


عدد المقالات 156
في خطوة تحتسب لصالح كسر الاحتكار وفتح السوق، وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون بشأن السماح للشركات الخليجية بدول مجلس التعاون بفتح فروع لها في الدولة, وقد تمت إحالته إلى مجلس الشورى، وهذا القرار قد يكون له إيجابيات كبيرة على السوق المحلية والمستهلك بشكل خاص، وفي الوقت نفسه فإن سلبياته قد تكون ضارة للمجتمع على المدى البعيد, وسنحاول من خلال هذا المقال مناقشة واستعراض التحديات والمنافع لهذا التوجه. إن توسيع الخيارات في السوق وإذكاء المنافسة وكسر الاحتكار يكون دائماً لصالح المستهلك والمستفيد من الخدمات، فعند السماح للشركات الخليجية بفتح فروع لها بالدولة فإن هذا التوجه سيعزز من هذه المطالب والتي باتت أكثر إلحاحاً في الوقت الراهن، فسوقنا المحلية تحولت إلى لوبيات تدار بطريقة احتكارية، وللأسف فإن كثيرا من هذه اللوبيات من جنسيات أخرى، ويمارسون أنشطتهم بالتستر بأسماء مواطنين. إن هذا التوجه سيؤدي إلى تنشيط المنافسة داخل السوق المحلية والانتباه أكثر إلى المستهلك وتطلعاته، من حيث تقديم خدمات ومنتجات بجودة أفضل وسعر أقل، وذلك حتى تحافظ الشركات المحلية على زبائنها وعملائها ويضمنوا عدم تحولهم إلى المنافس الخليجي الوافد حديثا للسوق. ومن منافع هذا التوجه أيضاً توسعة السوق أمام الشركات المحلية عند حصولها على معاملة مماثلة بفتح فروع لها بدول الخليج، حيث إن صغر حجم السوق المحلية كان ولا يزال من النقاط التي تقلل تنافسية الاقتصاد الوطني وحتى تقرير التنافسية الأخير لعام 2011-2012 وحصولنا على المرتبة 14 فإن جزئية حجم السوق ظلت هي التحدي الأكبر، وما إن تحظى الشركات المحلية بالموافقة لفتح فروع لها في دول الخليج فإن سوقها سيتضخم حجمها بأكبر من 20 مرة, نحن نتحدث عن أكثر من 40 مليون نسمة كتعداد دول مجلس التعاون الخليجي. وأما من ناحية التحديات فإن أكبر خطر قد يهدد السوق المحلية هو تعرضها لسياسة إغراق من منافسين خليجيين، بهدف كسر الشركات المحلية وإقصائها من السوق ثم السيطرة والتحكم في السوق وفرض أسعارها من دون وجود منافس حقيقي لهم. والإغراق هو غزو السوق التي فيها منافسون وإغراقها بالسلع بأسعار متدنية جداً بهدف إلحاق الخسائر بالمنافس ومن ثم خروجه من السوق، وبعد ذلك يعود الذي أغرق السوق إلى رفع أسعاره بشكل خيالي لأنه أصبح هو الوحيد المتحكم في السوق، وهذا ما لا نريد أن نراه لدينا، أن نخرج من احتكار شركات محلية إلى احتكار شركات خليجية، في النهاية المستهلك هو الخاسر الأكبر، وكذلك ستلحق الخسارة بالاقتصاد الوطني, وستؤثر على الناتج القومي الإجمالي بالسالب. إن ظاهرة الإغراق تحارب بشدة من قبل كل الدول، ويتم تحديد هذه الظاهرة ورصدها إذا كان التاجر الخارجي يبيع سلعة بسعر أقل من سعرها في بلده الأصلي، فمثلا لدينا منتج محلي يباع بعشرة ريالات، ثم يأتي تاجر خليجي ليبيع نفس المنتج وبسعر أقل مثلاً خمسة ريالات, في حين أنه في بلده يبيعه بعشرة ريالات، هنا نتساءل لماذا يرضى هذا التاجر بأن يبيع منتجه بسعر أقل من السوق، هل لديه نوايا طيبة في دعم المستهلك المحلي مثلا؟ ولماذا لا يدعم المستهلك في بلده الأصلي, والذي تكاليف البيع عنده أقل من عندنا, وبالمنطق أن يبيع منتجاته لدينا أعلى من سعرها في بلده الأصلي، التاجر لا يتنازل عن أرباحه أبداً. في الواقع هو لديه هدف بعيد المدى ليحقق المقولة الشهيرة «دع السوق تتنفس صناعيًّا، وحطم عظام المنافسين حتى تستسلم السوق، ويموت المنافسون ثم نبيع السلعة بالسعر الذي نحدده». إن تفعيل آليات الحد من الإغراق في السوق المحلية، هي في الحقيقة لا تحمي السوق والمستهلك على المدى البعيد ولكنها أيضا، ستنبه الشركات المحلية إلى أن يضعوا في حسابهم عند تسعير خدماتهم ومنتجاتهم ألا تكون عالية جداً مقارنة بالأسواق الخليجية، وذلك حتى لا يطمع التاجر الخليجي ويدخل عليهم سوقهم، فمثلا لو كانت لدينا سلعة تباع بـ20 ريالا وفي الأسواق الخليجية تباع بـ10 ريالات فإن هذا سيشجع التاجر الخليجي على دخول السوق والمنافسة, ويستطيع أن يبيعها بـ10 ريالات, وألا يتهم بالإغراق لأن أسعاره مطابقة لسوقه الأصلية، لذلك من مصلحة التاجر المحلي أن يقوم بخفض أسعار منتجاته لتكون قريبة من السوق الخليجية ليقطع الطريق على أي منافس محتمل. إن ما عرضته في هذا المقال هو بعض الملاحظات والانطباعات حول هذا التوجه, ولكن الموضوع أعمق بكثير, والمطلوب وضع الآليات الكفيلة بالحد من السلبيات المتوقعة. لأن فتح السوق لجهات خارجية فيه مخاطرة كبيرة والأفضل التعامل معه بحذر شديد. وختاماً: إن قرار مجلس الوزراء الأخير بتشكيل لجنة لمراقبة الأسعار بتوجيه من سمو نائب الأمير، يتفق مع تحقيق مبدأ الحد من التلاعب بالأسعار والاحتكار الذي يضر بالمواطن ويفسد عليه فرحته بزيادة راتبه. وكل هذه القرارات لمصلحة المستهلك والتاجر والاقتصاد الوطني ككل.
هل تكفي درجتان فقط للحيلولة دون تغير المناخ العالمي؟ قد يكون هذا ما تسعى إليه قمة المناخ العالمي COP21 في باريس. إن التحذيرات من التغيرات المناخية وأثرها على البيئة وعلى الاقتصاديات التنموية ليست بالجديدة، ولكن...
نال الاقتصادي الأميركي البريطاني الأصل أنجوس ديتون جائزة نوبل للاقتصاد لهذا العام ٢٠١٥ تقديراً لجهوده في أبحاثه حول الفقر والدول الفقيرة، والذي لديه حولها مقاربة مثيرة للجدل أن المساعدات المقدمة للدول الفقيرة تزيد من بؤس...
يقول نولز بور عالم الفيزياء إن التنبؤ صعب جدا خاصة عندما يتعلق التنبؤ بالمستقبل، وهذا ما ينطبق بالضبط على الاستثمار فالعمل الوحيد الذي يقوم به المستثمر هو اتخاذ قرار استثماري لأهداف مستقبلية، ولكن عدم معرفته...
النمو الاقتصادي العالمي هو في الأصل منخفض وتخفيض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي يشير إلى واقع حقيقي بعيد عن كل الآمال بتعافي الاقتصاد العالمي قريباً وفقاً لقراءة الصندوق يعتبر النمو العالمي هو المؤشر الأهم...
قد نستمر طويلا بأحلامنا المشروعة بعودة النفط للارتفاع، ولكن الواقع يحكم علينا أن نتقبله كوضع شبه دائم، فاستمرار أسعار النفط المنخفضة أصبح أمرا واقعيا بعيدا عن كل آمالنا بعودة سريعة للارتفاع مرة أخرى. مرت أكثر...
يعتبر مؤشر تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي من أهم المؤشرات التي تصنف مدى قدرة اقتصاد الدولة على المنافسة عالمياً حيث يصنف مختلف الدول وفقاً لقدراتها التنافسية. وفي التقرير الأخير الذي صدر الأسبوع...
بعد أن كانت التوقعات نحو رفع الفائدة قوية والصيحات العالمية المنادية للاحتياطي الفيدرالي أن يتركد في رفع الفائدة فإن القرار كان بتأجيل رفع الفائدة، فهل فعلاً السبب كان رأفةً بالاقتصاد العالمي واستجابةً للأصوات التي نادت...
وأخيراً وبعد اجتماع استمر ليومين متتاليين خرج إلينا الاحتياطي الفيدرالي بقراره القديم الجديد بعدم رفع الفائدة على الدولار في خطوة كانت متوقعة لولا الأوساط المالية في أميركا نفسها كانت متفائلة برفع للفائدة في هذا الاجتماع...
يعتبر مؤشر «FTSE» العالمي من أشهر المؤشرات العالمية ولا تقل أهمية عن باقي المؤشرات التي انضمت لها بورصة قطر وأشهرها مؤشر MSCI العالمي فبورصة قطر كانت مدرجة ضمن الأسواق المبتدئة في مؤشر FTSE، والآن تم...
لقد شكك الكثيرون في مدى نجاح استراتيجية أوبك في المحافظة على حصتها السوقية وأن مسألة الأسعار ستصحح نفسها بنفسها حسب آلية العرض والطلب وأن هذا التوجه قوبل بهجوم منظم فسر على أن أعضاء مؤثرين في...
حروب العملات أو البحث عن الأموال الرخيصة هو ما يحرك حكومات العالم من أجل دفع نموها الاقتصادي عبر سرقة التضخم من شركائها التجاريين ومن باقي دول العالم. لقد اختتمت مجموعة العشرين اجتماعها في تركيا دون...
منذ عدة أشهر والاحتياطي الفيدرالي الأميركي يبشر ببداية رفع الفائدة في شهر سبتمبر والآن وبعد أن اقتربنا من الاجتماع المقرر له في منتصف هذا الشهر فإن الاحتياطي الفيدرالي يجد نفسه في موقف حساس للغاية لأن...