(إهمال... ومتابعة)

أستكمل معكم ما بدأناه في الحلقة الأولى من قصتي مع المرض وكيف أهملته من خلال أن العارض بسيط «وكلها كم يوم ويذهب»، وعندما اشتد بي الألم ذهبت إلى مستشفى خاص، وأصر على عمل الأشعة المقطعية التي أظهرت المرض بشكل كبير، وقال لي الطبيب بالحرف الواحد يجب عليك الذهاب مباشرة إلى لجنة العلاج بالخارج، لأن هذا المرض لا يعالج هنا أو في الشرق الأوسط، وعلاجه فقط إما في إحدى الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة الأميركية. وأخذت معي جميع الأوراق وذهبت إلى مستشفى حمد وهو المستشفى المعتمد في لجنة العلاج بالخارج، وأصر الطبيب على عمل أشعة مقطعية مرة ثانية وفي خلال أقل من أسبوعين.. واكتشفت بعدها أن التعرض لهذه الأشعة خلال الفترة البسيطة ضار وخطير، لكن لا حيلة لدي واضطررت إلى عمل الأشعة التي أثبتت مرة ثانية إصابتي. المفاجأة المفاجأة كانت من خلال أن أحد الأطباء أكد لي وجود علاج لي بالدولة، وأنا كنت لن أتوانى عن علاج نفسي هنا لو كانت كل الإمكانيات متوفرة، لكن بعد أن ذهبت إلى هناك ووجدت أن العملية كانت كبيرة وخطيرة، وفيها تتعرض حياتي كلها للخطر، تأكد لي أن هذا الطبيب -الله يسامحه- لم يؤكد لي نجاح العملية أو حتى نجاح بعض العمليات التي أجريت هنا. عندما دخلت على الطبيب في الولايات المتحدة الأميركية أكد لي أن العملية ستستغرق اليوم كله، ولم أصدقه إلا أن طول العملية واستغراقها قرابة 12 ساعة (نصف يوم)، ودخل معي طبيبان بدرجة بروفيسير، وكل كان له تخصصه. لن نلوم الأطباء هنا، ونحن نقدرهم، لكن توجد بعض العمليات يجب أن لا يكابروا فيها ولا يصيبهم الغرور في إمكانية إجرائها.. أخي الطبيب عندما توقع على ورقة العلاج بالخارج أن هذا الشخص يحتاج إليها فإنك بذلك تحترم نفسك وتجبر الآخرين على رفع القبعة لك من خلال منطق واحد يقول: رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، وهذا ليس بعيب.. علاج المريض القطري بالخارج لا يقلل من شأنك أو كفاءتك، لكن الخبرة مطلوبة في بعض العمليات الدقيقة، وأرواح المواطنين ليست لعبة أو تجارب تجريها، لأننا سمعنا بعض «الأقاويل» سوف ننشرها حال تأكدنا منها عن بعض الأطباء. وبعد رحلة شاقة بين أروقة مستشفى حمد لكتابة التقرير ما بين مكتب كتابة التقارير والقسم الذي كنت أراجع فيه، واستمرت لمدة أسبوع تقريباً، والحمد لله أن ربي سخر لي سكرتيرة قطرية كانت تقوم بعملها على أكمل وجه، ومن هذا المنبر فإنني أحيي أختي القطرية وأتمنى لها التوفيق في عملها. خطأ في التقرير من خلال متابعتي للتقرير وذلك حتى ألحق على اجتماع لجنة العلاج بالخارج، لأنها تجتمع فقط ليوم في الأسبوع، وهذا ما سوف نتحدث عنه لاحقاً، عند متابعتي التقرير اكتشفت ولله الحمد أن التقرير خرج بالخطأ من خلال كتابة تقرير أحد المرضى ووضع اسمي عليه، ولم أعلق على هذا الموضوع لأنني كنت في حالة لا أريد أن أدخل في نفق ثان يعيقني عن سرعة استلام التقرير بكل ما تحمل الكلمة من معنى إلى لجنة العلاج بالخارج حتى أسلمهم إياه وننتظر على أحر من الجمر الموافقة على العلاج بالخارج. آخر كلام أدخلت التقارير الطبية إلى اللجنة إلا أن الموافقة من عدمها لم تكن أكيدة، ولكن الله وفقني، لأن حالتي كانت تستدعي ذلك.. انتظروني في الحلقة القادمة، وماذا حدث لي في لجنة العلاج بالخارج.