شكراً مستشفى الوكرة

لسنوات طوال لطالما اشتكى المواطنون والمقيمون على حد السواء من تواضع خدمات الرعاية الوقائية والعلاجية الطبية وحتى الخدمية والإدارية المُقدمة من مستشفى حمد! فكم مِنا عانى سوء التشخيص أو العلاج إن لم يكن انتظاره وتأخره «لسنوات عجاف» مع مواعيد تتأرجح بين الشهور والسنين.. حتى استفحل التشخيص فانعدم العلاج! ومن منا لم يُعان طول وتكرار المراجعات مع نفس الطبيب مراراً.. عاماً بعد عام بنفس العلاج! وبالتأكيد «استمتع» بعضكم بـ «تكشيرة» وعبوس «بعض» ملائكة الرحمة اللاتي قد ينفجرن في أية لحظة من ضغط العمل وأنين المرضى! ومن منكم لم يحدث وأن لجأ للطوارئ في أزمة صحية طارئة قد لا تتحمل التأجيل والتسويف فتم «صرفه» بمنتهى الدبلوماسية بحقنة الفولتارين أو مسكنات البروفين والبنادول.. فسافر للبحرين أو السعودية أو بانكوك أو الهند بحثاً عن العلاج الآمن! ومَن منا لم يبحث عن «واسطة الخمس نجوم» لحجز غرفة خاصة حتى وإن كانت فندقية مدفوعة الثمن! ومما لا شك فيه أن أغلبكم قد تعرض لمخالفة مرورية في مواقف المستشفى! تعرضت مؤخراً لوعكة صحية أدخلتني المستشفى «الحكومي» اضطراراً لعدم ثقتي بـ «الخاص» رغم توتر «علاقتي الطبية» مع الأول، فوجدت نفسي مضطرة لإجراء عملية جراحية عاجلة لم تتحمل التأجيل أو التسويف. ولشدة الألم الذي بدأ مع صلاة الفجر لم أستوعب الأمور حولي جيداً إلا بعد مرور ثلاثة أيام من إجراء العملية. وجُلّ ما أذكره خلال هذه الأيام الأربعة، والتي مرت وكأنها حلم، «وجوه ضاحكة مستبشرة» من ملائكة الرحمة لا تفارقها الابتسامة المصحوبة بالصوت الهادئ واللمسة الحانية، ولا يتأخرن في تقديم المساعدة والاستفسار من الأطباء متى لزم الأمر.. وجمع من الأطباء يتشاورون ويتباحثون حول التشخيص والعلاج.. ويطلبون رأيي.. ولا أعلم حتى بم كانت إجاباتي! وعندما استوعبت ما حدث لي لاحقاً في اليوم الرابع، ووجدت نفسي في غرفة فندقية، وعرفت أنها غير مدفوعة الثمن، وأني في مستشفى الوكرة، تنفست الصعداء بابتسامة حمد ورضا.. وشكر لله أن قدر لي المرض والعلاج في مستشفى الوكرة.. لا في أي مستشفى آخر! أسبوع من العناية الطبية الإنسانية و»الراقية» والمهنية قد لا تكفي هذا المستشفى حقه في شكره.. ولن أشكر مستشفى الوكرة لحسن استضافتهم لي وروعة تجربتي معهم ورضاي عنهم! فقد شاهدت بعيني قبل وعكتي الصحية، ومن خلال العديد من أقاربي ومعارفي، احتراف طاقم مستشفى الوكرة الطبي والإداري المهني وأخلاقهم الرائعة في التعامل مع المرضى وأهلهم. وابتسامتهم التي لا تفارق طبيباً ولا ممرضة ولا إدارياً ولا حتى عاملاً.. لدرجة تجعلك تشكك أنه قد تم توقيعهم على الابتسامة الدائمة في وجوه المرضى وأهليهم في عقود أعمالهم. قد يُجادل مجادل أن طاقم مستشفى الوكرة وطاقته الاستيعابية وخدماته التشغيلية ضئيلة مقارنة بمستشفى حمد، وعفواً، الإدارة والقيادة والتخطيط لا ترتبط بالحجم المؤسسي أو التشغيلي، بل بفن الإدارة والقيادة ورؤية التخطيط وحُسن التنفيذ! آخر الكلام.. مستشفى الوكرة.. إدارة وأطباء وموظفين وعمالاً.. شكراً لكم.. فأنتم نموذج طبي إداري جديد نتمنى نسخه ولصقه في مستشفيات أخرى.