بفارق صوتين فقط (104 مقابل 102)، لتندلع بعدها عاصفة من ردود الأفعال والانقسامات في أوساط الاتحادات الوطنية والهيئات الرياضية.

«شرعية رئاسة المهندي »
وفي تحرك جماعي يعكس حجم الانقسام، أصدرت مجموعة من الاتحادات الوطنية بيانًا مشتركًا أعلنت فيه اعترافها الكامل بشرعية انتخاب السيد خليل بن أحمد المهندي رئيسًا للاتحاد الدولي للدورة 2025–2028.
وأكد البيان أن الانتخابات جرت بحضور رسمي موثق من 201 اتحاد (185 حضوريًا و16 عبر الإنترنت)، وتمت وفق جدول الأعمال المعلن.
وأبرز ما جاء في البيان:
• التصويت جرى ضمن الأطر القانونية والدستورية للاتحاد.
• النتائج أعلنت رسميًا وشفافة داخل قاعة الجمعية.
• الجمعية العمومية هي السلطة العليا، ويجب احترام إرادتها.
• الاتحادات الموقعة ملتزمة بالتعاون الكامل مع الرئيس المنتخب.
«بيان مرتبك ومنحاز»
في المقابل، أصدر الاتحاد الدولي بيانًا رسميًا وصفه مراقبون بأنه “ركيك الصياغة وضعيف المحتوى”، وظهر فيه انحياز صريح للمرشحة السويدية بيترا سورلينغ، دون الالتزام بالحد الأدنى من الحياد المؤسسي الواجب على منظمة دولية بهذا الحجم. البيان لم يُشر إلى الشكاوى القانونية المقدمة، ولم يُبدِ أي التزام بإجراء تحقيقات شفافة حول الخمسة أصوات الإلكترونية التي ظهرت بشكل مفاجئ في نتائج التصويت، والتي تُعد بيت القصيد في أزمة الطعن على النتائج.
هذا الموقف أثار استياء العديد من الاتحادات، التي رأت في البيان محاولة لإسباغ شرعية مصطنعة على نتائج غير مكتملة قانونيًا، متجاهلًا القاعدة الأهم في الانتخابات: لا شرعية قبل حسم الطعون.

«الاتهامات الباطلة»
وفي بيان رسمي صدر عن الاتحاد القطري لتنس الطاولة، جدد الاتحاد تأكيده على أن:
• العملية الانتخابية شابتها مخالفات إجرائية واضحة.
• الأصوات الإلكترونية الإضافية لم تكن جزءًا من كشف الحضور الرسمي المعتمد.
• الجمعية العمومية لم تُختتم رسميًا، والنتائج لم تُعتمد من لجنة الانتخابات.
من جهته، رفض السيد خليل المهندي ما وصفه بـ”المحاولات الممنهجة لتشويه الحقائق”، مؤكدًا تمسكه الكامل بالمسار القانوني والمؤسسي، مشيرًا إلى أن الطعن المقدم ليس دفاعًا عن شخص، بل عن نزاهة الرياضة وشفافيتها.

« لا لشرعية مشوّهة»
الاتحاد الليبي لتنس الطاولة كان من أوائل من عبّر عن رفضه الصريح لما جرى في الجمعية العمومية، ووجّه رسالة رسمية إلى الأمين العام للاتحاد الدولي، راؤول كالين، منتقدًا إعلان نتائج غير مكتملة قانونيًا، ومُعلنًا دعمه للاتحاد القطري في طعنه الرسمي على نتائج الانتخابات.

أبرز ما جاء في البيان الليبي:
•وجود 5 أصوات إلكترونية غير مُدرجة في كشف الحضور يثير الشكوك ويُفقد العملية الانتخابية مصداقيتها.
•إعلان النتائج كان متسرعًا وغير قانوني.
•الاتحاد الليبي لن يعترف بأي نتائج حتى يُحسم الطعن المقدم.
وأكد رئيس الاتحاد الليبي، محمد أبو سيف، أن ما حدث يعكس تراجعًا خطيرًا في نزاهة الاتحاد الدولي، لاسيما في ظل تورط شخصيات بارزة مثل توماس باخ في دعم علني لأحد المرشحين، وهو ما يتنافى مع المواثيق الأولمبية.

« لا نريدها رياضة فضائح!»
من جهته، صرّح عباس وحيد، نائب رئيس الاتحاد العراقي لتنس الطاولة، قائلاً: “ما جرى في الدوحة لا يمكن السكوت عليه… ونتائج 27 مايو لا تُعد نهائية حتى البت في الطعون المقدمة. هناك خروقات واضحة، وممارسات تتناقض مع أخلاقيات الرياضة.”
وأكد أن التدخلات غير المقبولة في العملية الانتخابية أعادت للأذهان مشاهد من الماضي، ولكن في نسخة أكثر خطورة هذه المرة.

«ما حدث وصمة سوداء»   
في تصريح غير مسبوق، فجّر فيفيك كوهلي، رئيس اتحاد الكومنولث لتنس الطاولة، قنبلة مدوية فجر الخميس من الدوحة، موجّهًا اتهامات صريحة ومباشرة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الألماني توماس باخ، بتجاوز صلاحياته، والتدخل في انتخابات الاتحاد الدولي لتنس الطاولة، التي أقيمت مؤخرًا في العاصمة القطرية.
وقال كوهلي في تصريحاته العلنية التي تناقلتها وسائل الإعلام: “لقد كان يوم الثلاثاء الماضي من أصعب الأيام في تاريخ تنس الطاولة… كنت خلال الأيام الماضية ألتقي ممثلي الدول المشاركة في بطولة العالم، نتحدث عن تطوير رياضتنا، وأحلامنا برفع مستواها عالميًا، لكن فوجئت بأن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، لم يأتِ لمجرد المتابعة، بل جاء ليمارس الضغط على بعض الدول لتصوّت لمرشح بعينه.”

«الضغط على الاتحادات»
وأضاف كوهلي بلهجة غاضبة: “وجود شخصيات قيادية مثل توماس باخ كان يمكن أن يكون حافزًا إيجابيًا، لكن للأسف، استُخدم الحضور لغايات سياسية داخل اللعبة. الضغط للتصويت لا يندرج ضمن أي إطار أخلاقي، ولا يتماشى مع الميثاق الأولمبي.”
وتابع: “طلب الدعم أمر مقبول في الانتخابات، لكن الضغط المباشر لتغيير مواقف الاتحادات هو خيانة للأخوة الرياضية، وتدمير لمبدأ النزاهة في الرياضة.”
وأكد كوهلي أن صديقه ومنافس الانتخابات، القطري خليل المهندي، كان من بين من تعرّضوا لضغوط متكررة من جهات متعددة، بهدف إجباره على الانسحاب من السباق الرئاسي.: “بلغني بشكل مباشر من أحد الأعضاء أن هناك من طلب منه إقناع خليل بالانسحاب. هذا انتهاك صريح لمبادئ الانتخابات النزيهة.”

نقطة سوداء في تاريخ اللعبة
في ختام تصريحاته، قال كوهلي بأسى: “ما شهدناه يوم الانتخابات كان نقطة سوداء جديدة في تاريخ تنس الطاولة… بدلاً من أن نحتفل بتطور اللعبة، ها نحن نقف أمام واقع مؤسف ومُشوَّه.”
وشدّد على ضرورة إعادة هيكلة نظام الانتخابات داخل الاتحاد الدولي، مطالبًا بوقفة جادة لـ”تنظيف النظام وضمان استقلالية القرار الرياضي”.
إلى أين تتجه الأزمة؟
مع استمرار الطعن المقدم من الاتحاد القطري، وتلويح عدة اتحادات باتخاذ خطوات قانونية، يُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة:
• فتح تحقيق رسمي في الأصوات الإلكترونية المضافة.
• مراجعة إجراءات الجمعية العمومية وإعادة نظر في اعتماد النتائج.
• انعقاد استثنائي محتمل للجمعية العمومية لاستكمال الجلسة المعلّقة.